رغم مرور أكثر من عامين على اكتشاف حقيقة تعرض القاهرة للغرق فى مياه الصرف الصحى لتقادم عمر مواسير الصرف وتآكلها، فضلا عن اختفاء بعض الخطوط وتركيب خطوط أخرى بديلة لها بدون قفل الخطوط القديمة، إلا أن الحكومة لم تتخذ حتى الآن قرار لحل هذه الإشكالية وتفادى تحول إقليم القاهرة الكبرى لمصير الإسكندرية.
مصادر مطلعة داخل الشركة القابضة، أكدت لـ"اليوم السابع" أن كافة المحاولات التى أجرتها الشركة للاستعانة بشركة أمريكية لحل هذه الإشكالية وتغير مواسير الصرف المتهالكة بدون حفر باءت بالفشل، وما زالت المشكلة دون التوصل لقرار نهائى لحلها.
وأوضحت المصادر، قائلة: "هناك أماكن فى القاهرة والقليوبية والجيزة مهددة بالغرق بالكامل وماشية ببركة دعاء الوالدين منها: "القلج، ومؤسسة الزكاة، والخصوص وخاصة المنطقة أمام قصر حكمت هانم، وبعض المناطق فى شبرا الخيمة، وكذلك منطقة الطوابق فى فيصل بسبب البناء العشوائى وعدم وجود مشروعات صرف صحى تغطى هذه الأماكن، وكذلك منطفة بشتيل، ولعبة، وبعض المناطق فى المنيب، والكنيسة".
وأشارت المصادر إلى أن هناك مشروع صرف صحى كان من المقرر تنفيذه فى منطقة الطوابق ولكن تم إيقافه بسبب تنفيذ محور الملك عبد الله.
وأوضحت المصادر، أن هناك خطوط قديمة تم تركيب خطوط جديدة عليها دون إيقاف الخطوط القديمة، مؤكدة أن هناك طرق حفر متطورة حاليا لا تتطلب اغلاق الشارع بالكامل، فضلا عن أن الأساليب الحديثة تساهم فى سرعة إحلال وتركيب الخطوط القديمة فى أسرع وقت ممكن.
وأكدت المصادر، أن هناك إشكالية أخرى ناتجة عن تقادم مواسير المياه بالإضافة لمواسير الصرف وتتمثل فى ارتفاع نسبة الفاقد من المياه لأكثر من 30% بسبب التسرب الذى يحدث نتيجة لتأكل المواسير، أو كسر مفاجئ للبعض الآخر.
من جانبه، أكد المهندس ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، أن عمر مواسير المياه والصرف بمناطق وسط القاهرة، وخاصة فى القاهرة الفاطمية فى شوارع قصر النيل وقصر العينى وشارع شريف وشارع عدلى، تخطى الـ80 والـ100 عام، وبعضها تآكل الجزء الخارجى من المواسير ولكن نتيجة لقوة ضخ المياه تسير داخل الهيكل المتآكل، ولكن ذلك مؤشر خطير للغاية، مشيرا إلى أن المرور يرفض السماح لهم بغلق بعض الشوارع مثل قصر العينى وقصر النيل وشارع عدلى أو شريف لعدة أيام لحين الانتهاء من حفر وتركيب المواسير الجديدة.
وأشار المهندس ممدوح رسلان إلى أن استثمارات الشركة القابضة تصل لـ١٠٠ مليار جنيه من خطوط مياه وصرف وشبكات مياه وصرف وتحتاج لـ2 مليار جنيه سنويا للصيانة والإحلال والتجديد للحفاظ على هذه الاستثمارات، وتقديم خدمة جيدة.
وأشار المهندس ممدوح رسلان إلى أنه فى حال موافقة مجلس الوزراء على توفير المبالغ المالية اللازمة التى ستحتاجها هذه الشركات، وذلك لإنقاذ القاهرة من الغرق، سيتم تعميم ذلك على محافظتى الإسكندرية والجيزة، وخاصة أن المبانى المخالفة فى محافظة الإسكندرية تسببت فى ضغط كبير على شبكة المياه والصرف، وهو ما يعمل على انفجار شبكات المياه والصرف بصفة متكررة نتيجة للضغوط الزائدة على الشبكة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة