بدأ حجاج بيت الله الحرام مناسك الحج للعام الهجرى 1438، وتيسيرًا عليهم ينشر "اليوم السابع" كل ما يخص الحاج من تعريف لما يجب عليه قبل الحج وما ينبغى أن يؤديه خلال المناسك، والمحظورات التى قد تبطل حجه، أو توجب عليه الكفارة، من خلال الاستعانة بكتاب وزارة الأوقاف "التيسير فى الحج"، والذى أشرف عليه كبار العلماء.
ملخص أعمال الحج
أولاً: تبدأ أعمال الحج بالنية، وهى القصد المخصوص لأداء النسك حجًّا أو عمرةً، أو حجًّا وعمرة معًا ثم بعد النية يرتدى ملابس الإحرام المكونة من قطعتين من قماش يستحب أن يكون أبيضَ، هما الإزار والرداء، ومن السنة أن يغتسل أو يتوضأ قبل لبسهما، ويستحب أن يصلى ركعتين سنة الإحرام، ثم يحدد مقصده عند الميقات الذى يمر به، وإذا كان ممن سينزلون بجدة ؛ فإنه يجوز أن يحرم منها إذا لم يكن قد أحرم قبلها، وعند الميقات تبدأ التلبية، ويستمر الحاج فيها قدر ما يستطيع حتى صباح يوم النحر.
ثانيًا: النية فى الحج يجب أن تتوجه إلى تحديد النوع الذى يختاره الحاج من أنواع الإحرام، حيث يتنوع الإحرام إلى ثلاثة أنواع:
1 أفراد: وهو أن ينوى الحج وحده .
2 تمتع: وهو أن ينوى العمرة متمتعًا بها إلى الحج.
3 قران: وهو أن يجمع بين أعمال الحج والعمرة فى إحرام واحد، بحيث لا يتحلل من إحرامه إلا بعد أعمال العمرة والحج معًا وذلك بأن يذبح هديًا، وإن لم يستطع فعليه أن يصوم ثلاثة أيام فى الحج، وسبعة عندما يعود إلى بلده.
والحالتان الثانية والثالثة (التمتع والقران) تستوجبان مزيد شكر لله عز وجل الذى مكَّن الحاج من أداء نسكين فى سفرة واحدة وكتب له ثوابهما معًا.
ثالثًا: إذا وصل إلى مكة ووقع نظره على البيت الحرام فليستقبله بالتكبير والتلبية والدعاء ويدعو بالدعاء المأثور عن رسول الله وهو: ( اللهُمَّ زِدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا، وَمَهَابَةً، وَزِدْ مَنْ حَجَّهُ، أَوِ اعْتَمَرَهُ تَكْرِيمًا، وَتَشْرِيفًا، وَتَعْظِيمًا وَبِرًّا).
رابعًا: يبدأ الحاج بأول أعمال النسك الذى نواه
فإن نوى حجًّا مفردًا طاف طواف القدوم، ثم يستمر على إحرامه إلى أن ينتهى من أعمال يوم النحر ويطوف بالبيت طواف الركن ثم يتحلل من إحرامه،وإن نوى تمتعًا أدى أفعال العمرة، وهى الطواف والسعى والحلق أو التقصير، ثم يتحلل من إحرامه ويحل له كل شيء حتى يحرم بالحج فى يوم الثامن من ذى الحجة ( يوم التروية )، ثم يمضى إلى منى، وله أن يبيت بها إذا كان قادرًا بدون مشقة، فإن بات بها لا يخرج إلا بعد شروق شمس اليوم التاسع، أو أن يتجه مع الأفواج المصاحبة له وفقًا للتنظيم المعمول به فى تفويج الحجاج إلى منى يوم التروية، وله أن يتوجه مباشرة إلى عرفات ابتداء من ليلة الثامن من ذى الحجة، وإذا بات فى منى يتوجه إليها ظهر يوم التاسع ويستمر واقفًا على عرفات يصلى ويدعو ربه مخلصًا فى الدعاء والعبادة، حتى موعد النفرة بعد مغرب يوم عرفة وفقًا لما هو معمول به، ثم يكمل بقية أعمال الحج فى مزدلفة ومنى ومكة إلى أن ينتهى من رمى الجمار وتنتهى أيام التشريق.
وإن نوى قرانًا طاف طواف القدوم، فإن سعى بعده بين الصفا والمروة يكون سعيه للحج والعمرة معًا، ويجزئه هذا السعى عن السعى بعد طواف الركن، وإن لم يقدم السعى أداه بعد طواف الإفاضة ولا يلزمه شيء، ثم يستكمل أعمال الحج دون أن يخلع إحرامه، ويفعل ما يفعله الحاج المفرد والمتمتع ابتداء من يوم التروية، حيث يتجه جميع الحجيج مع اختلاف إحرامهم إلى منى فى طريقهم إلى عرفات.
خامسًا: يتجه الحجيج بعد نفرة عرفة إلى مزدلفة، وعندما يصل إليها الحجيج يحطون رحالهم ويصلون المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، وللحاج أن يبيت بها حتى تشرق شمس يوم النحر إذا قدر على ذلك دون مشقة ولم يكن من ذوى الأعذار، ثم يتحرك من مزدلفة بعد منتصف الليل بحساب ساعات الوقت ما بين المغرب والفجر، ومن منتصف ليل مزدلفة تبدأ أعمال يوم النحر لمن لم يقدر على المبيت بها، مع الترخيص فى تقديم بعضها على بعض وفقًا لما يتيسر للحاج وقدرته على أداء النسك فى الزحام أو عدمه.
وله أن يبدأ تلك الأعمال بطواف الركن بعد منتصف ليلة يوم النحر ثم يحلق أو يقصر، وهنا يخلع ملابس الإحرام ويتحلل التحلل الأصغر الذى يباح به كل شيء إلا النساء , ويتم التحلل الأكبر برمى جمرة العقبة، وله أن يستريح بعد الطواف ويذهب إلى منى ليؤدى باقى أعمال يوم النحر.
سادسًا: فى أيام التشريق عليه أن يبقى فى منى , فإن لم يتيسر له ذلك فله أن يقيم فى أى مكان يتيسر له قريبًا منها، وله أن يوكل غيره فى الرمى إذا عجز عن أدائه بنفسه، كما أن له أن يجمع الرمى كله فى يوم واحد تفاديًا للزحام أو تعجيلاً للسفر، أو مرافقة الفوج الذى قدم معه. ومن قدر على المبيت بمنى من غير عنت أو مشقة فعليه أن يبيت بها، كما أن عليه أن يؤدى مناسك يوم النحر بنفسه، مع التزام الرفق وعدم مزاحمة الحجيج.
سابعًا: إذا أراد الحاج أن يغادر مكة فيستحب له أن يطوف طواف الوداع إن استطاع، فإن كان البيت مزدحمًا بالطائفين بما يفقده القدرة على القيام به لا يتعين عليه ؛ لأنه غير مستطيع، ويجوز له تحسبًا لذلك أن ينويه مع طواف الإفاضة أو الركن، ويجزئه ذلك من غير إثم.
ثامنًا: إذا شك الحاج فى شيء مما يفعله من أعمال الحج، فإن طرأ عليه الشك بعد انتهاء القيام به فليطرح الشك وتكون ذمته بريئة أمام ربه، وإن طرأ عليه الشك أثناء أداء النسك يبنى على الأقل؛ لأنه المتيقن فى حقه، وذلك فى الطواف والسعى ورمى الجمرات.
تاسعًا: تستمر أيام النحر يومين لمن أراد أن يتعجل، وثلاثة لمن يريد أن يتأخر، ويكون للحاج بعد ذلك أن يبقى بمكة حتى يسافر إلى بلده ولا يضره التأخير بعد طواف الوداع ما دام لم ينو الإقامة فى مكة المكرمة، أو أن يسافر إلى المدينة ؛ لزيارة مسجد النبى والتشرف بالسلام على رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة