سعت جماعة الإخوان، إلى تحويل أزمة قطر مع الدول العربية، بالمعركة الدينية، بعدما شبهت سياسة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، على قطر بسياسة قريش مع عائلة الرسول صلى الله عليه وسلم، فى الوقت الذى حذر فيه خبراء من سياسة الجماعة فى تحويل أزمة سياسية وتمويل قطر للإرهاب باعتبارها معركة دينية لحشد أنصارهم، وخلط الأوراق، ومؤكدين أن التنظيم يسعى لتحويل أزمة قطر بأنها اضطهاد دينى.
البداية عندما شبه قيادى بارز بجماعة الإخوان، أزمة الدول العربية مع قطر، بما فعله قريش مع آل هاشم الرسول، حيث حاول تشبيه الموقف العربى ضد قطر إلى معركة دينية، وزعم أن المعركة هدفها تجويع الشعب القطرى.
وحاول مجدى شلش، عضو لجنة الإدارية العليا للإخوان، تشبيه الدول العربية بقريش، وقال فى مقاله له: قديمة تلك السياسة، جوع كلبك يتبعك، خوفا من تسمينه، فإذا سمن يأكلك، تعامل بشرى، القصد منه المتابعة والتقليد والمحاكاة، سواء فى العقائد أو السلوك أو إدارة التجمعات والتنظيمات، فهى سياسة اتبعتها قريش مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فمنعت الطعام والشراب والبيع والشراء والنكاح، ظنا منهم أن حصار المعدة والفرج سيأتى بالعقول والقلوب.
وتابع شلش: جفف حسنى مبارك منابع المال على الجماعات الإسلامية وبالأخص منها الإخوان المسلمين إلا أنه كان يأتيها رزقها من كل مكان، وأكثر الناس والدول مالا فى الغالب أقلهم جمعا للقلوب على القيم والمبادئ، وليست مروءة ولا شهامة، أنت تعلم أن أخاك جائع ثم تتنصل منه حتى تمرغ أنفه فى التراب، فيأتك صاغرا ذليلا يبحث على قوت يومه تحت قدميك.
وزعم شلش، أن ما حدث مع آل هاشم من قبيلة قريش، يحدث مع قطر من جانب الدول العربية متابعا: "قطر يمارس عليها نفس سياسة التجويع حتى تركع، لكنها أدارت أزمتها، فاستعدت للأزمة قبل وقوعها، وبعد وقوعها، وإن كانت الخطورة قائمة، زاعما أن قطر ليست خائنة للعرب.
وزعم شلش، أن دفاع الإخوان عن قطر ليس دفاع من أجل المال، قائلا: "دفاعنا عن قطر ليس لأجل مال أو منصب أو جاه".
وتعليقا على هذا التشبيه، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن ما حدث للرسول كان على أساس اضطهاد دينى وعقائدى لكونهم يعتنقون دينا آخر ولا علاقة له بالسياسة ولم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم علاقة بنشاط تخريبى ولا إرهابى ولم يكن له ولا لصحابته علاقة بتفجيرات ولا قتل ولا اغتيالات ولا تكوين تنظيمات سرية وعلنية لاختراق الدول وهدمها وهدم مؤسساتها وتشريد شعوبها وقتل مواطنيها كما تفعل قطر والتنظيمات التابعة لها.
وأضاف الباحث الإسلامى فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "كما أن الإجراءات التى اتخذتها الدول العربية لا تستهدف التجويع إنما عقوبات محدودة ومعلومة الأثر لإجبار قطر على التراجع عن إرهابها وممارساتها الضارة بالمصالح العربية، متابعا:"الإخوان تنقل معركة مع قطر لمعركة دينية وهذا استمرار لنفس النهج الإخوانى".
وفى ذات السياق قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الجماعة التى تعتبر قياداتها هم صحابة وأولياء وكل من يقف بجانبها بأنهم أتباع للرسول، ليس من الغريب أن تحول أزمة الدول العربية مع قطر بسبب تمويلها للإرهاب، بمعركة دينية، وتحويل الدول العربية وتشبيهها بكفار قريش.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الجماعة تهدف من خلال التشبيه بحشد التيار الإسلامى، لصالح قطر، واعتبار أن الدفاع عن قطر هو دفاع عن المشروع الإسلامى، مثلما فعلت مع أردوغان واعتبرته خليفة للمسلمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة