استمرارًا لحملة القمع التى يشنها النظام التركى بمباركة الرئيس رجب طيب أردوغان، اعتقلت السلطات التركية رجل بريطانى وخطيبته من شاطئ بمنتجع سياحى فى مدينة ديديم فى محافظة أيدين التركية.
البريطانى روبنسون
وأوقفت تركيا البريطانى جوزيف روبنسون للاشتباه بعلاقته "بميليشيا كردية" تصنفها أنقرة تنظيما إرهابيا، وسجن بقرار من محكمة قبل مثوله أمام أى محكمة.
واعتقلت خطيبة روبنسون البلغارية مع المواطن البريطانى، لكن أفرج عنها لاحقا مع وضعها تحت مراقبة القضاء، فيما اعتقلت والدتها وتم إخلاء سبيلها بدون توجيه تهم لها.
روبنسون يحارب ضد داعش
وأفادت صحيفة "الإنبدبندنت" البريطانية، أن روبنسون أوقف بعدما نشر صورا له على مواقع التواصل الاجتماعى تظهره فى ملابس مموهة يشارك ضمن عمليات وحدات حماية الشعب الكردية فى سوريا.
وتعتبر تركيا هذه القوات الكردية تنظيما إرهابيا وبمثابة الفرع السورى لحزب العمال الكردستانى، الذى يشن تمردا فى تركيا منذ العام 1984.
جوزيف روبنسون
إلا أن الولايات المتحدة تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية القوات المقاتلة الرئيسية على الأرض فى سوريا ضد تنظيم داعش.
وتسلح واشنطن هذه القوات علنا، وهى تنفذ على نطاق واسع عمليات تدعمها الولايات المتحدة لإخراج التنظيم الجهادى من معقله فى الرقة.
وقالت محطة "بى بى سى" إن المواطن البريطانى عسكرى سابق وعمره 24 عاما، لافتة إلى أنه من مدينة ليدز فى شمال بريطانيا وأن خطيبته البلغارية تدعى ميرا روجكان.
جو روبنسون مع خطيبته ميرا
وأضافت أن روبنسون المنحدر من لانكشاير، قضى خمسة أشهر يقاتل كمتطوع ضمن وحدات حماية الشعب الكردية. وأجرى مقابلات صحفية تحدث فيها عن خبراته المكتسبة فى القتال من ضمنها مقابلة مع صحيفة ذى جارديان.
وقالت "الإندبندنت" إن حكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى صراع عنيف متزايد مع الأكراد فى تركيا وسوريا، موضحة أن آلاف المواطنين الأكراد قابعون فى السجون بسبب حالة الطوارئ المفروضة.
وأوضحت الصحيفة، أن روبنسون خدم مع وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطى الكردى السورى الذى اشتبك مرارًا مع القوات التركية فى تركيا، فضلا عن وجود حلفاء له فى حزب العمال الكردستانى فى تركيا.
البريطاني جو روبنسون
وحقق المسئولون الأتراك مع روجكان، التى درست القانون فى جامعة ليدز، وقامت بعمل تطوعى لصالح منظمة العفو الدولية، بشأن ما إذا كانت لها أية صلات بالمجموعات التخريبية. وقد ألقى القبض على مدير لمنظمة العفو الدولية فى أنقرة فى وقت سابق من هذا الشهر فى اسطنبول مع عدد من العاملين الآخرين فى مجال حقوق الإنسان.
ويذكر أن أكثر من 50 ألف شخص مازالوا فى السجن فى البلاد فى الحملة التى تلت الانقلاب الفاشل العام الماضى.
ونقلت "الإندبندنت" عن روجكان قولها "كان الأمر مروعا. وقالوا إن شخصا ما أرسل لهم رسالة بالبريد الإلكترونى يقولون إننا إرهابيون على وشك أن نفعل شيئا فى تركيا. ولم يكشفوا عن مصدر الإميل. وهذا هراء مطلق، إذ اعتقلونا على الشاطئ بينما كنا فى عطلة مع والدتى ".
وقالت وزارة الخارجية البريطانية فى لندن : "نحن على علم باحتجاز مواطن بريطانى فى تركيا وطلبنا السماح بإشراك القنصلية فى هذا الأمر".
وقال مسئول فى الدفاع التركى: "إن وحدات حماية الشعب هى حزب العمال الكردستانى باسم آخر، ويعتبر حزب العمال الكردستانى منظمة إرهابية ليس فقط من قبلنا بل المملكة المتحدة أيضًا، وبطبيعة الحال، سيتم التحقيق مع أى شخص يقاتل مع منظمة إرهابية وهناك احتمال قوى بتوجيه تهم وفرض عقوبة طويلة إذا ثبتت إدانته".
وأشارت "الإندبندنت" إلى أن صفحة روبنسون على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، والتى رصدت رحلته من العاصمة البلغارية صوفيا إلى ديديم مع روجكان، أغلقت أمس.
وكان روبنسون قال إنه انضم إلى القتال ضد داعش بعد أن تأثر بشدة بالفظائع التى ارتكبها، وكانت نقطة التحول هى هجوم الشاطئ فى سوسة بتونس، حيث قتل 39 سائحًا بريطانيا فى يونيو 2015، وفى اليوم التالى، غادر بعد أن أخبر عائلته أنه سينضم إلى الفيلق الأجنبى فى فرنسا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة