* نصيب الفرد من المياه انحسر بشكل متسارع إلى 640 متر مكعب سنويا بسبب النمو السكانى
- نسد الفجوة المائية فى مصر بإعادة استخدام المياه بكفاءة تصل إلى 80%
* لابد من تجنب الآثار السلبية لموجات الجفاف وتجنب الإضرار بالحياة
- مستعدون لاستضافة قمة دول حوض النيل العام القادم
* نشارك فى القمة لتوجيه رسالة مُخلصة وصادقة إلى جميع شعوب دول حوض النيل
- ندرك الاحتياجات التنموية لشعوبكم ونقف معكم فى معركة التنمية ودعم الاستقرار
* نهر النيل يجمعنا ولا يفرقنا ومصلحتنا المشتركة أعظم من أى خلافات
- مستعدون لاستئناف المشاركة فى مبادرة حوض النيل وفق شروط محددة
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم، الخميس، إلى مطار عنتيبى فى أوغندا للمشاركة فى قمة دول حوض النيل، وتوجه الرئيس عقب وصوله مباشرة إلى القصر الرئاسى فى عنتيبى، حيث كان فى استقباله الرئيس الأوغندى "يورى موسيفينى".
وعبرت أوغندا عن ترحيبها الشديد بالرئيس عبد الفتاح السيسى، واصطف العشرات من الأوغنديين، أمام الطائرة الرئاسية المصرية، وعزفوا الموسيقى الشعبية.
وأبدع الأوغنديون من الرجال والنساء فى قرع الطبول وتأدية الرقصات الأفريقية.
وردد الأوغنديون الأغانى الشعبية التى تجسد العلاقات المتميزة بين دول حوض النيل، معربين عن سعادتهم لمشاركة الرئيس السيسى فى قمة حوض النيل بمدينة عنتيبى.
الرئيس السيسي في قمة دول حوض النيل
وعقد الرئيس السيسى مع الرئيس الأوغندى جلسة مباحثات ثنائية رحب خلالها الرئيس "موسيفينى" بالرئيس السيسى، مُعربًا عن اعتزازه بما يجمع بين البلدين من روابط تاريخية وممتدة، واهتمامه بالارتقاء بالعلاقات المتميزة التى تجمع بين مصر وأوغندا.
وثمن الرئيس الأوغندى حرص الرئيس السيسى على المشاركة فى قمة دول حوض النيل، مؤكدًا أهمية هذه القمة فى إطلاق حوار جاد على المستوى الاستراتيجى حول موضوعات مياه النيل بما يساهم فى تقريب وجهات النظر بين دول الحوض والارتقاء بالتعاون القائم من أجل تحقيق أقصى استفادة مما تتمتع به من إمكانات.
وأعرب الرئيس "موسيفينى" عن تطلعه لأن تسفر المساعى التى يبذلها خلال رئاسته لمبادرة حوض النيل عن التوصل إلى توافق حول مختلف الموضوعات المتعلقة بالمبادرة واستعادة شموليتها.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسى أعرب خلال اللقاء عن سعادته بزيارة أوغندا للمرة الثانية خلال عدة أشهر، مؤكدًا تطلع مصر لتعزيز العلاقات الوثيقة التى تربطها بأوغندا فى جميع المجالات.
وأعرب الرئيس عن التقدير للجهود التى قام بها الرئيس موسيفينى على مدار الفترة الماضية لعقد هذه القمة الهامة، مشيدًا بالمساعى التى يبذلها الرئيس الأوغندى خلال فترة رئاسته لمبادرة حوض النيل لاستعادة التوافق بين دول الحوض، ومؤكدًا دعم مصر الكامل لجهوده الرامية لذلك.
أجواء إيجابية خلال القمة التاريخية
وأشار الرئيس إلى حرص مصر على إنهاء الانقسام وتجاوز الاختلافات القائمة بما يؤدى لاستعادة مسار التعاون بين جميع دول حوض النيل وتحقيق المصالح المشتركة، وبحيث لا يقتصر التعاون على مجالات المياه فقط وإنما يمتد ليشمل مختلف المجالات التنموية ومشاريع التكامل الاقتصادى بين دول الحوض.
وتم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز التعاون القائم بين دول حوض النيل وتعظيم الاستفادة من الموارد المائية المشتركة، حيث أكد الرئيس على أهمية مراعاة الشواغل المصرية فيما يتعلق بمياه النيل التى تعد المصدر الرئيسى للمياه فى مصر، مشيرًا إلى ضرورة بلورة رؤية مشتركة للأسلوب الأمثل والمستدام لاستخدام مياه النيل وتعظيم الاستفادة منه على النحو الذى يتيح تحقيق التطلعات التنموية لجميع دول الحوض، ويؤدى فى الوقت ذاته إلى ضمان الأمن المائى لها، وتجنب الإضرار بالحقوق والاستخدامات الحالية.
وفى السياق ذاته، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن مصلحتنا المشتركة تقتضى أن نكثف من تعاوننا وتكاملنا فى مجالات عديدة، مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار وفى قطاعات مثل التعدين والتنمية الزراعية والتصنيع الزراعى والطاقة وإدارة الموارد المائية والرعاية الصحية والتدريب وبناء الكوادر، وغير ذلك من مجالات التنمية الشاملة ذات الأولوية لشعوبنا ومجتمعات.
وأضاف الرئيس خلال كلمته بأول قمة لدول حوض النيل فى عنتيبى بأوغندا، أن مصر ساهمت مع أشقائها فى دول الحوض فى إنشاء مبادرة حوض النيل عام 1999 بهدف تعزيز التعاون بما يضمن تحقيق وحماية المصالح والأهداف المشتركة، وقد حققت تلك المبادرة انجازات كبيرة على مدار السنوات الماضية، من أهمها تعزيز قدراتنا على التعاون والعمل المشترك من أجل تحقيق المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار بأى طرف.
وتقدم الرئيس بخالص الشكر والتقدير للرئيس "يورى موسيفينى" ولشعب أوغندا الشقيق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مضيفا: "اسمحوا لى أن أنقل إليكم فخامة الرئيس، ولجميع قادة وشعوب دول حوض النيل، رسالة مودة وتقدير واحترام من شعب مصر، الذى طالما اعتز بجذوره الأفريقية وبانتمائه لهذه القارة العظيمة، مهد الحضارات الإنسانية، وبنهر النيل شريان الحياة الذى جمع بينه وبين جميع شعوب الحوض على مر العصور والتاريخ، كما أود فى هذه المناسبة أن أنقل مساندة وتأييد شعب مصر لكل جهود تعزيز وإرساء الاستقرار والسلام والتنمية فى منطقة حوض النيل، وأؤكد التزامنا بالعمل سويًا لتحقيق ما تستحقه منطقتنا وشعوبنا من سلم ورخاء".
ووجه الرئيس حديثه لنظيره الأوغندى، وقال إن دعوتكم لعقد أول قمة لرؤساء دول حوض النيل ومشاركتنا جميعًا فى هذه القمة التى تتزامن مع الذكرى الخمسين لبدء التعاون بين دول حوض النيل، هو بلا شك حدث تاريخى، ورسالة واضحة إلى شعوبنا وإلى كل من يتابع أعمال هذه القمة، بأن نهر النيل يجمعنا ولا يفرقنا، وأن مصلحتنا المشتركة فى الاستفادة من مواردنا الطبيعية والبشرية لبناء وتطوير مجتمعاتنا، أعظم وأكثر أهمية بكثير من أية اختلافات قيدت مواقفنا وكبلت طاقاتنا على مدار عقود طويلة. أن دول حوض النيل فى أمس الحاجة اليوم أكثر من أى وقت مضى، لمتابعة التعاون المشترك من أجل تحقيق تنمية مستدامة حقيقية تعمل على توفير حياة لائقة لشعوبها، وتُمكنها من مواجهة آثار ندرة المياه وتغير المناخ، وتطلق العنان لطاقاتها الكامنة.
وتابع: "لقد كنت أول من رحب بالمشاركة فى هذه القمة الهامة منذ أن أعلن فخامة الرئيس موسيفينى اعتزامه عقدها، إيمانًا منى شخصيًا بأهميتها، والتزامًا من مصر بتوجيه رسالة مُخلصة وصادقة إلى جميع شعوب دول حوض النيل.... رسالةً تؤكد أن مصر مدركة تمامًا للاحتياجات التنموية لتلك الشعوب، وأنها بمثل ما كانت من قبل فى طليعة دعم الكفاح الأفريقى المشترك فى معركة التحرر من الاستعمار، فإنها تستمر اليوم فى الوقوف بكل ما لديها من قدرات فى معركة التنمية والتحديث ودعم السلام والاستقرار فى منطقة حوض النيل وقارتنا الأفريقية".
واوضح أن مصر ساهمت مع أشقائها فى دول الحوض فى إنشاء مبادرة حوض النيل عام 1999 بهدف تعزيز التعاون بما يضمن تحقيق وحماية المصالح والأهداف المشتركة، وقد حققت تلك المبادرة إنجازات كبيرة على مدار السنوات الماضية، من أهمها تعزيز قدراتنا على التعاون والعمل المشترك من أجل تحقيق المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار بأى طرف.
وأشار الرئيس إلى أن الموارد المائية الدولية العابرة للحدود تمثل وضعًا خاصًا ينبغى الاهتمام به، وذلك لارتباطها بقدرة الدول المتشاركة فى المورد المائى على العمل المشترك لتعظيم الاستفادة من هذا المورد، وتجنب الصراع عليه، ووضع قواعد عادلة تحكم استخدامات كل دولة، مضيفا:"ولنا فى قواعد ومبادئ القانون الدولى للأنهار، وتجارب التجمعات والمفوضيات القائمة بين الدول المشاطئة لأنهار دولية فى إفريقيا وأوروبا، سوابق وأمثلة عديدة ناجحة تعكس قدرة الدول التى تتشارك فى النهر الدولى على تعظيم المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار بأى طرف".
وأكد الرئيس أن مصلحتنا المشتركة تقتضى أن نكثف من تعاوننا وتكاملنا فى مجالات عديدة، مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار وفى قطاعات مثل التعدين والتنمية الزراعية والتصنيع الزراعى والطاقة وإدارة الموارد المائية والرعاية الصحية والتدريب وبناء الكوادر، وغير ذلك من مجالات التنمية الشاملة ذات الأولوية لشعوبنا ومجتمعاتنا، وإننى على ثقة بأن لدى دولنا من الإمكانيات ما يكفل لها المضى قدمًا نحو بلوغ تلك الشراكة وتحقيق المزيد من التكامل فى إطار يتسم بالاستمرارية والفعالية ويتواكب مع متطلبات الحاضر وتحدياته.
وأضاف أن مصر ترتبط مع أشقائها بنهر النيل العظيم.. والذى يسقط على حوضه ما يزيد عن 1600 مليار متر مكعب من المياه سنويا، ويُستخدم جزء من هذه المياه فى الزراعات المطرية والغابات والرعى فى دول المنابع بشكل واسع، ولا يتدفق فى مجرى النهر منها إلا حوالى 84 مليار متر مكعب فقط، وتُهدر مئات المليارات الأخرى نتيجة عدم توفر الاستثمارات الكافية فى بنية أساسية تستطيع أن تعظم الاستفادة من تلك المياه فى كافة مناحى التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى بلداننا.
جانب من القمة التاريخية
وتابع: "ليس بخاف عنكم، أن نهر النيل يُعد المصدر الأساسى للمياه فى مصر، وبنسبة اعتماد تصل إلى 97%، وذلك فى ضوء محدودية الموارد المائية الأخرى، ومع النمو السكانى الطبيعى فى مصر، انحسر بشكل متسارع نصيب الفرد من المياه ليبلغ حوالى 640 مترا مكعبا سنويا، وتعانى مصر من عجز مائى يبلغ نحو 21.5 مليار متر مكعب سنويًا، وتقوم مصر بسد هذه الفجوة المائية من خلال إعادة استخدام المياه بكفاءة تصل إلى 80%، وهى نسبة تعتبر من أعلى المعدلات على مستوى العالم. ومن هنا، تأتى دوافع الشعب المصرى فى التعامل الحذر مع أى تأثير سلبى محتمل على أمن مصر المائى".
ودعا الرئيس إلى أن نتبنى جميعًا رؤية مشتركة تنطلق من إدراك لحقيقة وجود موارد مائية مشتركة كافية فى الحوض لم تُستغل بالشكل الكامل، واقتناع بأن واجبنا تجاه أنفسنا وشعوبنا هو التعاون سويًا والاستعانة بالوسائل العلمية الحديثة والسليمة للوصول إلى الأسلوب الأمثل والمستدام لاستخدام هذه الموارد على النحو الذى يتيح تحقيق تطلعاتنا التنموية، وتجنب الآثار السلبية لموجات الجفاف، ويؤدى فى الوقت ذاته إلى ضمان الأمن المائى لكل دول الحوض، وتجنب الإضرار بالحياة التى قامت وترسخت جذورها عبر قرون على ضفاف النهر.
وأردف: "إن نجاحنا فى تحقيق هذه الرؤية سيسهم فى تعزيز قدرتنا على تنفيذ وثيقة "أجندة 2063" التى تجسد آمالنا الأفريقية فى تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية التى يستحقها مواطنونا، فضلًا عن دعم جهودنا الرامية لتعزيز الاستقرار السياسى والأمنى فى دولنا".
وأضاف أن مصر إلى القمة بهدف العمل على تعزيز الثقة فيما بيننا وتجاوز ما قد يكتنف ذلك من عقبات من خلال استلهام أمثلة أفريقية رائدة فى التعاون بين الدول المشتركة فى أحواض أنهار دولية، وأخص بالذكر النجاحات التى حققتها مفوضية حوض نهر السنغال التى أشاد المجتمع الدولى بأسلوب إدارة المورد المائى المشترك فيها، والتى قامت على مبادئ التوافق وتقاسم الدول المشاطئة للمنافع الناتجة عن المشروعات التى تُنفذ على مجرى النهر.
رئيس وزراء أثيوبيا يصافح الرئيس عبد الفتاح السيسي بحفاوة خلال القمة
وقال السيسى إننا ننطلق من اقتناع بأن نهر النيل، ذلك النهر العظيم الذى يجمع أكثر من عشر دول، ويعيش على ضفافه أكثر من 250 مليون من مواطنى دول الحوض، لهو جدير بأن يقدم نموذجًا أكثر نجاحًا لقدرة حكومات وشعوب دول الحوض على العيش المشترك والاستفادة من الطاقات المائية الهائلة فيه لتلبية احتياجات شعوبنا.
واضتف: "وانطلاقًا من إيمان مصر بأهمية استعادة الشمولية فى إطار مبادرة حوض النيل، فقد اعربت عن استعدادها لاستئناف مشاركتها الفعّالة فى المبادرة، إذا ما استعادت جميع دول الحوض التزامها بالعمل بمبدأ التوافق فى اتخاذ القرارات، وفور إنشاء آلية للإخطار المسبق وفقًا للمعايير الدولية التى تتيح تبادل المعلومات والتشاور بشفافية بشأن المشروعات التى تقام على نهر النيل، وذلك اتساقًا مع الأمثلة الناجحة خاصة فى أفريقيا. كما ترى مصر أنه من الهام أن نرسى دورية انعقاد قمة دول حوض النيل، بغرض انخراط قيادات دول الحوض فى توجيه تعاوننا المشترك فى كافة المجالات، والوصول به إلى الآفاق المأمولة. ويسعدنى اتصالًا بذلك أن أعلن استعداد مصر لاستضافة القمة القادمة لدول حوض النيل العام القادم.
واكد الرئيس على تطلع مصر لأن تكون قمتنا التاريخية هذه نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من التعاون ولحوار شفاف وجاد وبناء بين الأشقاء، من أجل تفعيل مسار شراكتنا المستقبلية وتجاوز ما يكتنفها من عقبات، وصولًا إلى إستراتيجية متكاملة للشراكة فى كافة المجالات، انطلاقًا من رؤية مشتركة لقادة دول حوض النيل، تضع اختلافات الماضى وراء ظهورنا، وتستشرف آفاق المستقبل بنظرة جماعية تأخذ مصالح الجميع بعين الاعتبار، وذلك فى إطار توافقى ليس فيه غالب أو مغلوب، وإنما الكل فيه فائز.
السيسي مع الزعماء الأفارقة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة