الحبيب على الجفرى يكتب: الإنسانية قبل التدين.. ضابط الميزان.. دول ترفع شعار الدين تشهد مذابح جماعية مروعة تصدم الضمير العالمى.. هناك انتهاكات جسيمة على كل ما يمثل القيم والأخلاقيات

الأحد، 04 يونيو 2017 12:00 م
الحبيب على الجفرى يكتب: الإنسانية قبل التدين.. ضابط الميزان.. دول ترفع شعار الدين تشهد مذابح جماعية مروعة تصدم الضمير العالمى.. هناك انتهاكات جسيمة على كل ما يمثل القيم والأخلاقيات الحبيب على الجفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما هو مفهوم الإنسانية؟

لماذا الإنسانية قبل التدين؟

ثم لماذا تحتاج القيم الإنسانية إلى ضابط الدين؟

ألا يكفى لضبط الإنسانية أن نتحدث عن معايير الأخلاق العالمية أو الأعراف والضمير الإنسانى أو المبادئ العامة التى أقرتها الأمم المتمدينة؟

ألا ترى أن الدول العلمانية أو تلك التى أبعدت الدين عن مجالها العام قد كرست منظومة قيم وأخلاقيات حفظت آدمية وحقوق الإنسان على نحو لا نجده فى أكثر الدول إيماناً بالدين وتشدداً فى الالتزام بأوامره؟

ألا نشاهد ما يجرى فى دول ترفع شعار الدين من مذابح جماعية مروعة تصدم الضمير العالمى، وحروب لا تنتهى يدفع ثمنها الضعفاء من الولدان والنساء؟

إن هذا كله قد يكون صحيحاً فى ظاهر الأمر.

ودعونا نعترف بأن هناك انتهاكات جسيمة واعتداءات صارخة على كل ما يمثل القيم والأخلاقيات وإنسانية الإنسان وإفساد الأرض، جرت كلها باسم الدين وتحت رايته.

لكن دعونا نتأمل قليلاً:

هل الرؤية المتحررة أو على الأقل غير الملتزمة بالدين قد أوصلت البشرية إلى الرقى والإنسانية المطلوبة؟ لا جدال ولا نكير على أن القيم والأخلاقيات المكرسة فى حقوق الإنسان وغيرها من الإنسانيات قد أحدثت نقلة نوعية فى عالمنا المعاصر.

لكن هل هذا حفظ على الإنسان إنسانيته إلى الدرجة التى دفعته إلى إعمار الأرض؟

بلغة الأرقام: كم عدد الذين قتلوا فى معارك وحروب بين دول علمانية أو لغير سبب دينى؟ ولنكتفى بمثال الحربين العالميتين الأولى والثانية..

لقد بلغ قتلى الأولى نحو 8.528.831، بل سجلت بريطانيا خسائر فى أول يوليو 1916 وفى معركة واحدة نحو 57.470، على حين تجاوزت أعداد قتلى الحرب الثانية عتبة 66 مليون قتيل منهم 18مليوناً فى الاتحاد السوفيتى، وما يزيد عن 6ملايين فى بولندا و4 ملايين فى ألمانيا و2 مليون فى اليابان.

فهل كل الذين قتلوا فى الحربين خسروا حياتهم باسم الدين؟

أم أنها كانت صراعاً بين دول ربيبة حضارات، شهدت ثورات تنويرية، وعاشت استقرار الرؤية الليبرالية العلمانية، وتنحية الدين عن صناعة قرار الحرب والسلم؟

لماذا لم تستطع المبادئ العامة التى أقرتها الأمم المتمدينة والأعراف الإنسانية كبح جماح التسلط والانتقام والتجبر وتدمير مقدرات الأرض؟

لقد كانت تلك الحروب وغيرها نتاج فلسفات مادية، أعلنت موت الإله وآمنت بالقوة قيمة عليا فى التعامل الإنسانى، وطوعت كل القيم لصالحها ابتداء من فلسفة نيتشه ونظرية التطور الداروينية من الإقرار بحق البقاء للأقوى، وأن صاحب القوة هو صاحب الحق Might is Right، وتوظيف علوم العمران التجريبية لتأكيد التفوق العسكرى ولو بالإبادة الكاملة للآخرين.

بل حتى الثورات التى نادت بالعدالة الاجتماعية كانت نتيجتها 29 مليون قتيل زمن الثورة البلشفية وفترة ستالين، على حين خسرت الصين نحو 40 مليوناً من البشر، فأين كانت المبادئ الإنسانية والضمير العالمى وقتها؟

لست أدافع هنا عن التطرف الدينى بكل أشكاله ونسخه، ولا ألتمس له المبررات بحال، لكنى أريد أن أفهم ما الذى يجعل اليمين المتطرف فى حالة صعود فى الغرب كذلك؟

كيف يتنازل الناس عن ثوابت الأخلاق والقيم الإنسانية بدعوى وجود تطرف دينى؟

إذا كان هناك استغلال للدين باسم الإنسانية فى كثير من المجتمعات الليبرالية الآن، فكيف يمكن للإنسانية بقيمها المهتزة تلك أن تنجح بدون ارتباط بقيم وأصول سماوية تضبط هذا الجانب من حركة الإنسان؟

إذن نحن بحاجة إلى بديل، نحن بحاجة إلى ميزان «وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ»

بل نحن بحاجة إلى ميزان فوق الإنسان

وللحديث بقية بإذن الله عزّ وجل










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة