بعد أقل من 24 ساعة على قطع الدول العربية الكبرى وفى مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات علاقاتها مع قطر، ومع اتساع رقعة الدول المقاطعة للإمارة الراعية للإرهاب داخل الشرق الأوسط وانضمام كلاً من ليبيا واليمن وجزر المالديف لصفوف المقاطعين، حذرت العديد من التقارير الإعلامية من انهيار اقتصادى وشيك يقف على أعتاب الدوحة، وسط توقعات بتفاقم الأزمة وانتقالها إلى مراحل نقص السلع الأساسية .
وفى تقرير لها اليوم، قالت صحيفة "لاكابيتال" الفرنسية أن الأزمة الدبلوماسية بين قطر وجيرانها العرب ، وما تبعها من قطع للعلاقات وغلق للحدود والمجال الجوى سيكون له عواقب بالغة السوء على صعيد الاقتصاد وسط توقعات بخسائر تتكبدها الحكومة القطرية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الاقتراض خاصة فى ظل تراجع أسعار النفط.
وأكدت الصحيفة الفرنسية فى تقريرها أن شركات قطر الكبرى وفى مقدمتها شركة الطيران القطرية ستكون فى طليعة الكيانات الخاسرة اذا استمرت المقاطعة بين قطر والدول العربية، مشيرة إلى أن الحكومة القطرية اقترضت محليا وخارجياً ما يقدر بـ200 مليار دولار قبل فترة لتمويل مشاريع من بينها انشاءات كأس العالم 2022.
جاء ذلك فى الوقت الذى حذرت فيه هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى من تداعيات كارثية على الاقتصاد القطرى مؤكدة أن مؤسسات قطر المالية لن تصمد أكثر من بضعة أيام ، مشيرة فى تقرير لها إلى أن "الغذاء"، من بين القطاعات التى ستتضرر، وذلك لأن الدول الخليجية عادة ما تجد صعوبة فى زراعة المواد الغذائية، مشيرة إلى أن قطر تولى أهمية خاصة للأمن الغذائى لاسيما وإن الطريق البرى الوحيد للدخول إليها هو عبر الحدود مع السعودية.
وأوضحت "بى بى سى" فى تقريرها أن مئات الشاحنات تعبر الحدود يوميا، ويتم توصيل 40% من المواد الغذائية التى تحتاجها قطر عبر هذا الطريق، وقالت السعودية إنها ستغلق الحدود مع قطر، وحينها ستعتمد الدوحة على الشحن الجوى والبحرى.
ونقلت "BBC" عن غانم نصيب، مدير شركة الاستشارات "كونرستون" العالمية قوله إن "هذا سيحدث تضخم على الفور، وسيؤثر على المواطن القطرى".
وأضاف أنه إذا بدأت تكلفة المواد الغذائية تزيد بشكل كبير، "فسنرى القطريين يزيدون من الضغوط السياسية على الأسرة الحاكمة إما لتغيير القيادة أو تغيير المسار".
فى تحرك حاسم ورد فعل قوى على استمرار إمارة قطر فى نهجها الموالى للتنظيمات والكيانات الإرهابية داخل الدول العربية، وتبنيها أجندة هدم وتخريب المنطقة ونشر سيناريوهات الفوضى، أقدمت الدول العربية الكبرى فجر اليوم على مقاطعة النظام القطرى، فى خطوة وضعت المجتمع الدولى أمام تحديات جديدة تفرض اجراء مراجعة عاجلة ودقيقة لملف العلاقات مع الدوحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة