تصريحات نارية مكنت الرئيس الإيرانى المنتخب لولاية رئاسية ثانية، من هزيمة التيار المتشدد فى إيران، فى أقوى معركة انتخابية شهدها الداخل الإيرانى فى الـ 19 من مايو الماضى، أفقدت التيار المنافس "معسكر المحافظين" توازنه وسيطرته على الشارع الإيرانى، بعدما حصد الرئيس المعتدل على 23 مليونا و549 ألفا و616 صوتا وفاز بنسبة 57%، وحقق انتصارات على منافسه إبراهيم رئيسى الذى حصد 15 مليونا و786 ألفا و449 صوتا بنسبة 38%، فى انتخابات شارك فيها 41 مليونا و220 ألفا و131 ناخبا وبغت نسبة المشاركة 73%..
وتمت مراسم تنصيب الرئيس الإيرانى حسن روحانى ، اليوم الخميس فى حسينية الإمام الخمينى فى العاصمة الإيرانية طهران، بحضور المرشد الأعلى آية الله على خامنئى، ورؤساء السلطات القضائية والتشريعية، مسئولى البلاد، والقادة العسكريين، ونواب البرلمان بالإضافة الى وفود من دول مختلفة.
وسوف يؤدى أيضا روحانى اليمين الدستورى، يوم السبت المقبل، 5 أغسطس، فى مراسم سوف تجرى فى قاعد البرلمان، وذلك بعد إعادة انتخابه رئيسا للبلاد لولاية رئاسية تستمر 4 أعوام فى انتخابات جرت فى الـ 19 من مايو الماضى.
وسيتم منح رئيس الجمهورية فرصة أسبوعين بعد أداء اليمين الدستورية، ليقدم الأسماء المقترحة لتولى الحقائب الوزارية فى الحكومة الجديدة الى مجلس الشورى الإسلامى (البرلمان) لمنحهم الثقة، وبحسب المادة رقم 204 من قوانين البرلمان، يتعين على رئيس الجمهورية خلال أسبوعين من أداء اليمين الدستورى أن يتقدم بأسماء وزراء الحكومة الجديدة وبرنامج الحكومة، وسيبحث نواب البرلمان أهلية الوزراء المقترحين فى غضون 10 أيام من أجل منح الثقة لهؤلاء.
مراسم تنصيب روحانى فى ولايته الأولى 2013
وفى السطور التالية يقدم اليوم السابع أقوى تصريحات روحانى التى قادته إلى الفوز..
تحذير الحرس الثورى من التدخل فى الانتخابات والابتعاد عن السياسة
فى واحدة من التصريحات الجريئة للرئيس الإيرانى، والتى أطلقها فى إطار معركة كبرى قادها ضد هيمنة الحرس الثورى الإيرانى منذ صعوده فى 2013، حث الرئيس الإيرانى حسن روحانى، الحرس الثورى وميليشيا الباسيج التابعة له قبيل أيام من الانتخابات الرئاسية فى مايو الماضى، على عدم التدخل فى الانتخابات الرئاسية، وقال روحانى خلال خطاب ضمن الحملة الانتخابية فى مدينة مشهد: "لدينا طلب واحد فقط: أن تبقى الباسيج والحرس الثورى فى أماكنهما لأداء عملهما". وعزز روحانى نداءه باقتباس كلمات الزعيم الأعلى الراحل آية الله روح الله خمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية الذى قال روحانى إنه حذر القوات المسلحة من التدخل فى السياسة.
المرشد الأعلى على خامنئى
خلع يد الحرس الثورى المهيمنة على الاقتصاد
وعقب إعادة انتخاب روحانى، أعرب روحانى عن أمله فى خلع يد الحرس الثورى المهيمنة على السياسة والاقتصاد فى البلاد، وأطلق تصريحات على مائدة إفطار مع نشطاء اقتصاديين فى يوليو الماضى شبه فيها الحرس الثورى بدولة تحمل البندقية تهيمن على الاقتصاد والسياسة والإعلام فى البلاد، واعتبر أن جزءاً من الاقتصاد تم تسليمه إلى الحرس الثورى بذريعة الخصخصة، وقال: "خامنئى أكد على أن الهدف من تنفيذ المادة 44 من الدستور هو تسليم الاقتصاد إلى المواطنين"، مضيفا: "فماذا عسانا أن نفعل بعد أن سلمنا جزءا من الاقتصاد الذى كان فى يد دولة بلا بندقية إلى دولة تحمل البنادق، هذا ليس اقتصاد أو خصخصة".. وقال أيضا إن "تلك الحكومة التى تمتلك البندقية تمتلك أيضا وسائل إعلام وكل شىء، ولا يجرؤ أحد على منافستها".
حسن روحانی
الحرس الثورى دمر البلاد
وكانت إحدى التصريحات الجريئة الأخرى التى كشفت عن توتر متصاعد بين الرئيس والمؤسسة العسكرية، خلال المناظرة الانتخابية الأخيرة لانتخابات الرئاسة التى عقدت يوم الجمعة 12 مايو، قال روحانى مخاطبا منافسه المرشح الأصولى محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران جنرال الحرس الثورى السابق "أنتم خربتم بما يكفى السنوات الماضية والشعب سيقول كلمته فى الانتخابات".
حسن روحانى فى الجولات الانتخابية
واجه الحرس الثورى بقمع تظاهرة طلابية
أفرز التنافس الحاد فى الانتخابات الإيرانية التى أجريت مايو الماضى عن حالة من كشف الحقائق أمام الجماهير الإيرانية لأول مرة على شاشات التليفزيون الرسمى، ومن بين تلك الحقائق اتهام روحانى ، لجنرال الحرس الثورى السابق قاليباف بالمشاركة فى قمع الاحتجاجات الطلابية التى حدثت فى ١٩٩٩ وقتل فيها ٧ من الطلاب، وعرفت إعلاميا بأحداث الحرم الجامعى. وخاطبه قائلا "منعت نشر ملف لك فى عام ٢٠٠٥ متعلق بقمعك للطلاب، ولو نشر لما كنت بيننا الآن".
تجار العقوبات
"تجار العقوبات" مصطلح أشار به روحانى إلى المتشددين والمنتفعين من العقوبات وعلى رأسهم " الحرس الثورى"، واعتاد الحديث عنهم منذ عام 2015 منذ توقيع الاتفاق النووى مع الدول الست، وقال روحانى مايو الماضى، خلال جولاته الانتخابية، "فى الأربع سنوات الماضية استاء تجار العقوبات من كساد تجارتكم، تريدون أن تعيدونا إلى الوراء 4 سنوات، نحن لا نتراجع واختارنا طريقنا"، وفى تصريح أخر قال "أقول لأولئك الذين قطعوا الألسن وكمموا الأفواه وكسروا الأقلام، ألّا يتحدثوا عن حرية التعبير والإنتقاد، فالحرية ستخجل!".
الجماهیر الایرانیة المطالبة بالحرية
توسيع الحريات
كانت أقوى التصريحات التى كشف بها روحانى الوجه الآخر للدولة العميقة فى طهران والتى جعلت شريحة الشباب العريضة تقبل على إعادة انتخابه، حيث قال فى مايو الماضى فى إحدى التجمعات الانتخابية، "إن حقبة قيام جهة وحيدة ببث رسمى يهيمن على عقول الناس قد ولت"، مضيفا : "سنضع نظام اتصالات لكى يتمكن كل فرد منكم من البث عبر هاتفه النقال، لن نسمح بأن تصبح إيران مجددا معزولة" - وذلك وسط عاصفة من التصفيق - ودعا خلال تجمعاته الانتخابية إلى قدر أكبر من الحرية وعدم فصل الجنسين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة