لم تكن تحركات الجيش التركى ضد أردوغان، حدثا مفاجئا لقاطنى القصر الرئاسى التركى، خاصة "هتلر تركيا" ذاته، ذلك أن هذه التحركات التى اندلعت فى 15 يوليو 2016 كانت مصطنعة من قبل النظام الأردوغانى، وفقا لتقارير دولية أثبتت مزاعم السلطان العثمانى واتهاماته لرجل الدين فتح الله جولن، المقيم فى الولايات المتحدة، بأنه العقل المدبر لهذه الحدث الذى هز المنطقة، وجعل تركيا تعيش فى سواد أعظم مع ديكتاتورية أردوغانية منتهكة لأبسط حقوق الإنسان.
براءة فتح الله جولن
ولم تقتصر التقارير الدولية على تبرئة فتح الله جولن من هذه المزاعم والاتهامات الأردوغانية فحسب، إنما أكدت أن أردوغان افتعل تحركات الجيش ضده لقمع معارضيه وبطشهم والتنكيل بهم وتعذيبهم داخل السجون والمعتقلات بحجة مشاركتهم فى هذه التحركات، والدليل على ذلك حملات الاعتقال الواسعة المستمرة التى اطلقها أردوغان بعد ساعات قليلة من التحركات، والمستمرة حتى هذه اللحظة.
أردوغان لا يملك أدلة لصالحه
ولم يملك النظام الأردوغانى أية أدلة تثبت مزاعمه بأن تحركات الجيش هى عبارة عن محاولة انقلاب ضده، فكل ما امتلكه هو رسائل إلكترونية لمعارضين على تطبيق بايلوك، إلا أن التقارير الدولية كشفت حقيقة هذه التحركات، فعلى سبيل المثال وليس الحصر قالت المخابرات البريطانية فى تقرير سابق لها، إنها حصلت على مكالمات هاتفية وبريدية مشفرة تعود لمسئولى حكومة أردوغان خلال تحركات الجيش تؤكد أن النظام التركى خطط لإلصاق الجريمة بحركة فتح الله جولن حتى يكون هناك ذريعة لإطلاق حملة تصفية موسعة فى القطاع الحكومى.
تحركات الجيش.. ذريعة للقمع
حملة التصفية هذه ظهرت فى الساعات الأولى من تحركات الجيش، حيث أظهرت وسائل الإعلام التركية اعتقال عشرات العسكريين الذين تعرضوا لحفلات تعذيب من قبل السلطات التركية وإجبارهم على قبول الاتهامات الموجه إليهم حتى تكتمل حلقات المسلسل الأردوغانى أمام العالم.
"هتلر تركيا".. العقل المدبر
وفى تقرير دولى آخر، أعده مركز استخبارات الاتحاد الأوروبى، أشار إلى أن أردوغان هو العقل المدبر الأساسى لتحركات الجيش فى تركيا، وصممها على الفشل، بحيث تكون ذريعة لقمع معارضيه وتصفيتهم، كما استبعد صدور أية تعليمات من "جولن" للانقلاب على أردوغان.
دعوات دولية لمواجهة السلطان العثمانى
واستمرارا لانتهاكات حقوق الإنسان فى تركيا بشكل كبير خاصة عقب تحركات الجيش، دعت منظمات دولية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية، زعماء العالم للوقوف ضد أردوغان، خاصة أنه بعدما دخلت أنقرة فى أزمة خطيرة فى مجال حقوق الإنسان، لاسيما أن حملة الاعتقالات طالت المديرة الإقليمية للمنظمة المعنية بحقوق الإنسان.
المزيد من الاستبداد الأردوغانى
وتواصلت ردود الفعل الدولية التى تؤكد أن تحركات الجيش مصطنعة ومدبرة من قبل أردوغان، ففى الولايات المتحدة أكد مجلس النواب الأمريكى على لسان رئيس لجنة الاستخبارات ديفين نونيس، أنه لا يوجد أية أدلة تشير إلى أن "جولن" هو العقل المدبر لهذه التحركات، مؤكدا فى الوقت ذاته أن السلطات الأردوغانية تتجه إلى المزيد من الاستبداد بحق المعارضين.
الانتقام من معارضى أردوغان
كما أن مجلس العموم البريطان، أكد فى تقرير خلال مارس الماضى، أنه ليس هناك دليل واضح على وقوف فتح الله جولن وراء تحركات الجيش، مشيرا على أن القرارات الديكتاتورية والإجراءات القمعية والسياسات الانتقامية التى تنتهجها السلطات التركية بحق المعارضين، خاصة مع ارتفاع أعداد المعتقلين داخل السجون.
انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان
فيما رأى مراقبون أن نظام أردوغان يمارس انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان وسط تراجع الحريات ومصادر الصحف وإغلاق وسائل الإعلام، الأمر الذى جعل مصداقية استفتاء الدستور محل تشكيك، وما هو إلا محاولة جديدة لسطو على السلطة ولإصدار المزيد من القرارات الأردوغانية الديكتاتورية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة