لم تبخل مصر عبر تاريخها على جيرانها وأشقائها العرب يوما، فكانت سياستها وسعيها الدائم هو تقديم يد العون بالمساعدات والمعونات والعلم لهم، وكان نصيب دويلة قطر من هذه المساعدات كبيرا فى سنوات الستينيات وبداية السبيعينيات بعد إعلان استقلالها، حيث ساهمت مصر فى بناء معالم الدولة القطرية الحديثة فى الوقت الذى كانت تعانى فيه الدوحة من الجهل والتخلف.
وبعد سنوات طويلة من الدعم المصرى المادى والمعنوى لإمارة قطر التى اتخذت الإرهاب منهجا لها عقب انقلاب الأمير الأب حمد بن خليفة على والده عام 1995، كان الرد عمليا بتطبيق المثل العربى الشهير "إذا أكرمت اللئيم تمردا"، فقد ردت الإمارة الصغيرة جميل أم الدنيا بالشر بدعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة عقب ثورة 30 يونيو 2013.
وقد تناست الدوحة أنه فى مثل هذا اليوم الموافق 16 يوليو من عام 1971 أهدت القاهرة لها طائرتين حربيتين لتكون نواة لسلاحها الجوى، فكان للقوات المسلحة المصرية فضلا كبيرا في بناء الجيش القطرى، ولكن قابلت الدوحة الحسنة بالإساءة ونكران الجميل حقدا على شقيقتها الكبرى مصر، وذلك بالهجوم عليها عبر وسائل إعلامها المحرضة ومنابر فتنتها على مواقع التواصل الاجتماعى.
ولم تبخل مصر أبدا على قطر بالدعم المادى والمعنوى، ففى عام 1965 أرسل الزعيم المصرى الراحل جمال عبد الناصر، إليها 20 ألف طن من الحبوب والقمح، كمساعدات غذائية فى وقت كانت تعانى فى الدوحة من أزمة غذاء طاحنة.
كما ساعدت القاهرة قطر قبل إعلان استقلالها فى النهوض والتعلم، فقد أرسل عبد الناصر مئات المدرسين والأطباء والمهندسين للعمل فى قطر مع تحمل مصر دفع رواتبهم ، ولكن الآن ترد الدوحة الخير بالشر.
وكعادة قطر التى تغدر بأشقائها رغم الدعم المصرى لها، أعلنت الدوحة مقاطعتها للقمة العربية التى عقدت فى أواخر الستينيات فى مصر، وعلق الرئيس جمال عبد الناصر حينها قائلاً: "الله الله .. نخلتين وخيمة تقاطع مصر".
وفى عهد الرئيس محمد أنور السادات ورغم الدعم العسكرى المصرى للدوحة، لم يتغير الغدرالقطرى ، فقد ساءت العلاقات بين الجانبين خاصة عقب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" وحينها قال الرئيس السادات عبارته الشهيرة: "هو كل واحد عنده كشك على الخليج هيعمل دولة".
ولم تتوان الدوحة خلال السنوات الأخيرة فى دعم الإرهاب فى مصر خاصة بمناطق شمال سناء، بعد سقوط النظام الإخوانى الذى كان مواليا لها، حتى فاض الكيل وأعلنت القاهرة فى الخامس من شهر يونيو الماضى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر فى ظل إصرار الحكم القطرى على اتخاذ مسلك معادى لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية فى عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر.
وبالعودة بالزمن إلى الخلف، نجد أن تاريخ قطر فى بث الفتن وشق الصف والتغريد دائمًا خارج الإجماع العربى، فالكثير من المواقف التى صدرت عن هذه الإمارة الحديثة فى هذا الاتجاه، مكتوبة بحروف من الجحيم، ونجد أيضًا رجالاً وهامات عربية تصدت لهذه "البذاءات" بقوة وحزم، أبرزهم الشيخ زايد آل نهيان مؤسس الإمارات وصانع نهضتها.
فقبل سنوات، هاجم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قطر بسبب بذاءتها ضد مصر، فى فترة ما بعد حرب أكتوبر 1973، وحينها يبدو أن الدوحة كانت تحاول دس السموم بين دماء العرب كما تفعل الآن، ولكن كانت أفعالها مكشوفة ومفضوحة.
وحينها خرج وزير الخارجية القطرى آنذاك بسيل من التصريحات التى دس فيها سموم إمارته بهدف شق الصف العربى، ورد الشيخ زايد آل نهيان على تلك التصريحات التى هاجمت الإمارات ومصر، قائلاً: "إنه لا يمكن مقارنة شعب يبلغ 65 مليون نسمة بسكان فندق واحد".
هذا الموقف الحاسم والحازم من مؤسس دولة الإمارات الحديثة أكد أن منطق التطرف وتبنى العنف فى التعامل مع قضايا المنطقة مرفوض ولا يمكن القبول به حتى لو صدر من دولة "من المفترض أنها شقيقة"، وأنه يجوز التجاوز عن أى أخطاء بين الأشقاء إلا التطرف والسعى للتخريب أو حتى التطاول على مصر.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد احمد محمد
المثل إتغير
المثل إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا. التصحيح إذا أكرمت الكريم ملكته و إذا أكرمت تميما تمردا.
عدد الردود 0
بواسطة:
Hesham
المعووج هيعيش ويموت كده
لا الوحش بيحلوا ولا الزفر بينضف ...