تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم السبت، مجموعة من القضايا أبرزها الجدل فى كندا بسبب دفع الحكومة ملايين الدولارات لإرهابى سابق، ووقف بث إذاعة إسلامية بريطانية لنشرها خطب أحد زعماء "القاعدة" خلال رمضان.
الصحف الأمريكية
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز"، على الجدل الواقع داخل المجتمع الكندى بشأن قيام حكومة رئيس الوزراء الليبرالى، جاستن ترودو، بتقديم اعتذار ودفع تعويض مالى ضخم يبلغ 10.5 مليون دولار كندى لأصغر معتقل سابق فى سجن جونتانامو، الذى أقر بارتكابه جريمة قتل جندى أمريكى فى أفغانستان عندما كان عمره 15 عاما.
وقضت المحكمة العليا فى كندا عام 2010، أيضا أن مسئولى الاستخبارات الكندية حصلوا على أدلة من خضر بأساليب قاسية مثل الحرمان من النوم، خلال التحقيقات فى جونتانامو عام 2003، وهو ما يسئ للمعايير الكندية بشأن المعاملة مع المشتبه بهم، مما يجبر حكومة لحزب الليبرالى الحالية على تقديم الإعتذار لمواطنها عن سوء المعاملة ودفع تعويض يبلغ ملايين الدولارات.
وذكرت الصحيفة أن رالف جودال، وزير السلامة العامة الكندية، أقر بأن بعض الكنديين يرفضون دفع أموال إلى رجل يرون أنه إرهابى. وقال أندرو شير، زعيم حزب المحافظين، إن المسئولية الكندية عن خضر انتهت عندما أعيد إلى وطنه فى 2012، واصفا التعويض بأنه أمر مثير للإشمئزاز.
انتقل عمر، عندما كان صبيا، مع أبيه أحمد سعيد خضر، إلى أفغانستان حيث بقيت أسرته مع أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق. وقتل والد خضر عام 2003 عندما قصف الجيش الباكستانى منزلا كان بداخله برفقة قياديين كبار فى تنظيم القاعدة. وتشير الصحيفة إلى أن أفراد من الأسرة أدلت بتصريحات تحريضية وصفها العديد من الكنديين بأنها مؤيدة للإرهاب.
وذكر موقع ديلى بيست، الأمريكى، أن نحو 1000 ناشط شاركوا فى اعتصامات متفرقة أمام مكاتب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى ممن يدعمون تشريع إلغاء أو استبدال قانون الرعاية الصحية "أوباماكير".
وأوضح الموقع الإخبارى، السبت، أن الاعتصامات شاركت فيها قوات ربيع الديمقراطية، وهى منظمة مقاومة مدنية، ومنظمة "ثورتنا"، وهى المنظمة السياسية التى نبعت من الحملة الرئاسية للمرشح الديمقراطى بيرنى ساندرز، ومنظمة الاشتراكية الديمقراطية الأمريكية وحزب الأسر العاملة وغيرها.
وجاءت الاحتجاجات التى اجتاحت البلاد ردا على تصويت وشيك على قانون الرعاية الصحية الحالى بينما تواجه جهود الجمهوريين للمصادقة على مشروع قانون جديد للرعاية الصحية معارضة متنامية، وتهدف الفكرة من الاعتصامات إلى ضرورة استماع أعضاء مجلس الشيوخ إلى ناخبيهم.
وكشف تقرير صادر عن مكتب الموازنة فى الكونجرس، الشهر الماضى، عن أن مشروع القانون الجديد من شأنه أن يتسبب فى خسارة 22 مليون أمريكى التغطية الصحية الخاصة.
الصحف البريطانية
ومن جانبها، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن الهيئة التنظيمية للاتصالات فى المملكة المتحدة أوقفت محطة إذاعية إسلامية بثت 25 خطبة من خطب رجل الدين المتشدد أنور العولقى، وهو أحد زعماء القاعدة ويحمل الجنسية الأمريكية خلال شهر رمضان الماضى.
وأضافت الصحيفة أن إذاعة "إيمان إف إم" أذاعت عدد من محاضرات العولقى الذى يدعى بـ"بن لادن الإنترنت"، كان قد سجلها قبل أن يقتل فى غارة أمريكية بطائرة دون طيار باليمن فى 2011.
ومضت الصحيفة تقول إن المستمع للإذاعة سمع الداعية المؤثر والذى كان مصدر إلهام لهجمات إرهابية مثل هجوم "شارلى إيبدو"، وهو يدعو إلى "الحرب المقدسة" فى خطاباته على الإذاعة، ومقرها شيفلد فى 14 يونيو الماضى.
وأوقفت الهيئة التنظيمية للاتصالات رخصة الإذاعة بعد تلقى شكوى، وخلصت إلى أن خطابات العولقى "كانت بمثابة دعوة مباشرة إلى أفراد الجالية المسلمة للتحضير لأعمال العنف ضد غير المسلمين وتنفيذها".
واعتبرت الهيئة أن بث هذه المحاضرات "يشجع أو يحرض على الجريمة أو يؤدى إلى فوضى"، وبدورها، ردت الإذاعة على الهيئة بأنها لم تكن تعرف خلفية العولقى الذى وصفه مجلس الأمن الدولى عام 2011 بأنه "زعيم ومجند ومدرب للقاعدة فى شبه الجزيرة العربية".
وبثت الإذاعة برنامجا فى 23 يونيو نددت فيه بالخطب واعتذرت من المستمعين. وفى المقابل أمهلتها الهيئة 21 يوما للرد وأبلغتها بنيتها سحب ترخيصها.
وفى تقرير آخر للصحيفة ذاتها، قالت إن أرقام جديدة تكشف وجود أكثر من 200 ألف طفل تزوجوا فى الولايات المتحدة الأمريكية على مدى السنوات الـ15 الماضية وذلك باستخدام ثغرات قانونية تسمح للقصر بالزواج.
وكشفت التقارير عن وجود 3 فتيات فى عمر الـ10 أعوام وصبى 11 عاما ضمن الـ200 ألف قاصر الذين تزوجوا فى الولايات المتحدة. وأوضحت "الإندبندنت" أن الحد الأدنى لسن الزواج فى معظم الولايات المتحدة هو 18 عاما، ولكن كل ولاية لديها إعفاءات - مثل موافقة الوالدين أو الحمل - والتى تسمح للأطفال الأصغر سنا بالزواج.
وسلطت الصحيفة الضوء على رفض كريس كريستى حاكم نيوجيرسى الجمهورى التوقيع على قانون كان من شأنه أن يجعل ولايته أول من يحظر زواج الأطفال دون استثناء، باعتبار أنه يتعارض مع العادات الدينية.
وكشفت الأرقام الصادرة عن منظمة "غير مقيد أخيرا" المعنية بالترويج لإلغاء زواج الأطفال بالتعاون مع "فرونتلاين" الوثائقية عن أن 207.468 قاصر تزوجوا فى الولايات المتحدة بين عامى 2000 و 2015.
واعتبرت الصحيفة أنه من المرجح أن يكون الرقم الحقيقى أعلى بكثير لأن 10 ولايات لم توفر إحصاءات كاملة أو قدمت معلومات غير مكتملة.
وأضافت الصحيفة أنه تم منح 1000 طفل تترواح أعمارهم بين 14 عاما وأقل تراخيص الزواج.
الصحف الإيرانية
لاتزال ردود الأفعال تتوالى فى الداخل الإيرانى حول توقيع اتفاقية استثمارات مع شركة توتال، عملاق الطاقة الفرنسى، والتى بلغت 4.8 مليار دولار فى حقل غاز بارس الجنوبى، ونشرت الصحافة الإيرانية الصادرة الصادرة اليوم، السبت، انتقادات المتشددين لحكومة روحانى التى وقعت الاتفاق، بالإضافة إلى تصريحات لقادة بارزين داخال الحرس الثورى عبرت عن عدم ارتياح داخل تلك المؤسسة تجاه الاتفاقية.
وقال صحيفة "شرق" الإصلاحية، إنه بعد 3 أيام من توقيع اتفاق توتال، عبر العميد عبدالله عبد اللهى قائد مقر "خاتم الأنبياء" التابع للحرس الثورى والذى يسيطر على ما يقارب من نصف الاقتصاد الإيرانى، عن عدم ارتياح تلك المؤسسة من الاتفاقية، فى مقابلة فى التلفزيون الإيرانى.
وبحسب الصحيفة، اشتكى عبد اللهى الحكومة قائلا، غير منصف أن تتجاهل حكومة روحانى فى هذا الاتفاق القدرات الداخلية.. وأشار إلى أن الحرس الثورى لم يكن مطلعا على هذه الصفقة، وعبر عن غضبه من وزارة النفط قائلا إن الوزارة قالت إن كافة العقود يجب إعلانها عبر المناقصة، لكنها منحت تطوير المرحلة 11 من حقل بارس إلى شركة توتال دون إجراء بروتكولات المناقصة.
وهاجم قائد قائد مقر "خاتم الأنبياء" التابع للحرس الثورى روحانى قائلا "سجلنا العام الماضى أعلى رقم قياسى فى مجال العمل للحكومة، وتسائل هل يليق أن تثار قضية حكومة تحمل السلاح وأخرى لا تحمله؟"وذلك ردا على تصريحات روحانى التى قال فيها إن بلاده سلمت اقتصادها إلى دولة تحمل السلاح.
وشدد على أنه ينبغى للحكومة أن تهتم بالإمكانات الداخلية بدلا من أن تنظر إلى الخارج. وحول المشاريع التى يقيمها الحرس الثورى داخل إيران، قال عبد اللهى إن أى مشروع أنجزه الحرس الثورى على مدار السنوات الماضية فى الحكومات المتعاقبة على إيران، كان بناء على طلب واحتياجات تلك الحكومات، والحرس الثورى لم يصر على التدخل فى هذه المشاريع.
وقال العميد عبدالله عبد اللهى قائد مقر "خاتم الأنبياء" التى تسيطر على الاقتصاد الإيرانى، إن هناك شكوك يثيرها بعض المسئولين حول نشاطات البناء والمشاريع التى ينجزها الحرس الثورى، مضيفا "لا يليق تضيق الخناق على مجموعة تعمل بكل طاقاتها وقوتها تحت ظروف صعبة.. لا ينبغى أن تشحن الأجواء ضد قوات الحرس الثورى بدلا من تشجيعها.
وعبرت تصريحات قائد خاتم الأنبياء الجناح الاقتصادى للحرس الثورى، عن صدام بين تلك المؤسسة والرئيس المعتدل الذى يطبق خطة الانفتاح الاقتصادى، وفتح باب الاستثمارات الأجنبية للنهوض بالوضع الاقتصاد المتردى، بينما يرغب الحرس الثورى فى تطبيق بخطة ما يسمى بـ "الاقتصاد المقاوم" الذى أطلقه المرشد الأعلى خامنئى والاعتماد على الطاقات المحلية.
لم تقف موجة الغضب عند الحرس الثورى، بل تسرب إلى الحوزة الدينية فى مدن قم ومشهد، وهاجم المرجع الشيعى المتشدد وخطيب الجمعة فى مدينة مشهد، أحمد علم الهدى السلطتين التنفيذية والتشريعية (الحكومة والبرلمان)، واعتبر أنهما لعبا دورا فى تضييع حقوق الشعب من خلال الصفقة مع العملاق النفطى الفرنسى توتال.
وتسائل علم الهدى أمس، فى خطبة صلاة الجمعة بمدينة مشهد، قائلا "كيف لشركة فرنسية تدخل استثمار متساوى معنا فى قطاع نفط وغاز بلادنا، لكن حصة إيران التى تمتلك كل شئ تكون الأقل؟".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة