تفاؤل وحماس يسيطران على قطاعات السياحة فى مصر، بعد قرار الحكومة الإيطالية بعودة سفيرها إلى القاهرة بعد غياب استمر لمدة عام على خلفية حادث مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى بالقاهرة.
وقد أحدث إبلاغ وزير الخارجية الإيطالى لنظيره المصرى اختيار "جيامباولو كانتينى" سفيرا جديدا لإيطاليا بالقاهرة تفاؤلا لدى العديد من رجال السياحة بأن هذا الخبر "بشرى" ستعود نتائجها سريعا على أعداد السياحة الإيطالية الوافدة إلى مصر خلال المواسم السياحية المقبلة، خاصة بعد اللقاءات المتتالية التى عقدها وزير السياحة يحيى راشد وهشام الدميرى رئيس هيئة تنشيط السياحة، مع رجال أعمال ومستثمرين سياحيين إيطاليين بالقاهرة وروما خلال الأسبوع الماضى، واتفقوا على العمل لزيادة أعداد السياح الإيطالييين إلى مصر لمليون سائح خلال الفترة المقبلة.
عصام على: إيطاليا أول دولة وصل عدد سياحها لمصر المليون
من جانبه، قال الخبير السياحى عصام على، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إنه من المتوقع أن تشهد المناطق السياحية فى مرسى علم والغردقة وشرم الشيخ خلال الأسابيع القادمة إقبالا كبيرا من السائحين الإيطاليين على خلفية عودة السفير الإيطالي للقاهرة بعد غياب أكثر من عام واصفاً الحالة بـ "عودة المياه لمجاريها"، كما أن الفنادق والقرى السياحية استعدت لاستقبال السياح الإيطاليين.
وأضاف أنه بعد عودة السفير الإيطالي للقاهرة أصبحت كل المؤشرات تؤكد أن السياحة المصرية ستشهد زيادة مطردة فى أعداد السياح الوافدين الى منتجعات مصر السياحية بداية من سبتمبر المقبل، خاصة إذا سارعت وزارة السياحة فى تقديم حزمة عروض وتوجهات سياحية، كما أن عودة السفير الإيطالى للقاهرة تعتبر خطوة مهمة ستساعد فى إقناع دول روسيا وإنجلترا على السير على نهج إيطاليا فى سرعة فك حظر رحلاتهم السياحية إلى مصر فى القريب العاجل.
وأشار إلى أن عودة السفير الإيطالى للقاهرة أكبر دليل على ثقة إيطاليا حكومة وشعبا فى الحالة الأمنية التى تتمتع بها منتجعات مصر السياحية، مشيرا إلى أن السياحة الإيطالية فى مصر تعتبر ضمن أهم 5 دول تدعم السياحة المصرية بعد السياحة الروسية والألمانية والإنجليزية والأوكرانية.
وأوضح أن السياح الإيطاليين هم أول جنسية عالمية تخطى عدد سائحيها المليون سائح في مصر عام 2004 لأول مرة في تاريخ السياحة المصرية، بالإضافة أنهم حققوا عام الذروة السياحية في عام 2010 مليون و 100 الف سائح ثم تراجعوا على خلفية أحداث عام 2011 مسجلين أعدادا أقل بلغوا 718 ألف سائح عام 2012 وفى عام 2013 بلغوا 504 ألف سائح وتراجعوا بشكل ملحوظ عام 2014 واحتل السياح الإيطاليين عام 2015 المركز السادس فى أعداد السياح الوافدين إلى مصر والمركز الثالث أوروبيا حيث سجلوا 332 ألفا و932 سائحا، بينما سجلت أعدادهم أرقاما متدنية خلال الموسم السياحي 2016 بلغوا 130 ألفا.
وشدد الخبير السياحي علي وزارة السياحة وهيئة التنشيط، سرعة الاستفادة من عودة السفير الإيطالي للقاهرة من خلال دعوته لزيارة منتجعات مرسي علم والغردقة لتقديم رسالة طمأنينة حقيقية للشعب الإيطالى يؤكد فيها الحالة الأمنية المستقرة، كما شدد على سرعة تقديم وزارة السياحة حزمة توجهات مصرية بزيادة رحلات شركات الطيران رحلاتها الي منتجعات مصر السياحية وعدم الاقتصار علي روما فقط بل لتشمل معظم مدن إيطاليا فى ميلانو وتورينو ونابولي و جنوا و بولونيا و فيرونا وكاتانيا و باليرمو، وطالب بزيادة الترويج والدعاية وإلقاء الضوء علي تطور السياحة الشاطئية و السياحة العلاجية وسياحة الجولف وسياحة المؤتمرات وتحفيز عروض الطيران الشارتر وأمن وسلامة المطارات المصرية خلال الفترة الأخيرة.
الصياد: السفير حلقة الوصل لزيادة السياحة الإيطالية لمصر
من جانبه قال محمد الصياد الخبير السياحى وعضو هيئة تنشيط السياحة سابقا، إن عودة السفير الإيطالى إلى القاهرة تدعم تنشيط السياحة بين البلدين بشدة وتزيد من فرص زيادة السياحة الإيطالية إلى مصر فى الفترة المقبلة بعد الفتور الذى شهدته.
وقال الصياد، فى تصريحات لليوم السابع، إن تلك العودة تعنى زيادة ثقة المواطنين الإيطاليين فى مصر وقدرتهم على الحصول على صورة صحيحة عن الأوضاع فى مصر، إضافة إلى أن أصحاب شركات السياحة ورجال الأعمال يثقون فى الدول التى تربطهم بها علاقة دبلوماسية على مستوى عال.
وأضاف أن غياب السفير يضعف حركة التعاون بين أى بلدين بما فيها خدمة السياح والتأشيرات وحل مشاكل أصحاب شركات السياحة، فى حين أن وجوده يغير الصورة تماما، ويذلل العقبات للجميع فى سبيل زيادة التعاون وتنشيط العلاقات فى كل المجالات بما فيها السياحة.
فيما أكد عادل شعبان، عضو الجمعية العمومية لشركات السياحة، أن إيطاليا أحد أهم الدول التى تقدم سياحة وافدة لمصر، وأن عودة السفير الإيطالى تعبر عن دخول العلاقات بين البلدين لمرحلة جديدة من الاستقرار، وأن ذلك سيلقى بظلاله على القطاع السياحى بشكل إيجابى، مطالبا فى تصريحات لليوم السابع، بأن تبدأ وزارة السياحة والشركات بشكل فوى إعداد خطط وبرامج جيدة قادرة على جذب أكبر عدد من السياح الإيطاليين واستغلال تلك المرحلة التى تشهد توافقا وتناغما بين البلدين سياسيا واقتصاديا وفى مجال السياحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة