- أبناؤنا فى القرى والنجوع لا يجدون مكانا يصلون فيه وأتمنى أن تحل مشكلة بناء الكنائس.. لا أعلم من سيخلف الأنبا ساويرس للدير المحرق والبابا تواضروس سيلتقى الرهبان أكتوبر المقبل لبحث الأمر واختيار من يخلفه
- علاقتى بالمهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط علاقة طيبة جدا، وأحكى له عن كل ما يجيش فى صدرى بدون تحفظ
نقلا عن اليومي..
فى أول حوار له منذ توليه منصبه الكنسى فى 2015 كشف الأنبا يؤانس، مطران أسيوط - الطبيب الخاص للبابا شنودة، عن العديد من الكواليس، عن حياة البابا الراحل، وكيف كان البابا شنودة يصدر القرارات فى الكنيسة، مشيرا إلى أن قرارات المجمع المقدس أعلى من سلطة البابا نفسه.
وإلى نص الحوار.
هل هناك اختلاف فى احتفالات دير درنكة بزيارة العائلة المقدسة لأسيوط، هذا العام سواء من حيث التأمين أو أعداد المحتفلين وكيف ترى الاحتفال هذا العام؟
- بالفعل الظروف مختلفة هذا العام، والكل يدرك أن هناك تحديات، وتهديدات كبيرة، وأن هناك إرهابا يحاول تعكير الصفو بشكل مستمر فى كل المناسبات، وأصبح هذا الإرهاب لا يفرق بين مسلمين ولا مسيحيين ولكننا متأكدين بل واثقين بأنه لن يحدث شىء وقلت للقيادات الأمنية إنه ببركة هذا المكان وبإيماننا بهذه البركة وبسبب صلاتنا التى نصليها من قلوبنا فلن يحدث شىء.
أما الأمن فإن كانت الإجراءات الأمنية تسببت فى مضايقات لبعض كبار السن الذين يجدون صعوبة فى تنقلهم من سياراتهم الخاصة إلى الأتوبيسات التى تخضع للإجراءات الأمنية، إلا أننا نقدر هذا الجهد غير العادى، ورجال الأمن يفنون وقتهم وأعمارهم للحفاظ على أمننا وإن كانت الاحتفالات والملاهى خارج الدير قد تم إلغاؤهما، فهذا أمر يزيد من سعادتنا بسبب التجاوزات التى كانت تحدث فى الملاهى، ولأن الاحتفال بذلك أصبح احتفالا روحيا والأمن يبذل قصارى الجهد لتأمين ومداخل الدير بالتعاون مع شباب من الكنيسة.
هل أبناء أسيوط فقط الذى يزورن الدير أم هناك محافظات أخرى وجنسيات أخرى تزور الدير فى هذه المناسبة؟
- دير العذراء بجبل درنكة يستقبل أكثر من مليونين ونصف المليون طيلة مدة الاحتفال، الذى يستمر 15 يوما، والزائرون للدير ليسوا أهل أسيوط فقط بل يأتى إليها المسلمون والمسيحيون من كل أنحاء محافظات الجمهورية وليس من داخل مصر فقط بل من خارج مصر أيضا من بلاد عربية وأوربية وأفريقية نظرا لقيمة الدير، وأنه آخر مكان زارته العائلة المقدسة قبل سفرها إلى أورشليم بعد أن أقامت بالدير المحرق لمدة 6 أشهر و10 أيام كما أننا نشعر بأن هناك اختلافا كبيرا بين تواجدك فى أى مكان ومكان وطأته أقدام السيدة العذراء والسيد المسيح فهناك راحة نفسية غير عادية بالدير والكل يأتى كى يطلب البركة فلا يفرق الدير بين شعب أسيوط وغيرهم من أبناء المحافظات الأخرى وأتوقع زيادة كبيرة فى الأعداد الأيام المقبلة.
كيف ترى اختيارك لكرسى مطران أسيوط؟
- اختيارى لأن أكون مطرانا على أسيوط وهو اختيار ربانى فى المقام الأول وشرف لا أستحقه وأنا سعيد جدا بهذا الاختيار، لأن كرسى أسيوط كرسى مبارك وشعب أسيوط شعب مبارك ويكفنى شرفا أننى جئت هنا خلفا لنيافة الأنبا ميخائيل الذى قاد شعب أسيوط 68 عاما بحكمة شديدة وقبله الأنبا مكاريوس وإن كنت غير مستحق لذلك ولم أتوقعه يوما.
ما هى التحديات التى تواجهك فى أسيوط ونيافتكم يتولى كرسى مطران أسيوط وتوابعها؟
- حقيقة ودون أن تكون الردود سياسية لا يوجد هناك تحديات، ولكن من الممكن أن نقول إن هناك أمنيات أتمنى أن أراها تتحقق على أرض الواقع، ويكون هناك حل نهائى لها فالأمنية الأولى بالنسبة لى أن يجد شعب أسيوط هذا الشعب المبارك، الذى يقدر بمئات الآلاف مكان، وكنيسة يصلى فيها فأبناؤنا فى مراكز، ونجوع وقرى المحافظة لا يجدون مكانا لكى يصلوا فيه ويؤدون صلواتهم وهذا أقل حق من حقوقهم فأتمنى يكون هناك حل حقيقى لهذه المشكلة، أما الأمنية الثانية هو الانتعاش الاقتصادى لكل شعب أسيوط المسلمين والمسيحيين، حيث إن المحافظة من ضمن المحافظات الفقيرة، وهناك جزء كبير من أهلها يعانى الاحتياج فأتمنى أن تنتعش المحافظة اقتصاديا ويكون هناك موارد، ومشاريع تفتح أبواب رزق للمواطنين كما أتمنى أن يدوم السلام، والوئام بين شعب أسيوط مسلميه ومسيحييه والذى عشت طيلة الثلاث السنوات الماضية فلم تحدث حادثة واحدة تعكر الصفو بينهما ونطلب من الله أن يدوم ويتعمق هذ السلام والوئام.
أعلم أن نيافتكم ظللتم لمدة كبيرة سكرتيرا للبابا شنودة ولكن بجانب ذلك طبيبا له فكيف كان ذلك؟
- كان لى عظيم الشرف أن أكون قريبا جدا من البابا شنودة، وهى فترة ليست بالقليلة تعلمت فيها الكثير فقد عملت سكرتيرا للبابا شنودة لمدة 21 سنة من مايو عام 1991 إلى أن تنيح نيافته فى مارس 2012 ولم أكن الطبيب الخاص به، ولكن كان هناك فريق طبى يتابع صحة البابا لحظة بلحظة ويشرف على تشخص المرض وتحديد علاجه ولكنى كونى خريج كلية الطب من جامعة أسيوط كنت معاونا له ومتابعا لتناوله الأدوية وتنفيذ توصيات الأطباء والنصائح الطبية المقدمة لنيافته.
هل كان البابا شنودة ينفرد برأيه ويفرضه على المجمع المقدس أم قرارات المجمع كانت مستقلة؟
- هناك فارق بين قرار البابا البطريرك، وقرارات المجمع المقدس فالمجمع المقدس يضم الآباء الأساقفة برئاسة قداسة البابا، وهذا المجمع هى أعلى سلطة فى الكنيسة، وهى أعلى من سلطة البابا البطريرك نفسه فقرارات المجمع كانت تتم بعد تشاور جماعى بين الآباء الأساقفة أعضاء المجمع المقدس، والذى وصل عددهم الآن أكثر من 100 أسقف ووقت أن كان البابا شنودة بطريركا كانوا أقل من ذلك، وهناك أيضا قرارات خاصة بالبابا يصدرها فى بعض الأمور ولكن هذه القرارات بالرغم أنها تخصه أو يملك قرار إصدارها لكن البابا شنودة كان يميل إلى التشاور مع من حوله من أساقفة وكهنة وأراغنة أى مستشارين له حتى يصدر القرار الصواب الذى يصب فى صالح الشعب.
ما علاقتك بالمهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط؟
- علاقتى بالمهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط علاقة طيبة جدا، وأحكى له عن كل ما يجيش فى صدرى بدون تحفظ، وهو مستمع جيد لكل ما أحكيه أو أطلبه ولم نطلب منه طلبا وكان فى يده أو سلطته وتأخر عنا، وهو دائم السؤال عنا وعن أحوالنا ولم يترك مناسبة أو احتفالا أو ذكرى إلا وشاركنا فيها، ونتلقى منه الدعوات الكريمة فى كل المناسبات وأدعو له بالتوفيق فى إدارة شؤون محافظة أسيوط كونها إحدى أهم المحافظات.
البعض اعترض على جنازة الأنبا ساويرس واعتبرها لا تليق بمقامه وأنها أقيمت فى القاهرة ولم تقم فى أسيوط؟
- شعب أسيوط كان يريد أن يودع واحدا من أهم الأساقفه الذى يحبونه حبا شديدا وكان أسقفا لواحد من أهم الأديرة وهو الدير المحرق الذى يتمتع بمكانة عظيمة فى قلوب المسيحيين جميعا ويكفى أن أقامت فيه السيدة العذراء وابنها أكثر من 6 أشهر فى رحلة هروب العائلة المقدسة من بطش الرومان قبل مغادرة مصر إلى فلسطين ولكنى أرى أن جنازته سارت بهذا الشكل أو تمت فى القاهرة بسبب الظروف الأمنية.
من المرشح للدير المحرق بعد نياحة الأنبا ساويرس ومتى وكيف يتم اختياره؟
- حتى الآن لا أعرف من الذى سيخلف الأنبا ساويرس، ولا حتى الأسماء المرشحة أو أن هناك نية تتجه ناحية شخص معين، ولكنى أصلى من أجل ذلك، وقداسة الأب سيلتقى مع مجموع الرهبان، لهذا الأمر ولا أعلم الوقت الذى سيكون فيه الإجتماع بالضبط ولكن ربما سيكون فى شهر أكتوبر المقبل لأنه مسافر خارج مصر فى نهاية هذا الشهر إلى إحدى الدول، ولا أعلم متى سيعود بالضبط، وسيتم الاختيار من قبل الآباء الرهبان ثم موافقة قداسة البابا.
العدد اليومى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة