قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية فى تقرير جديد له، إن حركة "حسم الإرهابية: أو ما يطلقون عليها "سواعد مصر" أثبتت أن العنف فى تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية لم يكن وليد اللحظة بل هواستراتيجية وضعها مؤسسها "البنا" وتنامت على مدار التاريخ.
وأكد مرصد الإفتاء أن العنف فى تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية لم يكن وليد الأحداث الراهنة، بل هو استراتيجية متأصلة فى مناهج التربية فى الجماعة، وضعها مؤسسها منذ اللحظة الأولى لتأسيس هذا الكيانى السرطانى، وتولى رعايتهاوتنميتها أسلافه ممن أتوا بعده، فيما يسمى بظاهرة "العنف المؤجل".
وأضاف مرصد الإفتاء أن اعتراف جماعة الإخوان بتبعية "حسم" الإرهابية لها يُسقط عنها ورقة التوت التى كانت توارى سوءتها، حيث جاء اعتراف الجماعة الإرهابية على لسان رضا فهمى - القيادى فى "الإخوان"، وعضو لجنة الدفاعوالأمن القومى فى مجلس الشورى "المنحل" والهارب إلى تركيا - خلال استضافته على إحدى القنوات الإخوانية، وقد دافع بشدة عن عمليات حركة "حسم" الإرهابية مؤخرًا ضد قوات الجيش والشرطة.
وقد أشاد عضو الإخوان الهارب بالأعمال التى تقوم بها "حسم" الإرهابية، مؤكدًا أنها انتقلت من مرحلة العشوائية إلى النضج، بعد أن أعلنت عن تدشين مكتبها السياسى مؤخرًا، واصفًا إياها بأنها حركة تحرر وطنى وليست حركة مخابراتية.
وقال المرصد: إن إعلان الجماعة تبعية "حسم" لها على لسان أحد قياداتها الهاربين وعبر ذراعها الإعلامى "قناة مكملين" له دلالة قوية تؤكد أن الجماعة تبنَّت العنف منذ اللحظة الأولى ضد الدولة المصرية، كما يكشف عن تأصل العنفوتجذره فى استراتيجية الجماعة على مدار تاريخها منذ بداية نشأتها حتى الآن.
وأضاف المرصد أن مؤسس الجماعة "البنا" هو من وضع بذور العنف المؤجل فى الجماعة وأسس له، ثم أتى سيد قطب ليشرعن هذا العنف ويؤصله من خلال مصطلحات "الحاكمية" و"الجهاد" و"التمكين" و"جاهلية المجتمع".
وأكد المرصد أن البنا كان يرى أن استخدام القوة والسلاح واجب مفروض وأمر لا مفر منه، ولكن لم يحن الوقت بعد لاستخدامها، مؤسسًا بذلك فكرة "العنف المؤجل" فى منهج التربية لدى الجماعة، هذه الفكرة التى عجز أفراد الجماعة عبرتاريخها عن رفضها أو انتقادها أو نبذها، بل ما زاد الأمر سوءًا هو شرعنة هذه الفكرة من خلال مُنظِّر الجماعة الأوحد سيد قطب الذى وجد لها مبررًا شرعيًّا لقيامها، والذى كان يرى أن استخدام القوة شئ مرحلى ومن حق الجماعة استخدامهافى حالة قوة تنظيمها وسيطرتها، وهو ما تطبقه الجماعة اليوم فى حربها ضد الدولة بكل مؤسساتها.
وأوضح المرصد أن اعترافات القيادات المنشقة عن الجماعة – خلال الأعوام الماضية - بأن الجماعة تؤمن بفكرة "العنف المؤجل" تؤيد ما ذهبنا إليه فى هذا التحليل من ناحية، ومن ناحية أخرى تؤكد أن الجماعة لا تؤمن بفكرة الدولة، بلالانتماء عندها للعقيدة وليس للدولة، وهذا هو ما أسسه البنا وقطب من خلال مبدأ أن "جنسية المسلم عقيدته"، متناسين أن الجنسية نظام اجتماعى مدنى وليس مذهبًا عقديًّا تعبديًّا.
وأشار المرصد أن هذا التدليس هو دأب الجماعة فى الخلط البيِّن بين ما هو عقدى وما هو اجتماعى ليستميلوا قلوب الشباب للانضمام إلى صفوفها، ولكى يقدم لهم مبررًا على انغماسهم فى العنف وقتلهم الناس أو قتل أنفسهم، وأن ما يقومون بههو جهاد فى سبيل الله وواجب دينى جزاؤه إما النصر وإما الشهادة.
وتابع المرصد أن سيد قطب أسس لما يسمى بمبدأ التقية فى صفوف الجماعة، وذلك بأن يعلن أفراد الجماعة المصالحة مع الدولة فى حالة الضعف، ويستخدمون العنف ضدها فى حالة التمكين وإحراز القوة، فقد كان يرى أن استخدام العنف فيحالة الضعف يضرهم فكان يقول: "لا ضرورة فى هذه المرحلة لاستخدام القوة" مؤسسًا للعنف المؤجل وتاركًا الباب مفتوحًا على مصراعيه أمام هذا الخيار فى المستقبل، وهذا ما تقوم به عناصر حسم الإرهابية الآن ضد الدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة