وصلك اليوم طرد بريدى.. على هيئة صندوق أحمر ملىء ببتلات الورد الأبيض و فى داخله رسالة.. قرأت الرسالة
" حان الآن وقت دفع الثمن.. حين تصلك رسالتى قابلنى فى أكثر مكان تحبه.. اعتبرها طريقتك الوحيدة للمساومة وإلا سأستمتع برؤيتك وأنت تتمزق".
تجلس تفكر فى الرسالة المبعوثة إليك من مجهول.. تحاول تذكر جرائمك وأنت بلا جريمة.. تحاول تبنى مشهد حزن كنت وحدك السبب فيه.. لكنك لا تجد.
تذهب إلى المقهى المفضل لديك.. تجلس كالمتهم على كرسى وأمام عينيك عوينات سوداء.. تنظر بجميع الاتجاهات بحثا عن صاحب الرسالة.. تحاول تذكر جرائمك وأنت بلا جريمة.
يأتى إليك النادل ليسألك عن ما إذا كنت لتشرب القهوة اليوم؟
تسأله.. هل سأل عنى أحد؟
فيجيبك لا أحد
تقضى النهار بطوله فى انتظار صاحب التهديد ليساومك على جريمتك التى لا تتذكرها.. بمبلغ أنت تجزم أنك لن تستطيع تسديده.. فراتبك أن كان يكفى لسد رمقك طوال الشهر فلن يقدم لك رفاهية فداء عنقك .
تعود إلى منزلك.. تغلق الباب خلفك.. تسمع طرقات رقيقة على الباب.. يدق قلبك.. ترتجف.. هل تبعنى ذلك الرجل إلى هنا..؟
تختلس النظر عبر عين الباب السحرية.. نفس ذات الرجل الذى أوصل لك الطرد أول النهار
تقول.. من؟
يقول لك آسف يا سيدى .. لقد وصلك طرد عن طريق الخطأ إنه لجارك الذى يحمل نفس اسمك على بعد شارعين من منزلك.
اسمح لى اخذه وتقبل اعتذاري
تفتح له الباب.. تعطيه الطرد المفتوح.. تقول له حاول إعادة ترتيبه قبل إيصاله
تغلق الباب خلف موظف التوصيل
تقول لنفسك الوحيدة جدا بحسرة وألم.. حتى أننى لم أستطع يوما أن أكون مصدر إزعاج لأحدهم
تجلس على الأريكة..تلمح رسالة التهديد المنسية على الطاولة.. تضحك.. جيدا أن الطرد سيصل فارغا بدون رسالة التهديد.. سأفوت على المساوم فرصة العبث بأعصاب ضحيته
فى اليوم التالي.. تحديدا فى صفحة الحوادث ستجد خبرا عن مقتل رجل فى ظروف غامضة
لن يبدو لك خبرا جديدا أو غريبا.. لكنك ستجد أن عنوان منزله يبعد عن عنوانك شارعين
لقد ضيعت عليه فرصته الأخيرة
.ستشعر ببعض من الأسى ثم ستقول.. ربما هو وغد كبير ولم يكن يستحق الفرصة الأخيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة