100 يوم مرت على تنصيب إيمانويل ماكرون، رئيسا لفرنسا، بعدما تم تنصيبه فى 14 مايو الماضى، أنصب تركيزه خلالها على قضايا داخلية مختلفة، وواجهته العديد من الصعوبات الداخلية، إلا أنه نجح فى تحقيق بعض الانجازات الدبلوماسية خلال أول 3 أشهر من وصوله إلى قصر الإليزيه، على الرغم من أن زياراته الخارجية لم تتجاوز الأربعة دول وهى ألمانيا والمغرب والجزائر ومالى.
نجاحات ماكرون الدبلوماسية
النجاحات الدبلوماسية للرئيس ماكرون- الذى يعد أصغر رؤساء فرنسا- بدأت من اليوم التالى لحفل تنصيبه رئيسا للبلاد، ففى 15 مايو 2017، توجه الرئيس الفرنسى إلى ألمانيا فى أول زيارة خارجية بعد ساعات من تنصيبه، حيث ألتقى خلالها المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بالعاصمة برلين، حيث أكد الطرفان وقتها على ضرورة النهوض بأوروبا وتعزيز قوتها واقتصادها وإجراء إصلاحات على نطاق واسع، فيما قالت المستشارة الألمانية، إن أوروبا قوية بقوة فرنسا وألمانيا، مضيفة: "أوروبا تنجح بنجاح فرنسا وألمانيا، سنعزز تعاوننا الثنائى وسنبدأ دينامية جديدة".
مبادرة دبلوماسية للتقرب من الولايات المتحدة
ماكرون وترامب
وعقب هذه الزيارة التاريخية بين باريس وبرلين، أطلق الرئيس الفرنسى مبادرات خارجية عدة لتحقيق بعض الانجازات فى ملفه الدبلوماسى خلال أول مائة يوم من توليه زمام الأمور فى قصر الإليزيه، ذلك أنه دعا نظيره الأمريكى دونالد ترامب- خلال اتصال هاتفى معه فى 28 يونيو الماضى، على حضور العرض العسكرى الذى تقيمه فرنسا سنويا بمناسبة عيدها الوطنى فى 14 يوليو، وبالفعل استجاب الرئيس الأمريكى لمبادرة نظيره الفرنسى، واحتفل مع زوجته ميلانيا ترامب بعيد فرنسا الوطنى مع ماكرون وزوجته، فى خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة فرنسية للتقرب من الولايات المتحدة الأمريكية، فى الوقت الذى أثار فيه انسحاب ترامب من اتفاق باريس للمناخ، جدلا عالميا واسعا.
قمة فرنسية روسية تاريخية
ماكرون وبوتين
كما ألتقى ماكرون بنظيره الروسى، فلاديمير بوتين فى قصر فرساى قرب باريس، فى 29 مايو الماضى، فى محاولة جديدة من ماكرون للعب دور أكبر فى المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية، ذلك أنه أكد خلال لقائه بوتين على أن أولوية باريس المطلقة هى مكافحة الإرهاب، وأنه يأمل بتعزيز شراكة فرنسا مع روسيا فى هذا الملف، كما أنه اتفق مع الرئيس الروسى على إنشاء "مجموعة عمل" فرنسية روسية فى سبيل ذلك، مشيرا إلى أن أى استخدام للأسلحة الكيميائية فى سوريا من أى طرف كان، ستعتبره فرنسا تجاوزا "لخط أحمر" يستدعى الرد.
المغرب.. أول محطة عربية لـ"ماكرون"
وفى 14 يونيو الماضى، وصل ماكرون إلى العاصمة المغربية "الرباط"، فى أول زيارة له لمنطقة المغرب العربى، برفقة زوجته فى زيارة استغرقت 24 ساعة، ناقش خلالها قضية مكافحة الإرهاب والنزاع الليبى، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.
ماكرون
ماكرون فى مالى.. مرتين
وبصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الفرنسية، توجه ماكرون إلى مالى للقاء الجنود الفرنسيين هناك فى مايو الماضى، وكان فى استقباله رئيس البلاد إبراهيم أبو بكر كيتا، كما زارها مرة أخرى، الشهر الماضى، ليلقى بثقله خلف قوة عسكرية أفريقية جديدة يأمل فى أن تمهد الطريق لانسحاب القوات الفرنسية من المنطقة.
نجاح فرنسى لتقريب وجهات النظر بين حفتر والسراج
حفتر والسراج مع ماكرون
أما على صعيد الأزمة الليبية، فقد تمكن ماكرون من تحقيق انجاز ملموس على أرض الواقع فى هذا الملف، خاصة فى ظل المبادرات المصرية والإماراتية التى تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، فبعد أسابيع من اللقاء الذى جمع القائد العام للجيش الليبى خليفة حفتر، برئيس المجلس الرئاسى فايز السراج فى أبوظبى، التقى الطرفان مرة أخرى فى 25 يوليو بالعاصمة "باريس"، برعاية فرنسية نجحت فى عقد اجتماع تاريخى بين الجانبين اتفقا خلاله على وقف إطلاق النار فى ليبيا، وإجراء الانتخابات الليبية العام المقبل. كما تعهدا على السعى لبناء دولة مدنية ديمقراطية تضمن الفصل بين السلطات والتداول السلمى للسلطة واحترام حقوق الإنسان، مع تفعيل اتفاق الصخيرات السياسى، ومواصلة الحوار السياسى الليبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة