دعا العاهل المغربى الملك محمد السادس فى خطاب أمام قمة الاتحاد الأفريقى فى اديس أبابا الإثنين القاه نيابة عنه شقيقه الأمير رشيد إلى "تطوير تصور إفريقى موحد" حول الهجرة واعتماد "مقاربة خلاقة" لحل هذه المشكلة.
وقال الملك المغربى فى خطابه أن "الآلاف من الشبان الأفارقة يحاولون الوصول بطريقة سرية إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط بحثا عن حياة أفضل، رغم كل المخاطر المعروفة".
وأضاف فى الخطاب الذى نشرته وسائل إعلام مغربية رسمية أن "إفريقيا تفقد أبناءها بسبب الهجرة الشرعية أو غير الشرعية، وهى خسارة لا مبرر لها. لهذا نتساءل: هل ستكون أعماق مياه البحر المتوسطى مصير شبابنا؟ وهل ستتحول حركيتهم إلى نزيف مستمر؟".
وأكد العاهل المغربى أنه على العكس من ذلك "يتعين علينا أن نتحكم فيها (الهجرة) وأن نجعل منها ورقة مربحة".
وأضاف "أعتزم تقديم مساهمة تتمحور حول ضرورة تطوير تصور إفريقى موحد لرهانات الهجرة وتحدياتها، يكون الهدف الأول منه تغيير نظرتنا تجاه الهجرة، والتعاطى معها ليس كإكراه أو تهديد بل كمصدر قوة إيجابية".
وشدد العاهل المغربى على أنه "يتعين علينا العمل جميعا لبلورة أجندة إفريقية حول هذا الموضوع، تتمحور حول رؤية مشتركة للسبل والوسائل الكفيلة بمعالجة مسألة الهجرة داخل قارتنا وأمام الهيئات الدولية".
وشدد الملك محمد السادس على أن "انتهاج سياسة إرادية موجهة نحو الشباب، من شأنه تركيز الطاقات على التنمية. فمستقبل إفريقيا يبقى رهينا بشبابه"، مؤكدا "التزام بلدى الصريح والمسؤول والثابت، من أجل خدمة قضايا القارة الإفريقية ومصالحها" وأن "المغرب لعازم على المشاركة فى إقلاع إفريقيا الجديدة".
وأضاف "لقد حان الأوان لكى تتحول الوعود بغد أفضل وبمستقبل زاهر من مجرد شعارات أو متمنيات إلى واقع ملموس. إننا مطالبون بإقران القول بالفعل لما فيه مصلحة أجيالنا الصاعدة وإفريقيا الجديدة".
وأوضح الملك محمد السادس أن معالجة أزمة الهجرة يكون "فى معالجة إرادية للثلاثية المكونة من التربية والتعليم العالى والتكوين المهنى تكون الجودة العالية فيها شرطا أساسيا. كما يكمن فى الاستثمارات الضرورية والمستدامة والحكيمة فى ميادين التربية والتعليم والصحة والتكوين المهنى والشغل".
كما شدد على ان "المغرب يريد أن يساهم فى إقلاع إفريقيا جديدة: إفريقيا قوية وجريئة، تدافع عن مصالحها؛ وإفريقيا مؤثرة على الساحة الأممية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة