تعيش فنزويلا لحظات حاسمة فى ظل تصميم الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو المضى قدمًا فى إجراء انتخابات مثيرة للجدل اليوم الأحد والخاصة بالجمعية التأسيسية لصياغة الدستور رغم المعارضة السياسية المتنامية فى البلاد والإدانات الدولية لتلك الانتخابات.
ووفقًا لصحيفة "ألموندو" الإسبانية فإن الرئيس مادورو مصمم على عقد انتخابات الجمعية التأسيسية التى تهدف إلى إعادة صياغة الدستور الفنزويلى، والتى يراها المعارضة أنها محاولة من مادورو لإلغاء البرلمان الذى تسيطر عليه، لتمكنه من التمسك بالسلطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعارضة الفنزويلية دعت إلى مظاهرات اليوم الأحد فى تحد جديد للحزب الحاكم والجيش، حيث أن الديمقراطية فى فنزويلا أصبحت على المحك فى ظل انتخابات الجمعية التأسيسية التى ستحول مادورو بالفعل إلى ديكتاتور، كما أنها أيضًا ستشعل الحرب الأهلية بين الحكومة والشعب الرافض للجمعية التأسيسية.
وقال فريدى جيفارا، نائب رئيس البرلمان، إن "المعارضة تدعو الشعب الفنزويلى للنزول إلى الشوارع الساعة الرابعة عصرًا فى جميع أنحاء البلاد"، وعلق على نزول عدد قليل فى مظاهرات أمس بسبب حظر الحكومة "من الطبيعى أن يكون هناك خوف، لكن الناس لا يزالون ينزلون للشارع رغم كل ذلك".
وكان مادورو حذر الخميس من أن أى شخص يشارك فى المظاهرات ضد الجمعية التأسيسية معرض للسجن لمدة تصل لـ10 سنوات، ويبدو أن التحذير قد احتوى المظاهرات الكبيرة المناهضة للحكومة، التى خلفت 113 قتيلاً، 8 منهم خلال إضراب عام استمر يومين وانتهى الخميس الماضى.
ومن ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن خطوط الطيران الإسبانية إيبريا وأيضا الجوية الفرنسية قاما بإلغاء جميع رحلاتها اليوم إلى فنزويلا، لأسباب أمنية، كما قامت الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك بتقديم النصائح لمواطنيها بمغادرة البلاد أو بعدم السفر إليها، بسبب حالة عدم الاستقرار السياسى والمظاهرات العنيفة فى الشوارع.
وأكد منظمو المظاهرات بأن ناشطًا عمره 23 عاما مشهورا بالعزف على الكمان تم اعتقاله خلال المظاهرات المناهضة للحكومة، فيما تم اعتقال محافظ معارض يدعى ألفريدو راموس لعدم قيامه برفع متاريس بموجب قرار محكمة.
ولا يزال مشروع مادورو لانتخاب الجمعية التأسيسية يلقى استنكارًا دوليًا شرسًا، حيث أجرى نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس اتصالا بالمعارض الفنزويلى ليوبولدو لوبيز، الذى وضع تحت الإقامة الجبرية فى وقت سابق هذا الشهر بعد قضائه نحو 3 سنوات ونصف فى سجن عسكرى، وفى دعم ضمنى للمعارضة، أشاد بنس بـ"شجاعة" لوبيز، ودعا إلى الإفراج غير المشروط عن كل المعتقلين السياسيين فى فنزويلا، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وإعادة البرلمان للعمل، واحترام حقوق الإنسان فى فنزويلا، وقال إن مادورو يظل مصممًا على المضى فى خطته، مستندًا على دعم الجيش الموالى له، كما قال رئيس كولومبيا، خوان مانويل سانتوس، إن بلاده لن تعترف بنتائج انتخابات الأحد فى فنزويلا، معتبرا أن أسس الجمعية التأسيسية "زائفة".
وأعلنت الولايات المتحدة الأربعاء فرض عقوبات على 13 مسئولًا حكوميًا وسابقًا فى فنزويلا وجمدت حساباتهم المصرفية وأرصدتهم.
وسيحل أعضاء الجمعية التأسيسية الـ545 فى البرلمان اعتبارًا من 2 أغسطس مكان النواب المنتخبين، وسيمثل 364 عضوا الدوائر البلدية و173 سيعينون من مجموعات اجتماعية للحكومة نفوذا عليها.
ويعارض 70% من الفنزويليين إنشاء الجمعية التأسيسية و80 % يرفضون سلطة نيكولاس مادورو، بحسب معهد داتاناليسيس للاستطلاع، ويقول الخبير فى الانتخابات يوجينيو مارتينيز، إن 62 % من الناخبين سيتمكنون من الانتخاب مرتين، مرة كسكان تابعين لبلدية، ومرة أخرى كأعضاء فى إحدى المجموعات الاجتماعية، ويثير ذلك شكوكًا حول صحة نسب المشاركة النهائية، خصوصًا مع عدم وجود مراقبين أجانب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة