فسر محمد مصطفى الباحث الإسلامى، المتخصص فى الشأن الشيعى، لقاءات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان بمستشار مرشد الثورة الإيرانية محسن الأراكى، قائلا: "يخطئ من يعتقد أن إيران دولة إسلامية أو حتى دولة شيعية تتحرك وفق أيديولوجية مذهبية طائفية، بل هى دولة عرقية تكن كرها لمحيطها العربى وتحلم بعودة إمبراطوريتها فارس تلك التى أسقطها العرب".
وأضاف: "وكذا يخطئ من يعتقد أن جماعة الإخوان الإرهابية ذات وجهة دينية أو حتى مذهبية سنية، بل هى مشروع غربى تم تدشينه إبان الاحتلال البريطانى لمصر ومقره الرئيس العاصمة لندن، ولا علاقة لهذه الجماعة بالدين ولا بمذهب إلا من حيث الديباجة والشعار، وهذه الجماعة هى اليد المنفذة لمخططات الدول الغربية فى المنطقة والعالم، من هنا نستطيع فهم التقارب الذى يحدث الآن بين إيران وقطر فى أزمتها الحالية".
وتابع: "قطر بعد انقلاب حمد بن خليفة 1995 سقط قرارها فى يد جماعة الإخوان المتأسلمين من يومها وإلى الآن، وما تفعله فى دعمها للإرهاب أن هو إلا عمل قيادات الجماعة على أرضها، ودوما ما يحدث التطابق وقت الشدة بين إيران والإخوان، فهما أداتين هامتين فى إنفاذ مشاريع تمزيق المنطقة معا.. وهذا المشهد نراه واضحا فى دعم التنظيم الدولى وتأييده للثورة الخومينية الإيرانية فى العام 1979 م.. وكذا نرى هذا التطابق على الأرض بإيواء إيران لقادة تنظيم القاعدة فى العام 2001 بعد الضربات الأمريكية لأفغانستان".
وقال "مصطفى": "القاعدة التى يفترض أنها من ألد أعداء الشيعة على اعتبار أنهم سلفية وهابية.. لكن وحدة المصير جمعتهما معا.. وكذا نرى هذا التطابق بين الإخوان وإيران فى مشهد الغزو الأمريكى للعراق وتحالف الإخوان تحت مسمى الحزب الإسلامى برئاسة طارق الهاشمى، تحالفهم مع الأحزاب الشيعية القادمة من إيران فى القضاء على مقومات العراق والتآمر عليه والكل حتى إيران كان يعمل لحساب السيد الأمريكى كى لا يخادعوننا بشعارات مناهضة أمريكا، فقد اعترف محمد على أبطحى نائب الرئيس الإيرانى السابق، بالدور الإيرانى فى العراق فى ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل، الذى نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بإمارة أبو ظبى بتاريخ " 15/1/2004م " بأن بلاده " قدمت الكثير من العون للأمريكيين فى حربيهم ضد أفغانستان والعراق " ومؤكداً أنه "لولا التعاون الإيرانى لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة".
وقال "مصطفى": "تأتى أحداث 25 يناير وتلعب إيران ذات اللعبة التآمرية على المنطقة، حين تقدم لمجاميع حماس الإخوانية العتاد والأجهزة الحديثة للدخول عبر الحدود والتغلغل والاندساس فى مولد المليونيات لدعم الإخوان.. ولن تنسى لهم مصر يوم سمح لهم المعزول مرسى بزيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد للأزهر، وإلقائه كلمة للعالم الإسلامى من مشيخة الأزهر الشريف.. وكأنها الرسالة المضمرة فى النفوس تجاه المصريين ـ ها هو الأزهر قد عاد لنا بعد أن حرره صلاح الدين من أيدينا ـ لكن الله يأبى إلا أن تتكشف خبيئة تلك الدولة العرقية الفارسية.. من هنا نستطيع قراءة التقارب القطرى الإيرانى، بل والتحالف الخفى والذى هو فى الأصل تحالف بين إيران الصفوية الفارسية، وجماعة التأسلم الغربى الإخوان.
وقد التقى إبراهيم منير أمين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، وجمال بدوى مدير مؤسسة الإعلام الإسلامى فى كندا التابعة للإخوان، بمحسن الأراكى مستشار على خامئنى مرشد الثورة الإيرانية، وعضو سابق فى مجلس خبراء القيادة فى إيران، وأحد أبرز علماء الدين الإيرانيين، وذلك فى لندن.
وجاء اللقاء مع استمرار أزمة قطر مع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وتصاعد الأزمة الداخلية لجماعة الإخوان وتصاعد وتيرة الانشقاقات، ووفقا لعدد من مواقع إيرانية التى كشفت عن اللقاء الذى لم ينشر عنه أى أخبار عبر مواقع الإخوان، فإن اللقاء بحث فكرة التقارب بين المذاهب الإسلامية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة