فتحت العمليات الإرهابية المتكررة التى شهدتها بريطانيا على مدار الأيام الماضية باب التساؤل من جديد حول استمرار احتضانها للجماعات الدينية والمتطرفة، فلا يخفى على أحد حاليا أن هناك علاقة واضحة بين كل التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، فى الوقت الذى يؤكد فيه كثيرون أن جماعة الإخوان كانت الملهم والمؤسس لكل التنظيمات الدينية التى جاءت بعدها.
وشهدت العاصمة البريطانية لندن مساء أمس السبت وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، عدة عمليات إرهابية جديدة أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 50 آخرين.
وتجاهلت جماعة الإخوان ما حدث فى لندن، حيث لم يصدر المكتب الإعلامى للجماعة فى بريطانيا حتى الآن بيانات حول حادث لندن الإرهابى، إلا أن التنظيم حاول مغازلة الحكومة البريطانية بعد واقعة حادث مانشستر، فى الوقت الذى تسبب فيه تورط ناشط إخوانى فى الحادث تسبب فى توتر العلاقات بشكل كبير.
وقال طارق الخولى، عضو لجنة الصداقة البرلمانية المصرية البريطانية، إن لقاء جرى بين الوفد البرلمانى المصرى المتواجد فى بريطانيا ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطانى "كريسبين بلانت" بناء على طلبه، وذلك فى نوفمبر 2016، وكان رد "بلانت": "أرى من خلال مشاركتى فى اعتصام رابعة أن الشعب المصرى منقسم لفريقين، وأن 50% ينتمون للإخوان، وبالتالى كان يجب أن يبقى الإخوان فى الحكم، لأن تم انتخابهم ديمقراطيا".
وتابع الخولى فكان ردى عليه: "بغض النظر عن إغفالكم المتعمد لثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو، لكن دعنى أقولك لك عن فكرة انتخابهم ديمقراطيا فإن هتلر قد انتخب ديمقراطيا ورغم ذلك قتل الملايين وتسبب فى كوارث للشعب الألمانى، أما عن نسبة الإخوان 50% من الشعب المصرى فهذا خطأ فادح، والدليل على ذلك خلو الشوارع فى دعوات 11 / 11 الماضية، فالإخوان يتلونون حسب غرضهم، فهم يعتنقون المذهب "الميكافيلى" واستطرد: "الوفد المصرى لم يلبِ دعوتك ويأتون هنا سوى لتنبيهك من الرهان على الإخوان لأنه لعب بالنار، وهذا خطر على بريطانيا وليس على مصر التى تجاوزت خطرهم، وما زالت تتعامل فقط مع بقايا جرائمهم".
بدوره قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، لـ"اليوم السابع"، إن الأعمال الإرهابية التى تشهدها بريطانيا خلال الفترة الأخيرة تثبت أن من يتعامل بمصلحة متبادلة مع الإرهاب والتنظيمات التكفيرية والإسلام السياسى والجهادى ينكوى بنارها، ولندن تدفع ثمن هذا وتجنى الحصاد المر للتعامل النفعى مع الإهابيين طوال عقود، وليس مع الإسلام السياسى والإخوان فقط بل مع مختلف الطيف التكفيرى والسلفى الجهادى.
وأضاف الباحث الإسلامى أن بريطانيا وتلك التنظيمات يعيشان مرحلة المساومات والابتزاز كل على طريقته فهى لديها رؤية جديدة لأوضاعها حسب التطورات الجديدة أو حتى من خلال ضغط واشنطن، وهؤلاء يضغطون للحفاظ على مزاياهم بمعقلهم الرئيسى بالدم وإشاعة الفوضى.
من جانبها قالت داليا زيادة، الناشطة الحقوقية، مقررة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا"، إن بريطانيا تسامحت مع الإخوان ظناً منها أنها قادرة على تجنب شرورهم باحتوائهم! فكانت النتيجة أن نمى الإرهاب، وأصبح مواطنوها فى خطر وآخرها اعتداء لندن بريدج.
وأضافت مقررة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا": "موقف لندن يشبه من أوى ثعبان فى قلب بيته ووثق أنه لو أحسن معاملته لن يبث سمه فى قلبه هو أولاً، فيجب على بريطانيا إعادة فتح التحقيقات فى مسألة الإخوان وإدانتهم كمنظمة إرهابية ومحاسبتهم قبل فوات الآوان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة