"نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت" عبارة رددها شيخ المجاهدين عمر المختار خلال مقاومته للاستعمار الإيطالى لليبيا حيث بسطت روما سيطرتها بشكل كامل عام 1912م، ومع دفع إيطاليا بأسطولها البحرى إلى شواطئ طرابلس أعاد الشعب الليبى ترديد العبارة الشهيرة لشيخ المجاهدين عمر المختار الذى تقدم الصفوف الأولى لمقاومة الاستعمار الإيطالى فى ليبيا.
المستعمر الإيطالى الذى نهب ثروات ليبيا وارتكب أبشع المجازر ضد المدنيين فيها، واتبعت أخطر السياسات بتوطين مليون مستوطن داخل الأراضى الليبية عام 1933م، تحاول اليوم إعادة العمل بنفس الاستراتيجية لتعيد انتاجها على الأراضى الليبية بتوطين المهاجرين غير الشرعيين فى ليبيا.
ومع إرسال إيطاليا قطع بحرية إلى شواطئ طرابلس بذريعة مكافحة الهجرة غير الشرعية تعالت أصوات ليبية رافضة للتحرك الإيطالى الأخير، واصفة التحرك الذى تقوده روما بإعادة حقبة الاستعمار الإيطالى لليبيا.
من جانبه، كشف عضو المجلس الرئاسى الليبى، فتحى المجبرى، تضارب وتناقض تصريحات رئيس الرئاسى فائز السراج ووزير خارجيته محمد سيالة، بشأن السماح لقوات إيطالية بالقيام بعمليات داخل المياه الليبية، مديناً الانتهاك الصارخ والفج للسيادة الليبية والإجراء المنفرد والأحادى من قبلهما مع إيطاليا.
وأكد عضو المجلس الرئاسى الليبى، فى بيان له، أن تصرف فائز السراج لا يمثل ولا يعبر عن إرادة المجلس الرئاسى مجتمعاً ولا حكومة الوفاق، مبيناً أن هذا القرار يعد مخالفة صريحة للاتفاق السياسى وبنوده سواء فيما يتعلق بآليات اتخاذه أو بالبنود التى تؤكد على سيادة ليبيا وعدم التدخل فى شئونها الداخلية والاعتداء على أراضيها.
وأوضح المجبرى أن معاهدة الصداقة الليبية الإيطالية ومذكرات التفاهم بين دولة ليبيا وإيطاليا لا تجيز بأى حال من الأحوال هذا النوع من التدخلات بل أنها تعارضها معارضة صريحة، مديناً تورط الحكومة الإيطالية فى هذا التدخل بناءً على قرار فردى من قبل السراج.
وطالب عضو المجلس الرئاسى إيطاليا بالتوقف فوراً عن انتهاك السيادة الليبية واحترام المعاهدات الدولية والحرص على علاقات حسن الجوار واحترام الاتفاقيات السارية بين البلدين واحترام الأطر الشرعية للمصادقة على قرارات الحكومة والاتفاقيات والمعاهدات الليبية وذلك أسوة بما قامت به داخلياً باستشارة البرلمان الإيطالى.
وتابع بيانه قائلاً: "على حكومة السيد جينتيلونى أن تدرك أن علاقة الشعبين الليبى والإيطالى أعمق وأهم بكثير من علاقة حكومات عابرة وتوظيف سياسى لا هدف له سوى تحقيق مكاسب سياسية آنية عابرة وتشبث بكرسى السلطة."
وطالب المجبرى المجتمع الدولى ومجلس الأمن بتحديد موقفه من هذا الانتهاك كما طالب جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقى بإدانة هذه الانتهاكات وبدعم ومساندة ليبيا باعتبارها عضو مؤسس فى هذه المنظمات الدولية والإقليمية .
ووجه المجبرى دعوة إلى كافة القوى الوطنية لنبذ خلافاتها والتصدى لمحاولات إعادة احتلال ليبيا تحت مسميات وذرائع مختلفة، مؤكداً على الجهات الحكومية والأركان العسكرية المعنية بعدم الرضوخ لأى تعليمات تنتهك السيادة الليبية أو أى تعليمات آخرى تصدر بالمخالفة لنصوص الاتفاق السياسى، وذلك فى اشارة منه لتعليمات السراج .
كما توجه المجبرى بالدعوة العاجلة لانعقاد مجلس الوزراء لمناقشة هذا الخرق الكبير والخطير للسيادة الليبية، داعياً زملائه بالمجلس الرئاسى وحكومة الوفاق لتبيان موقفهم من هذا الانتهاك، مؤكداً على أن الحماية الحقيقية لليبيا من مخاطر الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر تتمثل فى تأمين حدود ليبيا الجنوبية وباتفاقيات صحيحة معلنة وشفافة تشمل دول المنشأ والعبور والمقر تكون طرفاً فيها كل الدول والمنظمات المعنية .
فيما كشف موقع "مراقب رادار إيطاليا" عن مباشرة سلاح الجو الإيطالى تسيير دوريات جوية فوق المياه والأراضى الليبية فى إطار مهمة البعثة الإيطالية الى ليبيا المبنية على الطلب المقدم من رئيس الرئاسى فائز السراج الى حكومة باولو جنتلونى فى روما.
ونشر الموقع صور بالرادار لطائرة مراقبة تابعة لسلاح الجو الإيطالى من طراز "غلف ستريم" وتحمل رقم G.550 MM62293 والتى غادرت قاعدة "براتيشيا دى مارى" الجوية وعبرت صقلية نحو أجواء ليبيا وذلك بالتزامن مع دخول الفرقاطة الايطالية "كمندانتى بروسيني" للمياه الاقليمية الليبية قبالة ساحل طرابلس .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة