دفعت الأزمة الأخيرة التى تعرضت لها الجماعة الإسلامية، أثر تصنيف الخارجية الأمريكية الجماعة تنظيم إرهابي، ليدفع عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، للظهور من جديد، ودعوة الحركة الإسلامية لإعادة بناء مفهوم الحركات الإسلامية، معترفا أن الحركة الإسلامية تعانى من أزمة.
وفتح عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، النار على الحركات الإسلامية، فى بيان نشره عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، مؤكدا أنها تعيش فى أزمة، والبحث عن حل الأزمة هو واجب الوقت، فنعم بكل تأكيد هناك مخرج من هذه الأزمة.
وأضاف عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، : كان من المفترض قبل أن يقرر الإسلاميون في مصر أو غيرها كيفية تعاملهم مع استحقاقات ما بعد ثورات الربيع العربي أن يكون لهم تصور لتكاليف هذا الأمر وتبعاته، كي لا يقعوا في مثل هذه الأزمة ابتداءا، وكي يتجهزوا للخروج منها لو وقعت بالفعل، لكنهم وياللعجب لم يفعلوا، وهذه خطيئة القيادات، كما أنه خطأ القواعد.
واستطرد: المطلوب الآن هو إعادة تعريف الحركة الإسلامية، بحيث لا تكون البديل عن الأمة، وهو الدور الذي حاولته جماعات كثيرة بدءا من الإخوان وانتهاءا اليوم بفصائل الشام المتناحرة تارة والمتصالحة تارة، وقد انتهى الأمر بالجميع في كافة أقطارنا تقريبا إلى طريق مسدود.
وطالب عاصم عبد الماجد ، الإخوان بان تتخلى عن بعض المطالب ولا تمليها على الآخرين من التمسك بمحمد مرسى – الرئيس المعزول- والتخلى عن الحديث عن ما اسمه "الشرعية"، متابعا: أرجو ممن تخصصوا في بيان محاسن هذه المطالب أن يكفوا عن إعطائنا دروسا في ذلك فنحن نعلمه، الفارق بيننا وبينهم أنهم لا يعلمون أن الشعوب لا تثور لمثل هذه المطالب".
واستطرد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية: يجب أن تكف الحركات الإسلامية عن طرح نفسها كبديل سياسي للأنظمة، وأن تكف أيضا عن تقديم نفسها ككتيبة مسلحة تناطح الأنظمة، وقد يتطلب ذلك إعلانا واضحا من التيار الإسلامي لإعادة تعريف نفسه، ولتصحيح تصور الشعوب لدوره، وقد يكون لهذا الإعلان مردود إيجابي على أكثر من صعيد. لكنه يحتاج لشجاعة كبيرة أشك كثيرا أنها متوفرة اليوم!! .
وقال عاصم عبد الماجد: مطلوب أن تتحمل القواعد (لا القيادات) مسؤليتها في إلزام قياداتها باتخاذ ما يلزم لحل المعضلة التي دفعوا البلاد والعباد إليها، فإذا تراخت القواعد، وظلت القيادات على حالها من الصمت البارد في انتظار معجزة فسوف نتقبل العزاء قريبا في هذه الكيانات، وموعدنا بعد عشرات السنين .
وطالب عاصم عبد الماجد، قيادات الحركة الإسلامية بالعودة لقيادات السجون لمراجعتهم حول خطوة إعادة تعريف التيار الاسلامى قائلا: ليس صحيحا أن إخواننا في السجون لا يحق لهم التدخل في هذه الأمور، فنحن لا نتحدث عن خطط ولا عن إجراءات تنفيذية، نحن نتحدث عن تغيير جذري يمتد إلى القواعد والأصول التي أرساها المؤسسون.
وفى السياق ذاته كشف القيادى بالجماعة الإسلامية، محمود عبد المتجلى، أسباب إخفاق الجماعات الإسلامية، قائلا: كبت فى ذلك عدة مقالات ونشرتها فى أسباب الاخفاق ونذكر بعضها هنا العمل للجماعة وليس للدين، إن تنصروا الله ينصركم، ومنكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة فلو كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله لوجبت الهزيمة.
وأضاف فى تصريحات له: تطبقون قاعدة حتى اذا فشلتم وتنازعتم فى الأمر، فهذه الحركات أو الجماعات التى نجحت لم تكن لتمثل الاسلام الصحيح الكامل الشامل الذى يرتضيه الله ليكون الصورة المثلى للدين فلا ينصره الله حتى لا يكون إسلاما مشوها.
وتعليقا على تصريحات عاصم عبد الماجد، قال ربيع شلبي، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن تصريحات وهجوم عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية جاءت بعد فشل قيادات الحركة الاسلامية وعدم استغلالها الفرص التى أتت لهم كان ولابد من ثورة على الأمراء الفاشلة الذين ورطوا الشباب فى أعمال عنف وزجوا بهم فى السجون.
وأضاف القيادى السابق بالجماعة الإسلامية لـ"اليوم السابع" أن القواعد الآن سواء فى الجماعة الاسلامية، أو جماعة الإخوان بدأوا فى التشكك من قيادتهم الذين ورطوهم فى إرهاب وعنف وغباء سياسي كانوا فى غنى عنه، حتى القيادات انقسمت على نفسها منهم من يريد العنف والإرهاب ومنهم من لا يؤيده، فهناك عدم ثقة فى القيادات الحالية من جميع الحركات والجماعات.
وعلق القيادى السلفى سامح عبد الحميد على تصريحات عاصم عبد الماجد قائلا:" لنا أن نعتبر هذا اعترافًا ضمنيًّا من عاصم عبد الماجد بأن الإخوان خرجت عن وصفها حركة إسلامية ، وذلك لعدم حرصها على إقامة الشرع وتطبيق الإسلام ، بل هي حريصة على الحكم وإعاة مرسي ، وحرصها على مصلحتها الشخصية على حساب محاولة تدمير مصر وتشويهها".
وأضاف القيادى السلفى: كلام عاصم عبد الماجد فيه حض شباب الإخوان على الثورة على قادتهم الذين دمروا الجماعة وأضاعوا الشباب في المعتقلات ، وتشردت الكوادر خارج مصر ، ولم تكسب الجماعة شيئًا بل خسرت كل شيء ، وأزيد على كلام عبد الماجد أنه يجب محاكمة هذه القيادات الفاشلة التي تسببت في كوارث متتالية حتى انتهت جماعة الإخوان وتلاشت وأصبحت مُصنفة كجماعة إرهابية..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة