"تليجرام" يتحدى الحكومات ويتجاهل قرارات الحجب بإطلاق خاصية التدمير الذاتى للرسائل والفيديوهات والصور.. الميزة الجديدة تسمح بالتواصل والدردشة بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية.. ومخاوف من استخدامها من قبل الإرهابيين

أشارت العديد من التقارير بأصابع الاتهام إلى تطبيق "تليجرام" كونه أداة التراسل الفورى المفضلة لدى الجماعات الإرهابية ومن أبرزها داعش فى التواصل بين أعضائها، حيث تعتمد عليه فى نشر الدعاية وتجنيد المزيد من العناصر والتواصل مع الإرهابيين المجندين ضمن صفوف تنظيم داعش الإرهابى، وقد حظى التطبيق بأهمية خاصة من قبل العناصر المنضمة لتنظيم داعش فى العديد من المناطق، وهو الأمر الذى دفع العديد من الدول لفرض الكثير من القيود عليه وتوجيه بعض الاتهامات إليه، وهو الأمر الذى جعل التطبيق يستجيب فى بعض الحالات، ويتحدى بمميزات جديدة توفر مزيد من التشفير فى حالات أخرى.

- ميزة الصور والفيديوهات ذاتية التدمير

أطلق تليجرام ميزة التدمير الذاتى  للرسائل والصور والفيديوهات، والتى تتيح للمستخدمين وضع مؤقت محدد بشكل مسبق من قبل صاحب الصورة أو الفيديو الذى يجرى إرساله لأى شخص آخر، وبمجرد فتح هذه الصورة أو الفيديو، سيبدأ المؤقت فى العمل، وبمجرد انتهاء الوقت فسيتم حذف الملف بشكل تلقائى، أما إذا قام الطرف الآخر بأخذ "لقطة شاشة" لهذه الصورة أو الفيديو، فسيجرى إرسال إشعار فورى للطرف صاحب الصورة لإخباره بذلك، ما يمكن المستخدم من الدردشة والتواصل بعيدًا عن أعين الجهات الأمنية ودون الخوف من احتفاظ الطرف الأخر بالمحادثة أو التجسس عليه.

وجاءت هذه الميزة الجديدة ضمن التحديث الذى أطلقه التطبيق اليوم، والتى أثارت الكثير من التساؤلات حول إمكانية استخدامها من قبل الارهابيين، إذ ستستهل من التواصل بينهم وستتيح لهم إخفاء الدردشة وصعوبة الوصول إلى سجل المحادثات، ما يصعب الأمر على الأجهزة الأمنية المختلفة حول العالم.

الحرب على تليجرام

ولم يعبأ تليجرام بالحرب التى شنتها الكثير من الدول عليه، بسبب اعتماد الكثير من الجماعات الإرهابية عليه فى التراسل فيما بينهم وفقًا لما ذكرته العديد من التحقيقات، لذا بدأت  الكثير من الدول  فى مراقبة التطبيق والتضييق عليه ومحاولة تقييده للوصول لهذه الجماعات الإرهابية والحد منها، والتصدى لكل التخطيطات التى يقومون بها عبر التطبيق، الأمر الذى جعلهم يصطدمون بتطبيق تليجرام الذى دافع بدوره عن حق المستخدمين فى الخصوصية، ما جعله فى النهاية عرضة لبعض التقيدات من قبل روسيا وإندونيسيا لأسباب مختلفة

-إندونيسيا تحجب تليجرام بسبب مخاوف أمنية

قامت السلطات فى إندونيسيا بحجب خدمة تليجرام للرسائل النصية المشفرة وأرجعت ذلك إلى مخاوف من استخدامه لنشر "دعاية إرهابية متطرفة" فى أكبر دولة من حيث عدد السكان فى العالم، فيما تأتى الخطوة وسط تزايد القلق من تنامى نفوذ ووجود تنظيم داعش فى جنوب شرق آسيا رغم خسارته مناطق انتشاره فى سوريا والعراق، وشهدت إندونيسيا ذاتها عودة لظهور التطرف المحلى الذى يستلهم فكر تنظيم داعش، وتسبب تفجيران انتحاريان فى محطة للحافلات فى جاكرتا فى مايو فى مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة وإصابة آخرين. وكثفت إندونيسيا من التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب مع ماليزيا والفلبين.

- مدير "اليوروبول" يتهم تليجرام بالتقاعس عن مكافحة الإرهاب

أدان مدير منظمة اليوروبول تطبيق "تليجرام" بسبب رفضه التعاون مع الأجهزة الاستخباراتية فى مكافحة الإرهاب، وقالت صحيفة التايمز البريطانية، أن روب وينرايت، مدير منظمة اليوروبول، وهى هيئة شرطية أوروبية، تحدث أمام مجلس مكافحة الإرهاب العالمى فى لندن، موجهًا انتقادات حادة لتليجرام بسبب امتناع مؤسسه عن العمل مع وكالات مكافحة الإرهاب.

روسيا تهدد بحجب تليجرام

أما روسيا فكان لها سبب آخر، إذ هددت وكالة مراقبة الدولة للاتصالات الروسية بحظر تطبيق تليجرام للدردشة لفشل الشركة المطورة للخدمة فى تقديم تفاصيل التسجيل، وفى رسالة على موقعها على الإنترنت، حذرت وكالة روسكومنادزور أن "الوقت ينفد أمام تطبيق تليجرام  للامتثال للقانون، حيث يتيح تطبيق الرسائل الفورية مجانًا للمستخدمين تبادل الرسائل والصور والفيديوهات فى مجموعات تصل إلى 10000شخص، وأضافت الوكالة إنها كانت ترسل رسائل إلى الشركة يوميًا تطلب منها إرسال معلومات عن الشركة من أجل تسجيلها، لكن لم يجب "دروف" على حساباته بوسائل التواصل الاجتماعى.

استجابات تليجرام:

فبعد تهديد الحكومة الروسية لتطبيق تليجرام بالحجب حال عدم تسجيل بياناته، كشف تقرير لوكالة رويترز موافقة تطبيق التراسل على التسجيل مع الحكومة الروسية، ولكنه رفض تسليم أى بيانات خاصة بالمستخدم أو الرسائل، حيث قال "بافل دوروف" مؤسس التطبيق أن الشركة سعيدة بالتسجيل، ورفض الامتثال لأى طلبات تنتهك سياسة تليجرام السرية.

كما أعلن "بافل" أيضًا أنه سيخصص فريق من المشرفين على دراية بالثقافة واللغة الإندونيسية لإزالة المحتوى المرتبط بالإرهاب، بعد أن اتخذت الحكومة الإندونيسية إجراءات للحد من الوصول إلى الخدمة وهددت بحظرها تماما داخل البلاد، وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، الأمريكية، الأحد، فإن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى إندونيسيا، اشتكت من أن المسلحين يستخدمون التطبيق لتجنيد الإندونيسيين ونشر المعلومات حول كيفية تنفيذ الهجمات الإرهابية.