كشف بهاء الكواش، مدير مكتب الإعلام والنشر بالأمانة العامة بالهلال الأحمر الليبى، تفاصيل واقعة العثور على جثث 19 مهاجرًا غير شرعى فى الطريق الصحراوى بين مدينتى طبرق وإجدابيا، مؤكدا أن المنطقة التى اِنْتُشِلَ منها الجثث تسمى "وادى على".
وأشار "الكواش" فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" إلى أن الهلال الأحمر الليبى دخل برفقة الدوريات الصحراوية لعمق حوالى 267 كم فى الصحراء، وانتشال 13 جثة، مؤكّدًا أنهم توجهوا إلى جنوب منطقة "وداى على" بطول 160 كم فى الصحراء، وانتشال 6 جثث محللة.
وأكد مدير مكتب الإعلام بالأمانة العامة للهلال الأحمر الليبى، أن عدد الجثث التى عُثِرَ عليها الهلال الأحمر 19 رجلاً يرجح أنهم مصريين، مشيرًا إلى التعرف على هويات 7 مصريين منهم، من خلال بطاقات الهوية التى كانت بحوزتهم.
وأوضح أن الهلال الأحمر الليبى لا يمتلك سيارات دفع رباعى صحراوية، أو أجهزة متطورة للاستكشاف، مشيرًا إلى أن الأمر بدأ ببلاغ من دورية صحراوية إلى الهلال الأحمر الذى تحرك بدوره لانتشال الجثث، مؤكّدًا دفن الجثث فى المقبرة الإسلامية فى طبرق، عقب الحصول على إذن من النيابة العامة الليبية.
وقال "الكواش" إن عمليات البحث عن جثث للمهاجرين غير الشرعيين تتم من قِبَل الهلال الأحمر الليبى، لاستكشاف إمكانية العثور على جثث أخرى، مؤكّدًا أن الدوريات الأمنية والمواطنين يساعدون الهلال الأحمر فى الإبلاغ عن العثور على أى جثث، مرجحًا أن يكون المهاجرين المصريين قد دخلوا عبر الحدود المشتركة بيت البلدين مع انتشار شبكات تهريب البشر.
وأضاف "الكواش" أن دوافع المهاجرين لخوض تجربة الهجرة غير الشرعية تتمثل فى البحث عن حياة كريمة بالعمل داخل ليبيا، أو الهجرة إلى أوروبا.
ولفت "الكواش" إلى أن عملية انتشال 19 جثة للمهاجرين غير الشرعيين استغرقت عدة ساعات، مرجحًا أن يكون سبب الوفاة هو "العطش والجوع" عقب انقلاب السيارة الخاصة بالمهاجرين فى الصحراء.
وأكد "الكواش" أن الهلال الأحمر الليبى يتعاون مع السلطات المحلية، ومع النيابة العامة فى ليبيا، ويحصل على إذن للخروج للمساندة والدعم، مشيرا إلى تدريب فرق الهلال الأحمر وتأهيلها لانتشال الجثث عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وردًا على ما تردد من تقصير السلطات المصرية فى التعاون مع الهلال الأحمر الليبى فى عملية نقل واستلام الجثث، أوضح "الكواش" أن عملية تسليم أو تسلم الجثث بين البلدين تتم عبر السلطات المحلية الليبية، وليس عن طريق الهلال الأحمر الليبى الذى يتلخص دوره فى التوجه لانتشال أى جثث يتم إبلاغه بالعثور عليها.
وأكد أن الهلال الأحمر الليبى يقدم المساعدة والدعم حال طلب السلطات المصرية، وأن آلية العمل للهلال فى كل ربوع ليبيا تتمثل فى عدم الاحتفاظ بأى جثث أو إجراء تحاليل "DNA" لها.
وأوضح "الكواش" أن دور الهلال الأحمر الليبى يتمثل فى تسليم الجثث للمستشفيات، أو المساعدة فى دفنها، مرجحًا ألا تنطبق هوية الجثة مع الأوراق الثبوتية التى يحملها ما يستدعى إجراء تحاليل "DNA" من قِبَل السلطات المحلية، للتأكد من هوية الضحايا.
وقال إن الهلال الأحمر الليبى يباشر عملية انتشال الجثث باعتبارها "برنامج إنسانى" فى ظل دخول ليبيا فى حالة حرب مع تدفق المهاجرين، مشيرا إلى أن عملية انتشال الجثث ليست من مهام الهلال الأحمر الليبى ولكنه دور إنسانى يلعبه الهلال الأحمر من خلال 22 فريقًا مدربين من قِبَل اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وكشف المسئول الليبى عن انتشال 600 جثة لمهاجرين غير شرعيين فى عام 2016، غالبيتهم يحملون الجنسية الأفريقية، موضّحًا أن أغلب المهاجرين الوافدين لليبيا ينحدرون من دول القارة السمراء، وأن الهلال الأحمر الليبى هو الوحيد المتواجد فى المشهد العام، لا سيما فى حوادث انتشال جثث المهاجرين غير الشرعيين.
وأوضح أن الهلال الأحمر الليبى يمتلك 47 فرعًا له داخل ليبيا، ورغم ذلك يفتقر لإمكانيات تساعد فى إنجاز المهام بشكل كبير، مؤكّدًا أنهم يعملون وفق الإمكانيات المتاحة لهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة