طرحت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية سؤالا حول الخطوة الأخيرة التى يسعى موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" القيام بها بتقدم خدمة الأخبار المدفوعة، وما إذا كانت سيئة لصناعة النشر، معتبرة أنها خطوة تأخرت كثيرا، لاسيما فى ظل وجود آلاف المصادر للحصول على الأخبار دون دفع أموال.
وقالت الصحيفة فى تقرير لها أمس، الخميس، إنه فى محاولة ظاهرية لإنقاذ صناعة الأخبار، سيطلق "فيس بوك" خدمة الأخبار القائمة على الاشتراك فى أكتوبر المقبل، وستمهد الخطة الطريق أمام ناشرى المحتوى لإنشاء أخبار مدفوعة على فيس بوك من أجل الدخول إلى محتواهم، ويأمل البعض أن تعيد هذه الخطوة المصداقية التى تحتاجها بشدة مواقع الأخبار التقليدية التى تعانى من الأخبار الزائفة والحقائق البديلة.
كما تقدم هذه الخطوة الداعم المالى للصحفيين المحترمين، لكن يظل غير واضح كيف ستدعم شبكة التواصل الاجتماعى الناشرين المتميزين أو تساعد فى تدفق إيراداتهم، ويشك البعض أنه لن يكون هناك فارق عن نموذج اشتراك "نيويورك تايمز" الذى يقدم دخول مجانى إلى ما يصل إلى 10 مقالات فى الشهر، بعدها يضطر القارئ إلى الدفع أولا إذا أراد الدخول إلى المزيد.
والآن وقبل تحية مارك زوكبيرج على محاولة معالجة مشكلة الأخبار الكاذبة التى يعتقد كثيرون أنها نشأت بدون قصد، فهل هناك أجندة أخرى؟ فزيادة الاشتراكات الإلكترونية فى المنصات المنافسة مثل جوجل وآبل نيوز تشير إلى أن الأمر يتعلق أكثر بالأعمال التجارية.
ويتابع تقرير هافنجتون بوست قائلا إنه الحقيقة هى أنه فى العصر الذى تهيمن عليه التقارير الحية من المستخدمين على أرض الواقع على مواقع مثل تويتر، يجد الكثير من الناس أن فكرة دفع ثمن مقابل الأخبار قديمة، فلو أن موقعا خصص أموالا مقابل الوصول للأخبار، يتساءل المرء عن مدى صعوبة إيجاد نفس الخبر على موقع ثانٍ لا يتطلب دفع أموال.
ويرى التقرير أن العدد الكبير من خيارات الاشتراك واستثمارات التسجيل الطويلة وعملية إعادة التوجيه التى لا معنى لها ومحاولات إلغاء الاشتراك لا تجعل الأمور سهلة..
كان نموذج الاشتراك المدفوع ناجحا إلى حد ما فى نيويورك تايمز لأنها صحيفة لها اسمها، ويوجد نوع واحد منها سواء كنت تحب ما يكتب فيها أو لا، فنيويورك تايمز لديها قاعدة مخصصة من القراء الذين يمكن أن يدفعوا مقابل الحصول على خدماتها مثل مدمنى آبل، وأغلب ناشرى الأخبار لا يتمتعون بتلك الميزة على الإنترنت، حيث تكون الأخبار متاحة من آلاف المصادر العالمية دون ثمن.
وما يثير الخوف فى الإعلان الأخير من قبل فيس بوك هو أن الناشرين أصبحوا أكثر اعتمادا على الموقع لجذب انتباه القراء وللحصول على عائدات، فنصيب الأسد من "الترافيك" لأغلب المواقع الإخبارية البارزة أو أغلب الناشرين الإلكترونيين البارزين، تأتى إما من فيس بوك أو جوجل.
عمالقة التكنولوجيا لديهم سيطرة مثيرة للقلق على صناعة الأخبار، ومع زيادة عدد من يستهلكون أخبارهم على فيس بوك، ربما يتساءل البعض ما إذا كانت الأخبار المدفوعة على موقع التواصل الاجتماعى قد تأخرت كثيرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة