منذ أيام قليلة جدًا، انشغل العالم بتصريحات البريطانى "ديفيد ديد" التى أعلن فيها عن موعد نهاية العالم، وأنه سيكون فى يوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر الحالى.
واستدل ديفيد ديد فى كلامه بأن هذا الموعد كُتب على أحد أهرامات الجيزة بمصر، كما أنه دون فى أحد الكتب المسيحية المقدسة، وأشار إلى أن طريقة النهاية ستكون باصطدام أحد الكواكب الغامضة والمسمى "نيبيرو" بكوكب الأرض.
لكن اليوم عادت مجلة بريطانية تسمى ديلى ستار لتقول «نهاية العالم بدأت من الآن»، وأرجعت المجلة ذلك بسبب إعصار إرما المدمر الذى يهدد ولاية فلوريدا بعدما ضرب الجزر الكاريبية، لافتة إلى أن إعصار خوسيه من المقرر أن يضرب المكسيك، التى تواجه موجات تسونامى وزلازل، بالإضافة إلى الحرائق التى دمرت الساحل الغربى للولايات المتحدة.
وألمحت المجلة إلى اآية (لو 21: 25) من الكتاب المقدس، والتى تحدثت عن علامات نهاية العالم: «وَتَكُونُ عَلاَمَاتٌ فِى الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَعَلَى الأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بحَيْرَةٍ. اَلْبَحْرُ وَالأَمْوَاجُ تَضِجُّ».
لكن علينا أن نعرف أن هناك تاريخا طويلا كان يدعو لنهايات العالم ومشغول بها بشكل مستمر ومن ذلك:
شعب المايا ..31 ديسمبر 2012
شاع قبل فترة القول إن شعب المايا توقّع أن تحدث نهاية العالم فى تاريخ محدد هو 21 ديسمبر 2012، وانتشر هذا الخبر حول العالم، وذلك لأن شعب المايا يظن أن كل 400 عام، هناك نهاية لدورة الباكتوم، وأن الاحتفال بنهاية دورة الباكتوم كانت تتوج بقيام الملك بالتضحية بالأسرى، وكان شعب المايا يظنون أن عام 2012 ستكون نهاية دورة الباكتوم الثالثة عشرة، وستكون نهاية العالم، التى تنبأ بها شعب المايا.
الهندوس .. مرة كل ملايين السنين
أما الهندوس فإن الزمن يدور فى حلقات ودورات وربما إلى الأبد. يؤمن أتباع الهندوسية أن نهاية العالم تأتى مرة كل بضعة ملايين من السنين، وكل نهاية تؤدى إلى دورة جديدة ويبدأ العالم مجدداً، بالنسبة لهم يعنى التناسخ أن الموت ليس سوى خطوة فى الطريق إلى حياة أخرى فى هذا العالم.
جون جريبين وستيفن بلاجمان.. سنة 1982
فى عام 1974 أصدر العالمان جون جريبين وستيفن بلاجمان كتابًا بعنوان "تأثير المشترى" يتحدث عن نهاية العالم سنة 1982 بسبب اصطفاف الكواكب التسعة الذى سيصنع قوى جاذبية كبيرة تؤثر على كوكب الأرض، مما سيؤدى إلى حدوث كوارث عظيمة وزلازل مدمرة، وتغير كامل فى مناخ الأرض مما سيؤدى إلى فناء الحياة على الكوكب، أثار الكتاب ضجة كبيرة وموجة عارمة من الزعر، وأصبح واحدًا من أكثر الكتب مبيعًا، ولكن عندما مر عام 1982 بسلام تعرض الكاتبان لانخفاض شديد فى شعبيتهما، وأصبح الكتاب أضحوكة، مما دفع العالمان للدفاع عن الكتابين قائلين إن الكتاب لم يكن سوى مجرد تمرين فى فيزياء الفلك النظرية.
أسهارا شوكو ونهاية العالم.. الوصول إليها بالعمليات الإرهابية
فى عام 1987 قام اليابانى أسهارو شوكو بعمل رحلة حج إلى جبال الهيملايا، وعاد منها ليؤسس جماعة روحانية تسمى أومشينريكيو، وترمز "أوم" إلى أحد الرموز الهندوسية المقدسة، بينما تعنى كلمة "شينريكيو" الحقيقة المطلقة.
ادعى أسهارا أنه تجسيد الإله الهندوسى شيفا، وبدأ يبشر بنهاية العالم عن طريق أرمجدون، أو حرب عالمية نووية ثالثة، وبشر أتباعه بالخلاص، ثم بدأ مع أتباعه بالعديد من الهجمات الإرهابية كان آخرهها عام 1995 بهجوم أتباعه على محطة مترو طوكيو بغاز السارين السام، ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة 5500 آخرين.
الانتحار بحثًا عن مركبة فضائية 1997
فى صباح يوم الـ26 من شهر مارس سنة 1997 فى ولاية كاليفورنيا، تم العثور على 39 شخصًا يرتدون ملابسًا سوداء إلا أنهم جميعهم موتى! وبمعاينة الجثث تبين أنهم ضحايا معاهدة انتحار جماعية.
كان وراء ذلك مارشال أبلوايت الذى أسس طائفة تسمى بوابة السماء، تؤمن بوجود حياة أخرى فى الفضاء، ويدعو فيها أتباعه للسمو فوق البشر، وأنك هناك سفينة فضائية ستأتى لتنقذهم من الحياة البائسة على الأرض لتحملهم إلى السماء، وفى عام 1997 أخبر مارشال أتباعه أن العالم على وشك الفناء وأن الطريقة الوحيدة لإنقاذ أرواحهم بالهلاك هى الصعود على متن سفينة فضاء تتبع مذنب هيل-بوب، ولكى يلحقوا بتلك السفينة يجب عليهم قتل أنفسهم كى تحمل سفينة الفضاء أرواحهم إلى عالم آخر، وقام مارشال بالانتحار مع 38 من أتباعه.
لم تكن الشخصيات الفردية فقط هى من يحاول البحث عن نهايات العالم فالأديان السماوية أيضا كانت تفكر فى هذا الأمر كثيرا.
فى اليهودية.. نهاية دموية
قبل ألفى عام، توقّع الآسينيون، وهم فرع من اليهود، حدوث نهاية عالم دموية. وقد وجدت مخطوطات داخل كهوف فى وادى قمران، قرب سواحل البحر الميت، تشير إلى حرب أبناء النور وأبناء الظلام، التى ستستمر أربعين عامًا وستنتهى بالخلاص الأبدي.
المسيحية.. فى انتظار المسيح
يرى المسيحيون أن المسيح سيرجع ليدين الأحياء والأموات، وستقوم معركة بين أتباعه وأتباع الدجَال "هرمجدون"، وسيعم السلام بعدها، وستعيش البشرية فى ملكوت الله، منهم من يقول لمدة أربعين سنة، ومنهم من يقول ألف سنة، ويأتى يوم الحساب بعدها وتقوم القيامة.
الإسلام.. المهدى المنتظر هو الحل
يؤمن المسلمون بظهور المخلص أو المنقذ لهذه الأمة، بعضهم يدعوه المهدى المنتظر ويخرج فى آخر الزمان، وهو من نسل النبى محمد عليه السلام، ويقول أهل السنة إنه لم يولد بعد، بينما يقول الشيعة إنه ولد وغاب.
كل هذه الحكايات مرت ولم يحدث شيء،وحتما سوف يمر يوم 23 سبتمر دون وقوع أى مشكلات أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة