تحتضن العاصمة الكازاخية أستانا، الافتتاح الرسمى لمرافق تخزين الوكالة الدولية للطاقة الذرية (ليو)، الحالى، وفى الوقت نفسه انطلاق المؤتمر العالمى لمكافحة التجارب النووية وذلك يوم 29 أغسطس الجارى، وهو اليوم الذى اختارته كازاخستان العام الماضى لإطلاق مؤتمر دولى لأجل عالم خال من الأسلحة النووية، يحضر المؤتمر الرئيس الكازاخى نور سلطان نزارباييف، وقيادات رسمية أخرى وممثلين من أكثر من 50 دولة إضافة لعدد كبير من البرلمانيين وخبراء فى منع التسلح وقيادات دينية إقليمية وعالمية.
ويأتى الاحتفال بهذا اليوم، بعد إقراره فى 2 ديسمبر 2009، خلال الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تتخلله الفعاليات والأنشطة والرسائل التعليمية، التى تهدف إلى جذب انتباه العالم لتوحيد الجهود لمنع المزيد من التجارب النووية.. وذلك فى إطار المبادرات، التى تعتبر جزءا من الجهود العالمية الرامية إلى إقامة عالم خال من الأسلحة النووية.
وتهدف تلك الاحتفالات إلى تحفيز الأمم المتحدة والدول الأعضاء والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية ووسائط الإعلام على إطلاع وتثقيف الجمهور والدول والدعوة إلى ضرورة حظر تجارب الأسلحة النووية كخطوة مهمة جدا نحو تحقيق عالم أكثر أمانا.
وساهم الاحتفال بهذا اليوم، على تحقيق الكثير من التطورات الحكومية الثنائية والمتعددة الأطراف، فضلا عن التحركات الواسعة فى المجتمع المدنى، على النهوض بقضية حظر التجارب النووية، مبادرة التخلى عن الأسلحة وقبل ربع قرن اختارت كازاخستان التخلى طوعيا عن ترسانتها النووية، حيث اغلقت وحده سيمى بلاتينسيك للتجارب النووية التى طالت إشعاعاتها أكثر من مليون و نصف آنسان، واعلنت فى 29 من أغسطس 2016 لإطلاق مؤتمر دولى لأجل عالم خال من الأسلحة النووية.
ومنذ استقلالها، لم تتوقف محاولات كازاخستان فى تفعيل المبادرات الدولية لمنع انتشار التجارب النووية، وهى تنضم الى قائمة دول عديدة تسعى للوصول الى عالم خال من اسلحة الدمار الشامل.
كما شكلت كازاخستان بالتعاون مع جيرانها فى وسط اسيا منطقه خالية من الاسلحه النووية عام 2009، وفى العام 2013 استضافت جولتين من المحادثات بين إيران و مجموعة الخمسة زائد واحد بشأن برنامج طهران النووى، ومن أهم مبادراتها لتفعيل البرامج السلمية توقيع اتفاقية مع الوكالة الدولية للطاقة النووية فى العام 2015 لتأسيس بنك لليورانيوم المنخفض التخصيب، تبلغ تكلفة هذا البنك 150مليون دولار وتشمل شراء اليورانيوم وضمان عمله للعشر سنوات الأولى.
ولدى حكومة كازاخستان لديها رؤية مختلفة، ففى عام 2009، عرض الرئيس نور سلطان نزارباييف استضافة بنك للوقود النووى تحت سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويهدف المشروع إلى تشجيع بعض الدول على عدم المضى قدما فى بناء تقنيات خاصة بها لتخصيب اليورانيوم، فبدلا من ذلك، سيتاح للدول العملاء الحصول على يورانيوم منخفض التخصيب لاستخدامه كوقود فى المفاعلات النووية المستعملة فى الأغراض المدنية.
وبدأت المفاوضات الرسمية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكازاخستان، وزار وفد من الوكالة الموقع المقترح لإقامة البنك فى أوست كامينوغورسك وقدّم عددا من التوصيات لحكومة كازاخستان، وستعمل هذه المنشأة ستعمل طبقا لمعايير دولية، فإن التأثير على البيئة والصحة العامة سيكون معدوما من الناحية العملية، كما أن مصنع "أولبا" قيد التشغيل منذ أكثر من 60 عاما فى المنطقة ويتمتع بمعايير عالية للسلامة والأمن (فى المجال) النووى، إصرار كازاخى وتفخر قيادة كازاخستان بتاريخها فى مجال منع الانتشار النووى، ففى عام 1991، أغلقت البلاد المختبر النووى الرئيسى التابع للاتحاد السوفيتى السابق فى سميبالاتنسك.
وعلى مدار أربعة عقود، شهدت المنطقة أكثر من 450 اختبارا نوويا، كما تخلت كازاخستان طوعا عن ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية التى ورثتها عقب انهيار الاتحاد السوفيتى، وأصبحت كازاخستان من أكبر منتجى اليورانيوم فى العالم، ومع استضافة محادثات بشأن برنامج إيران النووى، والحديث عن بنك الوقود النووى تعززت صورة كازاخستان كراع مناسب للسلام.
مفاعلات نووية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة