تستيقظ الطفلة الصغيرة ندى ( اسم مستعار) ،على صوت باب غرفتها وهو يفتح وتفاجأ أن أبيها يلامس جسدها البرئ ويرتكب أبشع جريمة أخلاقية عندما تخلى عن أبوته لها وطالبها أن تحل مكان أمها وتشاركه فى علاقة جنسية بعد أن دمرت الخلافات حياته الزوجية لتهرب إلى الشارع وهى مذعورة وتنقذها العناية الإلهية وتجد دار معنفات 6 أكتوبر كمركز أمن وملجئ مؤقت حتى يعاد تأهيلها ولكن أبيها لم يتركها وعاقبها بالضرب حتى كاد أن يدهسها بسيارته وقال ردا على اتهاماتها: "حتى لو فرضنا أنى عملت كدا هل تفضحنى؟؟".
ولم تكن سميرة (اسم مستعار)، ابنة الإسكندرية بأحسن حالا مما سبقتها فهى زوجة تعانى من القهر والظلم بحسب ما يفعله بعض الذكور لمعاملة السيدات فهو يتخذ جسدها الضعيف متنفس لإراحته من الضغوط فقرر أن يعاقبها ولكن بطريقته الخاصة بعد أن فتح لها رأسها وكاد يتسبب فى مقتلها ، وذكرت قائلة:" فتحلى دماغى عشان إتأخرت عليها لما طلب يشرب" فقررت الفرار والبحث عن مكان لإيوائها فما كان أمامها إلا مركز حماية المعنفات بالإسكندرية"
وعن الصعيد وعادته وتقاليده الصارمة نجد آلاف السيدات اللاتى يقعن تحت سطوة رجال ظنوا أن الحياة لا تستقيم إلا بالتجبر على السيدات وهذا ما عانت منه فاطمة (اسم مستعار) بعد ترك أبيها لها وزواجه من أخرى وعاشت مع جدها وعندما وصلت إلى السن الذى يتيح لها الزواج وقف لها أبيها بالمرصاد فكيف لها أن تتجرأ وتعلن حبها ورغبتها فى الارتباط ، فهى مجبره على العيش وفق لما يرسمه لها فما كان منه إلا أن قام بإجبارها على خلع ملابسها ووقع عليها كشف عذرية بنفسه.
هذه مقتطفات داخل دور المعنفات الـ9 المقامة من قبل وزارة التضامن الاجتماعي والإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية والإدارة العامة لشئون المرأة، لاستضافة المرأة المعنفة وتأهيلها للعودة للمجتمع أقوى .
وفى 6 أكتوبر قامت الـ"اليوم السابع" بزيارة ميدانية لمركز المعنفات وقضاء يوم برفقة المقيمات فيه من المعنفات وأطفالهن والقائمين على العمل .
وبسؤال مديرة المركز منال عاطف عن دور المركز والخدمات المقدمة أكدت أن كثير من السيدات اللاتى يترددن عليهم يعانوا من إصابات بالغة من حرق وجلد وكهربتهم عقاب لهم على اعتراضهم على استخدام العنف كوسيلة لحل الخلافات مع أزواجهم.
وتابعت عاطف :أولاد الحالات سواء فتيات أو ذكور يتم توفير كامل الخدمات الصحية والتعليمية لهم والنفسية إذا لزم الأمر عبر عمل جلسات جماعية.
وأكدت أنه يتم التواصل مع أهل المعنفة لإيجاد حل يكفل لها كرامتها وعلاجها من الأزمة التى تعرضت لها ،وأنه لا يتم إبلاع الأهل أو الزوج بمكان الضحية إلا بعد التحريات عنه والتأكد من نيته فى عدم إيذائها .
فى صالة الاستقبال رأينا هويدا (اسم مستعار) وهى تجلس بمفردها بصحبة أولادها وسألناها عن سبب لجوئها للمركز فقالت فى تردد :"أنا هنا من شهر 7 بسبب خلافات مع جوزى اللى متأكدة إن أخرها طلاق ولكنى صابرة عشان حقوقى متضعش هو عايزنى أخلعه" .
وأكملت:" أتعرض للخيانة كل يوم منه وكنت بمشى فى الشارع وبحكى صدفة مع ستات يتضح ليا فى الأخر أنهم على علاقة بجوزى" .
وعند سؤالها عن سبب زواجها منه ردت قائلة:" يا أستاذة أنا أمى وأبويا متوفين وعايشة مع اخواتى وكل واحد عنده حمل ماكنش قدامى غيره قولت أستر نفسي ولكنه خدعنى مكنتش أعرف أنه سجن مراته اللى قبلى عشان ينقذ نفسه واتهمها فى المخدرات عشان كدا هربت أول ما سمعت عن المركز وقولت أحمى نفسى وولادى قبل ما يفتك بينا"
وحالة أخرى تدعى سوسن(اسم مستعار) تحدثت وهى تخفى معالم الحزن والقهر تحت نقابها وقالت :"عشت مع جوزى الأول 10 سنين ولكنه كان مبيخلفش فطلبت نكفل طفلين وقمنا بتربيتهم وفجأة قالى أنا مش عايزهم ووقتها اخترت الأطفال لانى متدرش أرميهم فى الشارع فعقابنى وطلقنى وطردنا فلقيت شاب أصغر منى بـ15 سنة طلب يتجوزنى عشت معاه وخلفت منه طفل وقبل يربى الولدين مع ابنه ولكن مع الظروف الصعبة فتح الشقة مشروع وعشنا فى أوضة ومقدرتش أستحمل ولما أتكلم يضربنى فطفشت وأخذت ولادى الثلاثة معايا".
وعن الطفلة رحمة (اسم مستعار) والتى لجأت إلى الدار بعد أن كادت تقتل على يد والدها قالت وهى ترتعش من الخوف والدموع تملأ عينها :" أثار الضرب والعذاب لسه معلمة على جسمى أهلى ولعوا فيا وكانوا هيموتنى وكل دا بسبب الخلافات بين أمي وجوزها وضيعونى أنا فى النص عشان كدا هربت وعملت محضر وطلبت اللجوء للمركز لحمايتى من العنف والقهر اللى كنت عايشه فيه نفسي أكمل تعليمى واعيش مطمنه دا مش كتير عليا".
ابتسامة رغم الآسى فى دور المعنفات
أطفال المعنفات فى الدار
الحزن يطل من أعين معنفة
المعنفات يلتقين
سيدة تتغلب على الملل بالطبخ
طفل لأم معنفة فى دار معنفات
محررة اليوم السابع تستمع لإحدى المعنفات
منال عاطف مديرة مركز معنفات 6 أكتوبر
منال عاطف مديرة مركز معنفات 6 أكتوبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة