ما يحدث من أصحاب دور العرض والموزعين هذه الأيام وتحديدا المواسم السينمائية، التى تحصد الإيرادات أن كل شىء يتم على طريقة الفرح البلدي "الكل يسارع بالنقطة او يردد اللي يحبنا يضرب نار"، غرفة صناعة السينما والتى من المفترض انها تحمي مقدرات الصناعة وتدافع عن أي قانون جديد يهدف الي تنظيم الصناعة، وينادي السينمائيون الذين يشغلون كراسيها ومناصبها، بشعارات تؤكد ضرورة العمل علي تنظيم الصناعة ويعيدون علي مسامعنا آلاف المقولات التى نسمعها تتردد منذ عشرات السنين بأن الدولة تخذل الصناعة، وأن الدولة لا يعنيها النهوض بالسينما من قريب أو بعيد، وأنهم كسينمائيين يملكون الخبرة ويسعون طوال الوقت لما فيه خير الصناعة وتطويرها، ولكن يا "عينى الايد القصيرة"، وهو الكلام الجميل المنمق الذى وعيت عليه منذ أن عملت بهذه المهنة واخترت السينما كملف بذلت فيه جهدا معقولا إلى حد ما، ولكن نفس حماة الصناعة عندما يقترب الأمر من مصالحهم الشخصية يتحولون الي الصمت الرهيب أو تقليب الأطراف علي بعضها البعض.
وما أقصده هنا أن المصالح المتعارضة لأعضاء غرفة صناعة السينما والذين هم منتجون وموزعون في نفس الوقت وبالطبع مصلحة المنتج، أو الموزع صاحب دور العرض، هي تحقيق أكبر قدر من المكاسب دون الالتفات لأي شىء آخر لذلك بعضهم يطالب تارة بزيادة نسخ الفيلم الأجنبي مقابل نسخ الفيلم المصري والبعض يؤكد أن من حق الأسرة المصرية الذهاب بكامل أفرادها الي دور العرض بغض النظر عن الرضع وصغار السن، والأهم هل هذا الفيلم مناسب لهم أم لا؟ وطظ فى التصنيف العمرى الذى كان الكثير من السينمائيين ينادون بضرورة تطبيقه، وعدد كبير من أعضاء الغرفة دافعوا عن التصنيف العمري عندما تلبستهم روح السينمائي الحر المناضل، وبعضهم هم من يحرك الأمور ضده في هذا الموسم انطلاقا من أن المصلحة أهم والموسم فرصة "للم الإيرادات".
التصنيف العمرى معمول به فى مختلف دول العالم وليس فى مصر فقط، انطلاقا من قيم تربوية للحفاظ علي النشء وصغار السن وهو أيضا معمول به في القنوات الفضائية في معظم دول العالم، والتى تحترم فكرة التربية، وأن ما يشاهده الكبار لا يصلح بالضرورة للطفل أم أنه كتب علينا أن يدخل الأطفال لمشاهدة أفلام الراقصات والبلطجة، وبعد ذلك نصرخ ونقول الفن يفسد المجتمع والسينما هي المسئولة عن الطفل الذي يرقص بالمطاوي ويفتح وائل الابراشي برنامجه لسب الفن والسينما البذيئة التى تجرح طفولة الأبرياء وتحولهم الي راقصين وبلطجية! والمنتجين القتلة والفنانين الذين لا يهمهم إلا الملايين، التى يحصلون عليها لتتحول السينما الي رجس من عمل الشيطان.
كان من الأولي أن يدافع المنتجون والموزعون من أعضاء الغرفة عن قوانين جادة تنظم عملية الإنتاج السينمائي وبدلا من الاستسهال ومحاولة استغلال أي فرصة لاقتناص المكاسب فقط، لماذا لا يكون التفكير جاد وحقيقي في نوعية المنتج والعمل علي تطويره ووجود سينما تناسب شرائح عمرية مختلفة مثلما يحدث في كل العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة