بعيداً عن الأسواق وجولات اكتشاف العوالم الأخرى للبحث عن قطعة ملابس "على أد الإيد"، كان هناك اتجاه أخر لا يقل أهمية عن السابقين، وهو الباب الذى فتحه "الإنترنت" ومواقع التواصل الاجتماعى بقوة كنوع من التجارة التى بدأت على استحياء، وتحولت حالياً لبيزنس صريح، استغله البعض كمشروع مربح، وتحول تدريجياً إلى عمل بدوام كامل.
ولكن هل يمكننا اعتبار "التسوق الإلكترونى" حيلة أخرى لجأ إليها الجمهور لتجنب الغلاء، أم هو باب "للنصب الإلكترونى" الذى وقعنا فى شباكه بعد أن أصبحت أسعار الملابس خيالية بالنسبة للغالبية العظمى من الجمهور؟
مع مرور الوقت وزيادة عدد الصفحات التى تبيع منتجاتها إلكترونيا والارتفاع المستمر لأسعار الملابس، تكونت فئة من المستهليكن تجد فى الشوبينج أون لاين حلا لكل المشاكل، بداية من الأسعار، وحتى الراحة من التجول وسط المحلات، ومع الوقت تحولت هذه الفئة لـ"معتزلى الشوبينج" التقليدى، ومع الوقت أيضاً تحول الأمر لباب للنصب واستغله بعض الناس لما يشبه السرقة، ولكن بطرق مشروعة "لا يحاسب عليها القانون"، من خلال النصب فى الخامات وزيادة أسعار القطع حتى تصل على بعض الصفحات لـ3 أضعاف سعرها الحقيقى فى الأسواق وليس العكس، مستغلين عدم قدرة المشترى على رؤية المنتج وخامته قبل الشراء، فلم يعد الشوبينج أون لاين حلا لزيادة الأسعار بل على العكس تماماً "الشوبينج أونلاين مشاكله كتير".
"اليوم السابع" حاور مجموعة من "أباطرة الشوبينج أون لاين" للتعرف على تفاصيل هذا العالم عن قرب: هايدى حلاوة، هى واحدة من "مهاويس" الشوبينج أون لاين، ليس بإرادتها ولكن الظروف أجبرتها على ذلك، وتحكى "هايدى" لليوم السابع الأسباب التى دفعتها لذلك: "مبحبش الشوبنج أون لاين بس مقداميش غيره"، كغيرها من الفتيات لا تملك الوقت ولا المجهود للذهاب إلى المحلات، وفى النهاية لا تجد ما تريده، فهى دائماً ما تختار توفير المجهود على نفسها وتطلب أونلاين، فهى ترى أن السوق المصرى لا يوجد فيه أو تنوع فى موديلات الملابس، فتقريباً كل المحلات والمولات أصبحت تبيع نفس الملابس، ولكن بأسامى ماركات مختلفة، على عكس الشوبينج أونلاين الذى يتيح كما أكبر من الاختيارات، فإذا كان لدى هايدى مناسبة تفضل دائماً أن ترتدى شىء جديد بعيد عن "المنتشر"، وهذا هو السبب الرئيسى وراء توجه هايدى للشوبينج أون لاين، إلى جانب الفرصة الأكبر للبحث عن قطع أقل سعراً من الأسواق العادية.
عيوب الشوبينج أون لاين:
أما بالنسبة لعيوب الشوبينج أونلاين فهى أيضاً كثيرة، فبالنسبة لهايدى لا تستطيع قياس الملابس قبل شرائها، وهذا هو أكبر عيب فى الشوبينج أونلاين من وجهة نظرها، فحتى معرفة الخامة الحقيقية للقطعة التى تشتريها أحياناً تكون مجهولة، فهى تعرضت لموقف منذ أسبوعين عرفها عيب الشوبينج أونلاين فى تجربة شخصية، وهو أنها طلبت قطعة أونلاين لماركة عالمية على أساس أن هذه القطعة أصلية، وعند وصول القطعة اكتشفت أنها قطعة قطنية مكتوب عليها صناعة مصرية ولا تمس لموديلات الشركة الأصلية بأى صلة من قريب أو من بعيد.
هايدى حلاوة
علاوة على ذلك رفضت الصفحة أن تسترد منها القطعة "فلا يوجد إرجاع أو حتى استبدال"، فأغلب صفحات الشوبينج أون لاين تضع صورا مزيفة بعيدة تماما عن الحقيقة، وهذا ما جعل هايدى بعد تجاربها الطويلة فى عالم الشوبينج أون لاين تطلب الصورة الحقيقة للقطعة التى تريد شراءها، وليس فقط صورة شبيهة للمنتج من على النت كما تفعل كثير من "صفحات" الشوبينج أون لاين.
ملابس هادى حلاوة
أما عن نادين أسامة، ملكة جمال مصر لعام 2016 فهى أيضاً "مجنونة" شوبينج أون لاين، فكان لها رأى آخر، حيث دخلت عالم الشوبينج أون لاين وأصبحت محترفة فيه دون إرادتها، ولكن بسبب طبيعة حياتها كالكثيرات التى لا يملكن الوقت للتسوق بالطرق التقليدية.
نادين أسامة
نادين ترى أن الشوبينج أون لاين "أغلى" من العادى وليس العكس، فمصاريف الشحن على القطعة تختلف من مكان إلى آخر، حسب ما تحدده الصفحة وشركة الشحن، وفى النهاية كل هذا يزيد من سعر القطعة الحقيقى "والزبون يدفع".
نادين تشترى أون نلاين عبر حسابها على "إنستجرام"، فتختار الصفحة التى تطلب منها وتعرف جودة موديلاتها عن طريق عدد متابعين تلك الصفحة، وردود أفعال الناس على الملابس والقطع المعروضة، فأراء وتجارب الناس دائماً ما تحدد إذا كانت هذه الصفحة تبيع موديلات وخامات كما تعرض فى الصور أم هى صفحة "للنصب".
نادين
تعرضت نادين أيضاً لمشكلة بسبب الشوبينج أون لاين وتسببت لها فى إحراج، كما قصت لليوم السابع، فطلبت نادين "فستان" من صفحة على إنستجرام حتى ترتديه فى مناسبة معينة، وتأخر الطلب ولم يصل فى ميعاده، فاضطرت نادين للذهاب بفستان قديم من دولابها.
لبس نادين
أما عما تنصح به مجموعة من الفتيات اللاتى أكدن لليوم السابع أن "الشوبينج أون لاين" أغلى وليس العكس، فمعظمهن ينصحن بأن يقتصر الشوبينج اون لاين على قطع بسيطة، ولا تعتمدى عليه بالكامل أو تلجأى له باعتباره وسيلة أرخص للحصول على الملابس، لأن ذلك ليس صحيحاً فى معظم الأوقات، وحاولى الشراء من صفحات تثقين بها، وتعاملتى معها من قبل.
مجنونة الشوبينج أونلاين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة