رحلة المصيف من الأشياء المقدسة بشكل سنوى لدى جميع الأسر المصرية منذ زمن طويل، فعلى مدار سنوات طويلة اعتاد الجميع على الذهاب إلى المدن المطلة على البحار بمجرد انتهاء أولادهم من السنة الدراسية وحصولهم على الإجازة الصيفية، استمر هذا الأمر حتى أصبح من العادات المقدسة عند أغلب الأسر المصرية على اختلاف طبقاتها الاجتماعية، والتى تجد فى المصيف السنوى فرصة جيدة للتخلص من ضغط العمل والدراسة على مدار السنة.
رياضة على الشاطئ
المصيف زمان
ولأن الشعب المصرى يمتلك عاداته الخاصة والمختلفة عن الآخرين والتى تميزه وحده، فإن وجود الأسر المصرية على الشواطئ له طقوس معينة، فبين الألعاب الجماعية التى تشترك فيها الأسرة أو العائلة بأكملها فى الكثير من الأحيان، وبين صنع القلاع من الرمال على الشاطئ والألعاب الأخرى التى تعطى للمصيف المصرى نكهة خاصة واستمتاع منقطع النظير، نجد الأسرة مجتمعة للاستمتاع معاً بتلك الطقوس التى اعتادوا عليها وينتظرون القيام بها من العام للعام، كانت تلك هى ثمة مصيف الأسر المصرية باختلاف الطبقات الاجتماعية وأماكن قضاء المصيف، ولكن بطبيعة الحال ومع التغير الكبير الذى حدث فى السنوات الأخيرة والتطور التكنولوجى الهائل اتخذت المصايف المصرية فرصتها فى مواكبة ذلك التطور السريع فى كل شىء حتى فى الألعاب التى كان يمارسها الشباب على البحر فى المصيف منذ فترة طويلة، مقارنة بالألعاب التى أصبحت توجد فى المصايف فى الآونة الأخيرة.
فبعد أن كانت الأسرة تجلس على الشاطئ فى المصيف فى جو ملىء بالهدوء والراحة والتواصل بين جميع أفرادها، أصبح مجلسهم اليوم يتلخص فى التقاط "السيلفى" والنظر فى الهواتف المحمولة أو الاستمتاع بألعاب البحر التى تتطور بشكل سريع يوم تلو الآخر.
الكوتشينة وكرة الشاطئ
ألعاب مصايف زمان
كانت البساطة هى عنوان ألعاب المصايف منذ زمن طويل، فكانت كل من الكوتشينة ولعبة المنديل ضيفين أساسيين فى تفاصيل مصيف معظم الأسر المصرية، تلك الألعاب التى تتطلب التواصل والتفكير وإطلاق الضحكات الصادقة النابعة من تجمع الأسرة فى مكان واحد بعد عام كامل من الدراسة والعمل المتواصل.
كما كانت كرة الراكت من أهم ألعاب البحر التى يتسابق الشباب خلال المصيف للفوز فيها، وإذا أرادوا القيام ببعض التغيير يستأجرون بدالات البحر التى يتجمع عليها بعض من أفراد العائلة ويدخلون البحر بها كنوع من التغيير، أما على الشاطئ فى الرمال فتجد الأطفال يبنون القلاع من الرمال أو يقومون بحفر الحفر لدفن أحدهم فيها فى جو أسرى ملئ بالدعابة والضحكات.
لعب كرة الراكت على البحر
بدالات البحر
وفى الكثير من الأحيان قد تجد بعض الشباب الذين تجمعوا من أجل لعب مباراة حارة من رياضة كرة الشاطئ التى قد يلتف حولها الشاطئ بالكامل وتصبح "نهائى مثير".
وكانت ألعاب المصايف تلك لا تكلف الأسر المصرية الكثير بل ببعض الجنيهات يتمكنون من قضاء وقت ممتع لا مثيل له على البحر، فلا يتعدى سعر مضارب الراكت العشرين جنيه وإيجار بدالة البحر كانت لا تتعدى الـ10 جنيهات، بجانب أدوات الحفر فى الرمال كالجردل والجاروف اللذين لا يتعدى سعرهما بضع جنيهات.
مصايف الزمن الحالى
أما الآن وبعد التطور السريع الذى حدث فى المجتمع المصرى بأكمله أصبحت المصايف أفضل مكان لالتقاط الصور ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعى ومواقع تبادل الصور، فأصبح الشباب يتخذون من المصيف فرصة جيدة للظهور بأفضل شكل وعلى أحدث صيحات الموضة فى الملابس وتسريحات الشعر، وبالطبع أصاب هذا التطور الهائل ألعاب المصيف، وظهرت الكثير من الألعاب الحديثة والتى اشتركت فى سمة واحدة، وهى كونها ألعاب محفوفة بالمخاطر وألعاب خاصة بفئة الشباب.
لعبة الشلتة
البنانا بوت
الشلتة
البنانا بوت
بدأ التطور يظهر فى شكل ظهور البنانا بوت والتى تأخذك فى رحلة مثيرة داخل البحر، وأنت تجلس عليها ليقوم أحد اللانشات بسحبها إلى داخل البحر فى رحلة مثيرة وممتعة، ولكن بطبيعة شكل تلك اللعبة فهى تقتصر على الشباب، بل وعلى المغامرين منهم فقط وليس الجميع، ولحقت بها "الشلتة" التى تأخذ نفس فكرة البنانا بوت، ولكن بشكل مختلف فى المقاعد التى تصلح لفردين فقط.
البراشوت
جيت سكى
البراشوت وركوب الأمواج
بعد مرور الوقت ظهرت لعبة "البراسيلينج" أو البراشوت الذى تسحبه المركب ويركب الشباب محلقين بالبراشوت ليستمتعون بالمشاهد من أعلى البحر، واتخذ "الجيت سكى" مكانه الكبير لدى اهتمام الشباب به خاصة الذكور ليركبونه مخترقين الأمواج داخل البحر.
الفلاى بورد والغواصة
ومؤخراً ظهرت "الفلاى بورد" التى تمكن الشباب من التحليق أعلى البحر فى تجربة ممتعة ومثيرة، أما محبى الغوص ومشاهدة الشعاب المرجانية والأسماك المختلفة فتوجد "الغواصة" التى تصطحبك فى رحلة رائعة لتشاهد أسرار أعماق البحار.
وغلبت على ألعاب المصايف فى السنوات الأخيرة الفردية واقتصارها على فئة الشباب، إلى جانب كونها من الألعاب المكلفة للغاية والتى تحتاج لميزانية كبيرة للاستمتاع بها، فالغواصة تتكلف رحلتها 500 جنيه لمدة 15 دقيقة تحت الماء، والفلاى بورد 15 دقيقة تتكلف 350 جنيهاً، أما البنانا بوت والجيت سكى والبراشوت فتتراوح أسعارها بين الـ200 جنيه والـ500 جنيه.
أكوا بارك
ملاهى الأطفال على الشواطئ
أما الأطفال فبعد أن كانت هوايتهم الكبرى على بناء الأعمال الفنية الرائعة أثناء الحفر فى الرمال على الشاطئ، فلم ينساهم التطور أيضا فى ألعاب المصيف، بل قدم لهم ملاهى المكونة من زحاليق كبيرة تنتهى بحمام سباحة كبيرة، فشتان بين ألعاب مصايف زمان وألعاب المصايف فى يومنا هذا التى ساهمت بشكل كبير فى غياب ترابط الأسرة فى الكثير من المشاهد واختفاء الاستمتاع بهدوء المصيف فى مشاهد أكثر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة