بالصور.. غزل شباك الصيد حرفة تتجدد مع الأجيال لحفظ التراث التقليدى للبحر

الأحد، 02 يوليو 2017 05:09 م

صيانة شباك الصيد بالسويس

السويس - محمد عوض

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حرفة غزل وصيانة شباك الصيد كانت لازمة للتعلم لكل صياد يبدأ عمله في مدينة السويس، ولكن مع تطور الصناعة ودخول الغزل المصنوع آليا تقلصت أعداد محترفى " ترقيع الغزل"

ويقول العربي حسين صياد بمدينة السويس، " ليس كل من يعمل فى الصيد يتقن صيانة الشباك، فكثير من الأجيال الجديدة مهتم بتعلم هذه الحرفة ،و يكتفى بالصيد".

حسين وهو صياد عمره 52 عاما يعمل طوال الشتاء على قوارب صيد الجر بخليج السويس والبحر الأحمر، ولكنه فى شهور الصيف بين أبريل وسبتمبر يعمل فى الصيد بالشواطئ الصغيرة لمنع الصيد فى البحر المفتوح فى هذه الأشهر بقرار من هيئة الثروة السمكية .

ويضيف لـ " اليوم السابع"، أن ما نقوم به هنا عمل خفيف لأن هذه الشباك صغيرة، أعمل عليها وصديقى للصيد في المناطق القريبة، ولكن أكبر عملية صيانة للشباك تستمر لمدة شهر قبل بداية موسم الصيد فى شهر سبتمبر عندما يبدأ موسم الجر.

وبالرغم من تطور أدوات الصيد، يصر عدد غير قليل من صيادى السويس على صناعة وصيانة شباك الصيد يدوياً لتبقى الحرفة لأجيال ، فقرب سور كورنيش السويس القديم، وقف العربي حسين وصديقه على الجميل على رصيف ميدان واسع بمنطقة الهويس، وهى منطقة يعمل معظم سكانها فى صيد الأسماك، وحول الميدان انتشر الصيادون لصيانة شباكهم.

وتمثل مهنة صيد الأسماك مصدر دخل رئيس لسكان مدينة السويس، حيث يعمل معظم السكان وصيادين انتقلوا إليها من محافظات دمياط والبحيرة فى مهنة الصيد، أو فى المهن المساعدة لها كتصنيع السفن أو تموينها بالوقود، أو صناعة الثلج الذى يستخدم لحفظ الأسماك، أو صناعة شباك الصيد والحبال.

ويقول العربى حسين،:امتهن الصيد فقط ولذلك نعمل فى شهور الصيف على صيد الجمبرى والأسماك الصغيرة التى تعلق فى الشباك، لأننا لا نستطيع البقاء لستة أشهر عاطلين عن العمل، وهذه الشباك صغيرة تعرف بأسم صيد الجرفة، بعكس شباك الجر الكبيرة أو شباك الطرح المستخدمة على فلايك الصيد.

ويضيف:" تعلم صيانة الشباك سببا مهما لزيادة الرزق لأن على القارب لا نعرف أجرة العمل اليومى ولكن لكل صياد نسبة من حصيلة الصيد، واحتراف مهارة إضافية ترفع من نسبة الصياد.

صناعة وصيانة شباك الجرفة الصغيرة من الحرف اليدوية التقليدية التى مارسها الصيادين فى مصر منذ سنوات طويلة لصيد الأسماك وما زالت تمارس حتى الآن فى مختلف مناطق السواحل المصرية فى السويس إلى بورسعيد والإسكندرية .

ويبحث العربي حسين فى عملية صيانة الشباك على أي قطع فى عيون الشباك لترقيعها، ويبتسم عندما يجد خرقا صغيرا ويقول، هذا الثقب كفيل بضياع نصف الصيد .

ويستخدم الصياد شباكا صنعت من خيوط الحرير بدلاً من النايلون، وتكون خيوطها سميكة وتصبغ باللون البنى كى تتحمل ملوحة البحر وتقاوم الحجارة فى قاع البحر وتكون "عيونها" ضيقة، وتستخدم هذه النوعية فى صيد الجمبري.

ويشير العربي حسين إلى أن الشباك أصبحت تصنع آلياً، وهى مستوردة، يضاف إليها الفلين والرصاص وقصها على حسب الطريقة التي يفضلها الصياد.

على رغم انتشار تلك الشباك، يصر حسين على حفظ الحرفة ويقول، "قليل من الصيادين الشباب مهتم بتعلم صيانة شباكه، وعن نفسى لا أسعى لتعليم أحدهم هذه الحرفة إلا إذا كان مهتما، فمن يأتى ليسأل ويراقب كيف نعمل نعلمه ".