بدأت احتفالات أهالى محافظة أسيوط، بمولد العارف بالله "جلال الدين السيوطى" بمنطقة القيسارية بحى غرب مدينة أسيوط،وسط توافد من المحبين واتباع الطرق الصوفية وتستمر الاحتفالات على مدار أسبوعين وسط احتفالات وابتهالات وإنشاد دينى.
"اليوم السابع" توجه إلى منطقة القيسارية بحى غرب أسيوط، فعلى بُعد خطوات من مرمى البصر، ترى مئذنة خضراء لمسجد جلال الدين السيوطى، وسط عدد كبير من الأبنية القديمة، فما إن تطأ قدماك ساحة المسجد حتى تشعر بالطمأنينة والسكينة وجموع غفيرة من المواطنين تتوافد لقراءة الفاتحة والدعاء فأصوات المصلين والذاكرين تملأ المكان.
ويتميز بناء المسجد بالتناسق بين ضخامة البناء وجلال الهندسة وتنوع الزخارف ويتكون منقبة معقودة تحملها ثمانية أعمدة رخامية مكتوب بدوائرها آيات قرآنية، وداخلة مقام الشيخ الجليل؛ وبنى المسجد فى 766 هجرية.
يقول الشيخ على عبد المعطى، أمام وخطيب ومدرس بمسجد السيوطى، لـ"اليوم السابع": بدأت احتفالات العارف بالله الشيخ جلال الدين السيوطى، ولد فى غرة شهر رجب من سنة 849 هـ، المـوافق سبتمبر من عام 1445م، بالقاهرة، واتجه السيوطى إلى حفظ القرآن وأتم حفظه وهو دون الثامنة، حيث كان أبوه أحد العلماء الصالحين أصحاب المكانة العلمية الرفيعة جعلت بعض أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يده.
وأضاف: "الشيخ جلال الدين السيوطي، تميز بقدرته على حفظ الكتب فى سن مبكر من العمر ومنها كتب منهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك والعمدة، فاتسعت مداركه وزادت معارفه حتى المئات من الكتب بلغت 600 مصنف فى الفقه والحديث والتفسير والبلاغة والنحو والأدب والتاريخ".
وأوضح الشيخ عبد المعطى:" إن المؤرخين قالوا عن الإمام السيوطى إنه سافر وتجول فى عدة بلدنا عربية منها اليمن والمغرب الإسلام والحجاز والشام إلى أن وصل الهند وذلك لجمع وتحصيل العلم ودراسة الحديث قبل أن يتفرع للعبادة وتأليف الكتب ومن أشهر مؤلفاته:" فضائل مكة والمدينة ومختصر الأحياء، الإتقان فى علم القرآن، وشرح الصدور بشرح حال الموتى.
منجد العرائس.. مولد السيوطى مصدر رزق
يقول ربيع محمد عبدالحميد، ويعمل فى مهنة التنجيد بساحة سيدى جلال الدين السيوطى بمنطقة القيسارية بأسيوط، إنه ورث المهنة أبًا عن جد فى محل صغير أمام المسجد، وفى موسم المولد يكون مصدر رزق له خاصة مع توافد المئات من المواطنين على مقام السيوطى، وعند انتهاء زيارتهم يشاهدون شغل التنجيد اللى بعمل على الانتهاء منه وتسليمه لأصحابه ويطلبون منى شغل أعمله لهم.
وأضاف عم ربيع، المحل اللى بعمل فيه ده أنا ورثته عن والدى وبيفتح 3 بيوت منها أسرتى التى تتكون من 5 أفراد وأسرة أخى التى تتكون من 9 أفراد وشقيقته؛ مشيرا إلى مع تقدم الصناعات أصبحت مهنة المنجد تواجه شبه الاندثار فنحن نجلس بالأيام ننتظر قدوم الزبائن لتطلب منا تصميم شغل للعرائس من مرتبات وتخيط قماش الأبيض وغيرها.
الطرق الصوفية تشرف على الاحتفال
أعلن الشيخ شرف عمار، وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالسنطة بمحافظة الغربية، بدء الاحتفال بمولد محمد عبد الله الكريدى وعثمان بدوى زغلول بقريه شبرابيل، واللذين تحتفل بمولدهما الطرق الصوفية فى هذا اليوم من كل عام.
أحمد حسن أحمد ابراهيم ، وكيل مشيخة الطرق الصوفية بمنطقة القيسارية بأسيوط، لـ"اليوم السابع" إنه قبل موعد الاحتفال بمولد جلال الدين السيوطى نقوم باستخراج جميع التصاريح من الأجهزة الأمنية والتنفيذية، بعدها يبدأ الاحتفال بالمولد بمسيرة للطرق الصوفية تجوب الشوارع بمدينة أسيوط، مرددين الاناشيد الدينية ودعوة المواطنين للمشاركة فى مولد السيوطى.
ويتابع : نقوم بعمل سرادق بساحة سيدى جلال الدين السيوطى نستقبل فيها جميع المحبين للسيوطى من مختلف المحافظات نعمل على خدمتهم على مدار أسبوعين، يتخلله إقامة حلقات من الإنشاد الدينى والتواشيح ، داعيا المولى عز وجل بان يحفظ مصر من كيد الحاقدين.
"عم بدر خليل".. مجذوب سيدى جلال السيوطى
"اليوم السابع" تجول فى ساحة مسجد سيدى جلال السيوطى، وعلى ناصية مقام السيوطى، جلس عم بدر أحمد إبراهيم خليل، أحد سكان منطقة القيسارية بحى غرب أسيوط، وحكى نقطة تحوله من شاب طائش فى الحياة إلى تعلقه بمسجد السيوطى.
يقول عم "بدر أحمد" لـ"اليوم السابع": سائق معدات ، وأنا عمرى 40 عاما شاهدة رؤية لسيدى جلال الدين السيوطى، يدعونى بالتوجه إلى المسجد والمداومة على الصلاة وترك المعاصى التى كنت افعلها، وبالفعل احمد الله على تلك الهدايه، قائلا: "اللى يدخل عن الصالحين ويروح المسجد ويزور أهل البيت ربنا يكرمه فى الدنيا ؛ وأحسن من اللى يروح يقعد فى المقاهى".
و يستكمل: "إنه بدء يداوم على زيارة أهل البيت فى المساجد و خاصة السلطان الفرغل والسيدة زينب، وجلال الدين السيوطى، ليشعر براحة البال و الطمأنينة والأجواء الروحانية التى تمتلئ تلك الأماكن .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة