27 عاما على غزو الكويت والجرح لم يلتئم.. الحرب مكنت الولايات المتحدة من التدخل فى الشئون الداخلية للمنطقة.. ومهدت الطريق لاحتلال بغداد وانتشار الجماعات الإرهابية المسلحة وظهور تنظيم "داعش" الإرهابى

الأربعاء، 02 أغسطس 2017 11:52 ص
27 عاما على غزو الكويت والجرح لم يلتئم.. الحرب مكنت الولايات المتحدة من التدخل فى الشئون الداخلية للمنطقة.. ومهدت الطريق لاحتلال بغداد وانتشار الجماعات الإرهابية المسلحة وظهور تنظيم "داعش" الإرهابى 27 عاما على غزو الكويت والجرح لم يلتئم
كتب هاشم الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن أكثر المتشائمين فى أنحاء الوطن العربى يتوقع أن يستيقظ فى صباح يوم الخميس 2 أغسطس من عام 1990 ليجد دولة عربية تغزو شقيقتها مثلما حدث فى غزو العراق للكويت خلال حقبة حكم الرئيس العراقى السابق صدام حسين.

 

الجذور التاريخية للحرب العربية ـ العربية تحمل العديد من الأسباب، فى مقدمتها رغبة صدام حسين فى السيطرة على النفط الكويتى بعد اكتشاف حقل بترول فى الخليج العربى ما زاد أطماعه، مع انخفاض أسعار النفط وكان العراق يتهم الكويت بأنها جزء من مؤامرة لتخفيض أسعار النفط ما ألحق بالعراق خسائر كبيرة نتيجة الفروق فى السعر.

 

وفى قائمة الأسباب التى دفعت حزب البعث ونظام الرئيس العراقى الراحل لشن تلك الحرب الدامية، هو عدم قدرة العراق على سداد الديون التى تراكمت عليه للكويت، وغيرها من دول الخليج خلال الحرب العراقية – الإيرانية، وتعرض العراق إلى التضليل من الدول الكبرى بتشجيعه على حل مشكلته مع الكويت على طريقته الخاصة، إذ أن الكويت لعبت دوراً فى تخفيض أسعار النفط خلال حرب العراق مع إيران.

 

وفى فجر 2 أغسطس هاجمت كتيبة مشاة بحرية عراقية مدعمة بالدبابات جزيرة بوبيان من الجنوب وكان بالجزيرة حامية عسكرية كويتية، وهاجمت أيضاً القوات العراقية جزيرة فيلكا واشتبكت مع حاميتها.

 

وفى العاصمة الكويتية أنزلت قوات جوية وبحرية فى ساعات الغزو الأولى ودارت اشتبكات حول قصر دسمان مع قوات الحرس الأميرى، فى الجهراء، بينما اشتبكت ألوية الجيش مع القوات المتقدمة فى معارك غير متكافئة مثل معركة جال اللياح ومعركة جال المطلاع ومعركة الجسور وجال الأطراف وبحلول نهاية يوم الثانى من أغسطس كانت القوات العراقية قد سيطرت على غالب الأراضى الكويتية عدا جزيرة فيلكا التى ظلت حاميتها العسكرية تدافع عنها حتى فجر يوم الجمعة الثالث من شهر أغسطس.

 

وعلى الرغم من مرور 27 عاما على هذه الحرب التى سيطرت فيها القوات العراقية على الكويت فى مدة لم تتجاوز سوى اليومين إلا أنه حتى اليوم لايزل العرب يعيشون على آثارها المدمرة لكونها كانت الذريعة الأولى لتدخل القوات الأجنبية فى المنطقة العربية وبناء القواعد العسكرية بها.

 

واستغلت الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الرئاسية للرئيس الأسبق جورج بوش الأب تلك الحرب، لفرض نفوذها على المنطقة العربية من خلال القيام بعملية عسكرية تحت ذريعة، منع القوات العراقية من اجتياح الأراضى السعودية وأطلق على الحملة اسم "عملية عاصفة الصحراء"، وبدأت القوات الأمريكية بالتدفق إلى السعودية فى 7 أغسطس من نفس العام لضرب العراق.

 

الغزو العراقى للكويت مهد الطريق أمام الولايات المتحدة الأمريكية للقيام بغزو بغداد فى عام 2003، تحت ذريعة امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل لكن الهدف الحقيقى هو السيطرة على سوق النفط العالمى لكون العراق تمتلك ثانى أكبر احتياطى نفط بالعالم.

 

وتمكنت الولايات المتحدة من إضعاف الدولة العراقية على مدار 13 عاما منذ غزو الكويت، حيث فرضت العقوبات الاقتصادية على العراق عقب الغزو الكويتى، وكذلك على تسليح الجيش، ما أضعف ذلك من قدرات الجيش العراقى وأتاح الفرصة للجيش الأمريكى لغزو بغداد لتسقط فى مايو من عام 2003 فى قبضة الجيش الأمريكى خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكى جوروج دبلو بوش.

 

الغزو الأمريكى أدى إلى ظهور جماعات إرهابية خرج من حرمها تنظيم "داعش" الإرهابى، حيث إن أبو مصعب الزرقاوى الذى كان يقود العمليات الإرهابية فى العراق كان الأب الروحى لأبو بكر البغدادى زعيم تنظيم "داعش" الإرهابى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة