مجدداً ، عاد ملف حظر جماعة الإخوان وإدراجها على قوائم الكيانات الإرهابية للظهور على السطح داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، بعدما عجز البيت الأبيض عن إرغام إمارة قطر ، الراعى الأول للإرهاب على الالتزام بالمطالب العربية المشروعة التى قدمتها كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ، والتى شملت على وقف دعم وتمويل الجماعة بحجة أن واشنطن نفسها لا تدرج الإخوان على قوائم الإرهاب.
وفى حوار مع موقع "بريتبات" الأمريكى المعروف بقربه من صناع القرار داخل البيت الأبيض ، دعا جون بولتون أحد أشهر معسكر صقور الجمهوريين فى إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن ، إلى إقدام واشنطن على تصنيف الإخوان والحرس الثورى الإيرانى جماعات إرهابية ، مشيرة إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تدحض مبررات قطر فى تمسكها بدعم التنظيم.
وأشار إلى أن موقف السعودية والدول العربية من النظام الحاكم فى قطر سببه جزئيا دعم الدوحة للإخوان، كما أنها تشعر بالقلق من ميل قطر لإيران، موضحاً أن الرياض تريد توحيد العرب السنة استعدادا للصراع القادم، لكن رد قطر كان مفاده: "لماذا تأخذون هذا الموقف بسبب الإخوان؟ فالولايات المتحدة لم تعلنها جماعة إرهابية، وكذلك نحن، فلماذا نكون نحن مختلفين"، قائلا: "على الولايات المتحدة أن تستغل الفرصة وتعلن أن الإخوان منظمة إرهابية، وبعدها تتحول إلى قطر".
وتحدث بولتون عن إيران، وقال إن الإيرانيين يحاولون خلق قوس من السيطرة يضع الأساس للصراع القادم فى الشرق الأوسط ضد السنة بقيادة السعودية، مضيفا أن الرئيس السابق باراك أوباما مرتاحا بشدة لهذا، على حد قوله.
واقترح بولتون إضافة الحرس الثورى الإيرانى إلى قوائم الإرهاب، لأنه كذلك بالفعل، مضيفا أن تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية تبين أنه صعب بشكل مثير للدهشة.
وتحدث عن الحملة الإعلامية التى ظهرت لرفض محاولات إداراج الإخوان على قوائم الإرهاب، وقال إنها كانت منسقة بشكل جيد، وتطرق إلى ما قيل عن مخاطر إعلان التنظيم ككل جماعة إرهابية، وكون هذه الخطوة يمكن أن تعزز قضية الإرهابيين من محاربة الغرب للمسلمين، وقال إنه لو كان الأمر معقدا لهذه الدرجة، فإن التخلى عن الفكرة تماما نتيجة خاطئة. فعلى الأقل يجب إعلان جزء من التنظيم جماعة إرهابية، بينما تتولى الولايات المتحدة التعامل مع الباقى.
ومنذ الخسارة المدوية التى تكبدتها الديمقراطية هيلارى فى انتخابات الرئيس الأمريكية ، ودخول دونالد ترامب البيت الأبيض بما حمله ذلك من تغيير فى رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة للإسلام السياسى وطبيعة العلاقات بين واشنطن والدول العربية الكبرى وفى مقدمتها مصر، توالت الدعوات داخل الولايات المتحدة عبر دوائر رسمية وشبه رسمية لحظر جماعة الإخوان وإدراجها على قوائم الإرهاب.
وقبل توليه مهام منصبه رسمياً، دعا وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون إلى التصدى لجماعة الإخوان، وقال فى تصريحات سابقة إن القضاء على تنظيم داعش الإرهابى يعد بمثابة "خطوة أولى" للقضاء على الإرهاب، مشيرة إلى أن مثل هذه الخطوة يجب أن يتبعها مواجهة للأفكار المتطرفة التى تقودها جماعات من بينها الإخوان.
ويقود السيناتور الجمهورى تيد كروز وآخرون مشروع قانون داخل الكونجرس الأمريكى لإدارج الجماعة على قوائم الإرهاب، وسبق أن طالب وزارة الخارجية رسمياً بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية ، قائلاً إن "الوقت قد حان لتسمية أعداء الولايات المتحدة الأمريكية بأسمائهم الحقيقية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة