"الأستروكس" و"الفودو" و"الكيتامين"، جميعها مواد مخدرة دخيلة وحديثة العهد فى مملكة الكيف بعد الحشيش والبانجو والترامادول، فجميعها مواد مصنعة داخل المعامل، عبارة عن خليط من نبات القنب الذى يستخرج منه مخدر الحشيش، بجانب مواد كيميائية، مثل الأتروبين الذى يستخدم فى معالجة تهيج العين كموسع لحدقتها، والجهاز العصبى، ومرض القرحة، وبطء القلب، أو الـ«هيوسين» الذى يستخدم فى معالجة الغثيان والتشنج المعوى، كما يستعمل كعامل بنج ممهد للتخدير، وتجفيف الجيوب الأنفية والرئتين والإفرازات فى الجهاز الهضمى، أو الـ«هيوسيامين» الذى يؤدى تناوله إلى إرخاء العضلات الملساء، ويستخدم فى علاج تشنجات القولون والقرحة الهضمية، وتقلصات الجهاز الهضمى، أو «الكيتامين»، وهو علاج بيطرى يستخدم لتهدئة الثيران، وعلاج الحيوانات عند إجراء العمليات الجراحية.
مخدرا «الأستروكس» و«الفودو» انتشرا بعد ثورة 25 يناير، ويتم إدخالهما بريًا ومائيًا عبر الحدود، ونظرًا لتصنيعهما معمليًا، فإن تكلفتهما باهظة وسعرهما مرتفع، حيث تتم تعبئتهما داخل أكياس صغيرة تحتوى على 2 أو 3 جرامات، ويباع الجرام الواحد بنحو 250 إلى 300 جنيه، لذلك معظم متعاطيهما من أبناء الأثرياء.
ويتسبب «الأستروكس» و«الفودو» فى ارتخاء العضلات، والإمساك، والاحتقان، واحتباس البول، وتليف الكبد، وتلف الكلى، وانخفاض الضغط الدموى، وهبوط الدورة الدموية، وفى النهاية الوفاة.
ومن أبرز الأسباب التى أدت إلى انتشار «الأستروكس» و«الفودو» فى مصر خلال الفترة الماضية أنهما يستخدمان كبديل لمخدر الحشيش الذى يختفى بين لحظة وأخرى وأحيانًا يتم غشه، كما أن طرق استخدامهما بسيطة، حيث يتم لفهما فى ورق «البفرة» كالتبغ ويتم شربهما مثل السيجارة، علاوة على ذلك فإنهما يستطيعان عمل «دماغ بم» فى أقل وقت ممكن، حيث إنه بمجرد «شد نفس» واحد منهما يصل صحاب الكيف إلى المرحلة التى يرغب فى الوصول إليها بشرب أكثر من 5 سيجارات حشيش.
أما عن الشعور الذى ينتاب المتعاطى عند تعاطيه «الأستروكس» أو «الفودو» فإنه بالتأكيد هو ذات الشعور الذى تعطيه المواد الكيميائية المصنع منها، حيث يدخل المتعاطى فى نوبة هذيان وشلل فى الجهاز العصبى يؤدى إلى إحباط أى محاولة للسيطرة على أعصاب أو أطراف الجسد، بالإضافة إلى اتساع حدقة العين، رغم شعور المتعاطى بأن عينه مغلقة، ومغص فى المعدة، وسرعة دقات القلب.
يقول «محمد. ك»، 18 سنة، أحد المتعاطين، بأنه تناول «الأستروكس» أول مرة فى حياته على أنها سيجارة حشيش أعطاها له صديقه، وما أن تناول النفس الأول حتى غاب عن الوعى، وتخيل أنه قد مات ودفن وتتم محاسبته، مضيفًا أنه عندما أفاق شعر بحالة إعياء شديد، وأن جميع أعضاء جسده محطمة وكأنه خارج من مشاجرة أو تمارين عنيفة.
وتقول «ضحا. ن»، 24 سنة، أحد المتعافين من إدمان «الأستروكس»، إنها كانت طالبة جامعية، وتعرفت على إحدى صديقاتها التى عرفتها على عالم المخدرات، ومنه إلى «الأستروكس»، حيث قامت بتناوله للمرة الأول داخل مدينة الطلبة، وظلت تصرخ وتحطم كل شىء أمامها، وعندما أفاقت وجدت نفسها على سريرها مقيدة من زميلاتها.
ورغم انتشار مخدرى «الأستروكس» و«الفودو» فى مصر بشكل سريع، خاصة فى المناطق الراقية، فإن إدارة مكافحة المخدرات تشن حملات خصيصًا لمواجهة المخدرات، والتى كان آخرها فى 5 أغسطس حيث تم ضبط عاطل بمنطقة الشرابية وبحوزته 7.250 كيلوجرام من مخدر «الفودو»، و600 كيس من «الأستروكس» قبل ترويجها، كما تم ضبط عاطل بالشيخ زايد فى 3 يوليو وبحوزته 40 كيسًا من مخدر «الأستروكس».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة