عم الحزن ممزوج بالفرحة فى منزل الشهيد بقرية بحر البصيص التابعة للوحدة القروية بأبو مصطفى بمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، لاستشهاد المجند عبد الجواد عبد العليم عبد الجواد فى الحادث الإرهابى الذى شهدته سيناء أمس الجمعة.
وفى منزل الشهيد تواجد عدد كبير من أهالى القرية خارج المنزل، وامتلأ المنزل بالسيدات من بينهن والدته، وشقيقاته الأربع، وبينهن "ليلى" آخر شقيقاته التى كانت تستعد لزفافها يوم الخميس القادم، ولكنها تبدل حالها من الفرح للحزن، وفوق رأسها شهادة تكريم وقع عليها الفريق أول صبحى صدقى، القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، منحها للشهيد المجند فى شهر يونيو من العام الماضى 2016م.
وقال محمود عبدالعليم عبدالجواد، الموظف بشركة الكهرباء، شقيق الشهيد، إنه كان لديه إحساس باستشهاد شقيقه، وكان يتوقع ذلك، لأنه رحمه الله كان بالقرية منذ 15 يوماً، وأعطى لنا ولأصدقائه هذا الشعور بأنه لن يراهم مرة أخرى.
وأضاف شقيق الشهيد، لـ"اليوم السابع" كان يسمع أن الشهيد له علامات تدل على إحساسه بالشهادة أو يقوم بأعمال قد لايفعلها من قبل، منها توديع أهالى القرية، ويتوجه لهم لزيارتهم على غير العادة عند سفره وعودته لكتيبته، وكنت أعتبر ذلك ربما يكون مصادفة، لكن ماحدث معشقيقه جعله يتأكد أن مايُقال صدق.
وأكد محمود عبدالعليم، أن شقيقه منذ عام طلب من قائده نقله من سلاح الصاعقة بالشرقية لسيناء، وعندما سأله عن سبب نقله قال " أنه يرغب فى التوجه لسيناء للدفاع عن وطنه، فعارضه جميع أفراد أسرته، ولكنه قال لهم" أنا بطلب الشهادة حد طايل "، مؤكداً أنهم كانوا يستعدون لزفاف شقيقته الصغرى " ليلى " يوم الخميس القادم، واشترى ملابس عندما كان بالقرية خلال زيارته الأخيرة، ليرتديها فى حفل زفاف شقيقته، وطلبت منه والدته أن يرتديها لتراها عليه، ولكنه رفض.
وقال شقيق الشهيد، أن شقيقه كان مُحباً للقوات المسلحة، وحرص على وضع صورة والده رحمه الله وهو مُجند بالقوات المسلحة فى برواز وسط صوره وهو يرتدى ملابسه العسكرية، ليفتخر بأنه التحق بالقوات المسلحة مثل والده رحمه الله، وتحققت أمنيته أن يُستشهد مرتدياً زيها.
وأضافت والدة الشهيد عبدالجواد عبدالعليم، أن آخر مكالمة معه طلب منها أن تسامحه برغم عدم اقترافه أى عمل يجعلها تغضب منه، وقال لها ربما تكون هذه المكالمة آخر مكالمة، وأنه يشعر بأنه سيموت شهيداً وسُيزف للجنة، وأوصاها بأن تدفنه فى نفس مقبرة والده بقرية السيد خليل المجاورة لقرية بحر البصيص التى يقطنون بها.
وأضافت والدة الشهيد، مش عارفه أفرح ولا أبكى، وصانى فى مكالمته الأخيرة بعدم البكاء عليه، بس الفراق صعب، ربنا نوله الشهادة لأنه طلبها من عام من يوم ما طلب نقله، مؤكدة، أنها حاولت معه كثيرا وقبلت رأسه ليظل فى الشرقية ولاينتقل لسيناء، لكنه رفض، وقال لها " أنا مش أقل من اللى ماتوا شهداء، مش عاوزة ابنك يقولوا عليه راجل بيدافع عن وطنه، وانتى عارفة ربنا كويس، والإنسان مش هيموت ناقص عُمر".
وقالت والدة الشهيد، أنها كانت تنتظره ليشارك فى زفاف شقيقته يوم الخميس القادم، واشترى ملابس جديدة ليلبسها فى حفل الزفاف، وطلبت منه أن يرتديها قبل سفره لتراها عليه ولكنه رفض، وأجهشت والدة الشهيد بالبكاء، وقالت ياريته لبسها وشفتها عليه، الحمد لله يارب، أنه لله وإنا اليه راجعون.
وأضاف مسعد عبدالواحد عبدالكريم، ابن عم الشهيد، كان الشهيد عبدالجواد من أفضل الشباب خلقاً لا يترك صلاة، دائم الصيام، وطلب نقله من الشرقية لسيناء دفاعاً عن وطنه فإستجاب قائده لطلبه، برغم أننا عارضناه كثيراً ولكنه صمم على ذلك، مؤكداً أنه كان قائد مدرعة بقوات الصاعقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة