- حكام قطر ينفذون سيناريو الأزمة لصالح تركيا
- أردوغان سيطيح بتميم الأهوج بعد انتهاء دوره ويضع حاكم "إخوانى" لقطر
- مطامع تركيا ستدفع إيران لتهديد البحرين
- روسيا ستشارك كلاعب أساسى فى المنطقة خوفا من النفوذ التركى
"كل شىء يسير وفق الخطة الموضوعة"، جملة تلخص وتوضح حقيقة ما يجرى فى قطر، فجميع الأحداث التى جرت فى الآونة الأخيرة ليست من قبيل المصادفة، أو ولدت من رحم الأحداث، بل هى خطة محكمة ومتقنة، وضعت بمداد المكر والتآمر فى القصر الأبيض بأنقرة، بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وأمير دويلة قطر تميم بن حمد، ويتم تنفيذها بكامل حذافيرها لتمهيد الطريق لتحقيق أطماع تركيا وأحلامها فى السيطرة على الخليج، وبسط نفوذها على الحرمين الشريفين، للسيطرة على العالم الإسلامى، وإقامة الإمبراطورية العثمانية التى اندثرت منذ أوائل القرن الماضى.
أردوغان وتميم
العلاقة غير الشرعية الفاضحة بين أنقرة والدوحة والتى بموجبها يتم تنفيذ أجندة تركيا وأحلامها التوسعية والاستعمارية، فى الخليج العربى بدأت خطواتها الفعلية، بتوقيع اتفاقية لإنشاء قاعدة عسكرية تركية، والذى تم تدشينها فى أواخر عام 2014، وهو الاتفاق الذى يسمح بتواجد عسكرى تركى، ويعطى ذريعة قوية لتركيا للتوسع الإقليمى، وهو ما يعترف به – دون خجل - تقرير على نشر على موقع الجزيرة نفسها يقول "هذه الاتفاقية تعنى الكثير لتركيا على صعيد توسيع دور أنقرة وتمدد نفوذها فى المنطقة، حيث ستمنحها هذه القاعدة العسكرية "قاعدة الريان" إطلالة على الخليج العربي، ووجوداً عسكرياً مباشراً فيه بكل ما يحويه من مصادر طاقة وتشابك علاقات وتأثير فى الاقتصاد العالمي، يضاف ذلك إلى القاعدة التركية الأخرى فى الصومال المطلة على خليج عدن، ليعطى صورة أوضح عن القوة التركية المتصاعدة فى المنطقة، وتؤكد هذه الخطوة نزوع السياسة الخارجية التركية مؤخراً نحو دمج القوة الناعمة مع شيء من القوة الخشنة. ويتبدّى ذلك، إضافة إلى القاعدتين فى كل من قطر والصومال، فى عملية درع الفرات فى سوريا، وأزمة معسكر بعشيقة فى الموصل بالعراق.
الجيش التركى
الاعتراف الواضح والصريح لتقرير"الجزيرة" القطرية بأن الغرض من القاعدة العسكرية فى قطر هو التوسع فى دول الخليج، وبسط نفوذها فى المنطقة، والتلميح بأن تركيا تتجه نحو "القوة الخشنة" لتحقيق أهدافها، يؤكد بما لا يدع مجالا للمواربة أو تزييف الحقائق، أن قطر تنفذ المخطط التركى بحذافيره،خاصة بعد مسارعة البرلمان التركى بالتصديق على الاتفاقية بعد الأزمة الخليجية مباشرة، ليضع أردوغان قواته شوكة فى ظهر السعودية ومخلب فى وجه الإمارات والبحرين، وأن قاعدته العسكرية فى "الريان" ستكون نقطة انطلاق له لتحقيق أوهامه باحتلال دول الخليج بإعادة الدولة العثمانية التى اندثرت لسابق عهدها لقيادة الأمة الإسلامية، فتركيا ليست دولة مسالمة، بل هى عدوانية، ومنذ نشأتها قامت على التوسع والغزو، كما أن أردوغان يعول كثيرا على الكلام الذى يتردد بأن أمريكا تنوى مغادرة المنطقة فى القريب العاجل، فى ظل اهتمام واشنطن بالتحديات الكبرى التى تواجهها من المكسيك والصين وروسيا، وبالتالى فإن المنطقة العربية والخليج خاصة لم يعد ذو إغراء كبير لأمريكا للبقاء فيه فترة أطول، وهو الأمر الذى يضعه أردوغان نصب عينيه ويخطط لاستغلاله لصالحه.
قناة الجزيرة
وجود قوات عسكرية تركية فى قطر، سيمثل كارثة كبيرة على أمن واستقرار الخليج، وسيفتح الباب لمطامع كبيرة من دول تترقب ثغرة للنفاذ منها، ووضع قدمها على أرض الخليج، فإيران التى تقع على مرمى حجر، وتتابع الأحداث بترقب من الضفة الأخرى للخليج، لن ترضى بالتواجد العسكرى التركى فى قطر، فهى الأخرى لديها أطماع "فارسية"، وسترى أنه سيمثل خطورة على نفوذها فى المنطقة، خاصة فى ظل الأطماع التوسعية والأيديولوجية لأنقرة فى الخليج العربى، وبالتالى ستعمل على إثارة القلاقل ودس الفتن فى البحرين حتى تجدها ذريعة لمحاولة التدخل فى المنامة بحجة حماية الشيعة المتواجدبن بها، وهو ما ينذر بخطر صدام عسكرى بين عدة أطراف فى منطقة تشتعل أطرافها الشمالية فى سوريا والعراق، وتتأجج المعارك الطائفية فى جنوبها باليمن .
الجيش الايراني
خطر تواجد قوات تركيا فى قطر لن يتوقف على دخول إيران فى لعبة الصراع، بل يتعداه لطامعين آخرين، يأتى على رأسهم روسيا، فمع التوتر والفتور الذى يشوب علاقات موسكو بأنقره منذ حادث إسقاط الطائرة الروسية ومقتل السفير الروسى فى أنقرة، لن تسمح روسيا بسقوط المنطقة تحت النفوذ التركى، أو حتى الإيرانى، وبالتالى ستعمل على وضع أنفها فى الأحداث الدائرة فى المنطقة، مما يزيد من حدة التوتر واشتعال الأمور فى الخليج .
تميم بن حمد
قطر نفسها، ليست فى منأى عن الأطماع التركية، فتميم الأهوج لا يدرك الفخ الذى أوقع فيه نفسه وبلده، فارتماؤه فى أحضان أردوغان وأعوانه لن يحميه من أطماع التوسع التركى، فبعد أن يوطد الأتراك أقدامهم فى الدوحة، لن يكون لتميم وأسرته الحاكمة أى مكان فى مستقبل قطر، وستتم الإطاحة به وتنصيب أحد "الإخوان"، ليكون "حاكم شكلى " للإمارة، التى ستدار شئونها من القصر الجمهورى فى أنقرة، خاصة فى ظل ما رددته المعارضة القطرية عن تعيين الجنرال التركى "أورال أوغلو" قائدًا للقوات المسلحة القطرية، مما تسبب فى حالة انشقاق ثالثة بين القوات فى الجيش القطرى، حيث تم تسليم حدود الإمارة لرجال الرئيس التركي، ليتسنى لهم التحكم فى مداخل ومخارج الإمارة، وليكونوا قريبين من حدود قطر مع السعودية والإمارات والبحرين .
أردوغان
كما أن أحلام التوسع التركى، وأوهام إعادة الامبراطورية العثمانية، تلزمها قدرات مالية كبيرة، لا يمكن تحقيقها فى ظل تراجع الاقتصاد التركى، ومعاناته من عدة أزمات خاصة مع توتر علاقته مع روسيا والسعودية، وبالتالى وجد أردوغان فى الانقضاض على قطر حل حاسم لمشاكله المالية، لما تملكه الإمارة من احتياطى هائل للغاز وموارد بترولية كبيرة، لدرجة أن استثمارتها فى تركيا تتعدى الـ 10 مليارات دولار .
ما يحدث الآن فى قطر يؤكد أن ما يجرى عبارة عن سيناريو محدد، وضعه أردوغان وأعوانه للسيطرة على منطقة الخليج خاصة بعد فشل المشروع "الإخوانى" للسيطرة على الدول العربية، والذى باء بالفشل بعد أن كشفت الشعوب زيف "الربيع العربى"، وأيقنت أنه كان بمثابة المطية للوصول إلى الحكم والسيطرة على مقدرات المنطقة، تحت عباءة "الدين"، فتخلصت مصر من الحكم "الإخوانى" وكشفهم الشعب التونسى ولم يعد يثق فيهم، كما يحارب الليبيون إرهاب الإخوان، وكذلك يفعل اليمنيون.
القوات التركية
أردوغان المعروف بميوله العثمانية، والتى سبق له دخول السجن بسبب أبيات حماسية من التراث العثمانى رددها فى إحدى خطاباته يرى نفسه ليس مجرد رئيس، بل زعيم، يضع نصب عينيه تحقيق حلم توسيع الإمبراطورية التركية على حساب جيرانه العرب، وبالتالى لم يكن أمامه سوى البحث عن مخطط يحقق به أوهامه فى التوسع وإعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية التى عفا عليها الزمن، ووجد ضالته فى الأسرة الحاكمة القطرية، التى نشأت وترعرت على المؤامرات والدسائس، حيث انقلب الجد خليفة على ابن عمه وانقلب الأب حمد على الجد خليفة، وانتهى الأمر بقيام الأمير الحالى تميم بإزاحة والده حمد ليتولى حكم الإمارة، فاستعان "الواهم العثمانى" بحكام قطر لتنفيذ مخطط محكم لوضع قدمه فى الخليج، والتمهيد لبسط نفوذه على كامل دول الخليج، حيث تضمن السيناريو قيام قطر بكل ما من شأنه أن تستفز به الدول الخليجية والعربية، لتهب هذه الدول للدفاع عن أمنها واستقرارها ولا تجد سوى قطع العلاقات مع هذه الإمارة التى تدعم الإرهاب، وهو ما ستتذرع به قطر لتنفيذ الخطوة الثانية من السيناريو فتستنجد بسيدها التركى لحمايتها من "غضب " الأشقاء فى الخليج، لتأتى الخطوة الثالثة من السيناريو ويسارع أردوغان بإرسال جنوده إلى قطر كبداية لبسط نفوذه على الخليج كافة .
تميم وأردوغان
ونفذ حكام قطر السيناريو المطلوب منهم لصالح أسيادهم الأتراك بكل دقة، حيث أعطوا الأوامر لقناة الجزيرة بزيادة جرعة الهجوم وإثارة الشائعات والتضليل ضد الدول العربية لزعزعة استقرار تلك الدول، كما واصلوا دعمهم للجماعات الإرهابية، وأمدوا المتطرفين بالمال والسلاح للقيام بعمليات تفجيرية ضد عدد من الدول الخليجية والعربية، وكذلك استمروا فى إيواء مطلوبين متهمين بالإرهاب، وعندما زاد الأمر إلى حد لا يمكن السكوت عليه، ولم تلتزم الدوحة بأى تعهدات، قامت عدد من الدول العربية على رأسها مصر والسعودية والإمارات والبحرين بقطع علاقاتها بقطر، وهو الامر الذى كان ينتظرها حكام الدوحة فسارعو إلى طلب المد والعون من أردوغان، والذى وجد أن مخططه ينفذ بدقة، فأرسل قواته إلى الدوحة تحت ذريعة حماية أمن قطر، وهى فى الحقيقة من أجل بسط النفوذ العثمانى على دول الخليج وتحقيق أوهامه فى إحياء مجد الدولة العثمانية القديمة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة