اهتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية بتسليط الضوء على الشاب الأمريكى من أصول مصرية، عبد الرحمن السيد المعروف بـ"عبدول السيد"، وقالت فى تقرير لها إنه لا يسعى فقط لمنصب حاكم ولاية ميتشجان ليكون بذلك أول حاكم مسلم فى تاريخ الولايات المتحدة، وإنما هدفه الأساسى تغيير السياسة الأمريكية وإعادتها إلى مسار المساواة والتعدد وتقبل الآخر.
إحدى الفاعليات فى ديترويت المعروفة بانها عاصمة العرب
وتحدثت الصحيفة عن مدى تنوع حملته التى تضم مسلمين، وتحترم حقوق المثليين والمتحولين جنسيا، وهو الأمر الذى تصفه بالاختيار الشجاع بالنسبة له خاصة وإنه يحب تعريف نفسه بأنه مسلم، فضلا عن الصعوبة الذى يجدها المثليون والمتحولون جنسيا فى ميتشجان، فعلى سبيل المثال، تعرض منزل اثنين من المنظمين لأول مسيرة تدعم حقوق المثليين فى مدينة "جاكسون" بالولاية إلى الحرق.
عبدول مع أسرته أثناء طفولته
وتقلد السيد، الذي ولد لأبوين مهاجرين مصريين ينحدران من الإسكندرية بمقاطعة جراتيويت فى ولاية ميتشجان ، عددا من المناصب المهمة، حيث عين مديرا لقسم الصحة والدعم الصحى فى بلدية ديترويت عام 2015 من قبل رئيس البلدية مايك دوجان، كما شغل منصب أستاذ مساعد في قسم علم الأوبئة بجامعة كولومبيا، واستقال من منصبه للتفرغ لانتخابات ولاية ميتشجان لعام 2018.
وأضافت "الجارديان" تحت عنوان "أوباما الجديد: هل يصبح عبدول السيد أول حاكم مسلم فى أمريكا؟" أن عبدول يسعى من خلال خطاباته لاستخدام قصته الشخصية كنموذج لأسرة أمريكية متعددة يحترم أفرادها بعضهم البعض، إذ كشف فى إحدى كلماته - التى قدمه فيها متحول جنسيا- إن والده المهاجر المصرى تزوج مرة أخرى من أم بروتستانتية ريفية بيضاء اعتنقت الإسلام الآن، وإن عمه تعلم أن يعد وجبات حلال حتى تستطيع الأسرة كلها المشاركة فيها، وكيف تكون اللقاءات العائلية فى عيد الشكر والتى تشمل عمه الآخر الملحد مسلية.
عبدول خلال إحدى الفاعليات
وأوضحت الصحيفة، أن السيد يعيد التذكير بأهمية مواد الدستور الأمريكى التى تبعث على الأمل والقواسم المشتركة بين جميع أبناء الشعب.
ونقل درو فيليب، معد التقرير، عن السيد قوله " "كما يمكنك أن تتخيل، هؤلاء الناس يأتون من مختلف مناحي الحياة بشكل أساسي، فقد عرفوا حقائق مختلفة. ولكنهم يرون مستقبل مشترك بنوه معا ".
وأضاف: "عرفت عن مجتمع تأسس على المثالية التى استثمرها والدى عام 1978 عندما جاء إلى هنا، وقال له:" إن جميع الناس يخلقون متساوون".
عبدول السيد مع زوجته
وأوضحت الصحيفة أن "السيد" دائما ما يسأله الناس عن الشريعة، وعما إذا كان هو نفسه جزء من مؤامرة إسلامية لتطبيق الشريعة فى الولايات المتحدة، كما يسأل عما إذا كان جزءا من جماعة الإخوان ويريد أن يحول السياسات الأمريكية نحو الإرهاب.
ومن ناحية أخرى، قالت "الجارديان" إن الموظفين فى حملة السيد من الشباب، ويتسمون بخفة الظل والذكاء، ومنهم خريجى جامعة هارفارد وغيرها من المؤسسات النخبوية، ولكن أكثر ما يميزهم هو تعددهم بشكل لا يصدق وإدارتهم الجيدة.
ويسرد معد التقرير كيف التقى شابين من الحملة فى دورة المياه خلال إحدى فاعليات السيد الانتخابية، أحدهما كان يغسل قدميه خلال الوضوء قبل الصلاة، والآخر الذى صبغ شعره ووضع أقراط فى وجهه ويبدو غريبا كان يغسل يديه على الحوض المجاور.
واعتبرت الصحيفة أن الحملة ممثلة فى موظفيها، وتعتبر انعكاسا للتعدد الأمريكى.
عبد الرحمن السيد
وأضافت الصحيفة، أن الطبيب الشاب، جدى وشغوف بالواقع السياسى الأمريكى، ويتحدث بطريقة لم يسمع بها من قبل السياسيين الآخرين، ويقول: "أحاول أن أذكر الناس لماذا تم بناء النظام بالطريقة التى بنى بها، وأنه أصابه الفساد والعطب من قبل مجموعة صغيرة للغاية، وقوية للغاية، وغنية للغاية لتمكنهم من شراء سياسيينا".
وأكد السيد أنه يخوض هذه التجربة من أجل مستقبل طفله الذى لم يولد بعد.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول، إن السيد رجل يؤمن أن السياسة يمكن تغيرها بل وإصلاحها، وأن الجميع متساوون. ونقلت عنه قوله "مهما كانت النتيجة سنفوز إذا تمكنا من تغيير السياسة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة