المشاهير ورمضان.. د. مصطفى السيد.. الكيميائى العاشق يقضى رمضان بين طلابه فى جامعة جورجيا.. وفاؤه لزوجته دفعه للثأر من السرطان بجزيئات الذهب.. وإقامته فى أمريكا لم تغير طبيعته الشرقية

الأربعاء، 21 يونيو 2017 11:39 ص
المشاهير ورمضان.. د. مصطفى السيد.. الكيميائى العاشق يقضى رمضان بين طلابه فى جامعة جورجيا.. وفاؤه لزوجته دفعه للثأر من السرطان بجزيئات الذهب.. وإقامته فى أمريكا لم تغير  طبيعته الشرقية الدكتور مصطفى السيد
كتب: زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تمر عليه صدمة فى حياته مثل هذه الصدمة التى تجسدت فى عبارة قالها الأطباء «لا أمل فى علاج زوجتك ومن المتوقع أن تموت قبل مرور 5 سنوات بحد أقصى».. نزل عليه الخبر كالصاعقة، خاصة بعد أن عرف أن حبيبته التى ارتبط بها فى بداية حياته ودامت العشرة والزواج بينهما لما يقرب من 47 عاما سوف تعانى عذابا وألما شديدا ما تبقى من سنوات عمرها بسبب سرطان الثدى.
 
كانت هذه السنوات التى سبقت وفاة زوجته تأثرا بمرضها من أصعب أيام حياته، حاول وأبناؤه الأربعة التخفيف عنها، ولكن آلام المرض كانت أقوى، توفيت الزوجة الأمريكية ليكون مرضها وموتها نقطة فارقة فى حياة زوجها عالم الكيمياء المصرى الدكتور مصطفى السيد، بل وفى حياة الملايين من مرضى السرطان فى مصر والعالم، وكأنما أراد الله أن يكتب بموتها حياة لغيرها، شعر الزوج باليتم من جديد وتولدت لديه رغبة قوية فى الثأر من هذا الخبيث الذى خطف منه شريكة حياته والرغبة فى الانتصار عليه، واجتهد حتى توصل لعلاج للسرطان بجزيئات الذهب.
 
كانت ذكرى زوجته وحزنه عليها ورغبته فى الوفاء لها بإنقاذ من يعانون مثلها دافعا قويا لإنجاز هذا الاكتشاف، يزداد حماسه كلما تذكر كيف وقفت زوجته إلى جواره منذ تعرف عليها بعد تخرجه فى كلية العلوم بجامعة عين شمس وسفره إلى ولاية فلوريدا الأمريكية فى منحة علمية، ليتزوجا عام 1957.
 
يتذكر دائما كيف تركت عملها بالتدريس للتفرغ لتربية أبنائهما الأربعة، وكيف كانت تهيئ له كل السبل للتفوق العلمى والتفرغ لأبحاثه ورحلاته العلمية، ويؤكد أنها كانت مثل أى زوجة مصرية أصيلة ساعدته فى التغلب على مشكلات اللغة، مما سهل له الدراسة فى جامعة ييل وهارفارد ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وأخيرا معهد جورجيا للتكنولوجيا.
ساعدت أبناءهما على التفوق فحصلت ليلى وطارق على الدكتوراه العلمية فى الهندسة، وحصلت ابنته درية على ماجستير إدارة الأعمال، فيما يعمل ابنه أيمن أستاذا لجراحة الأورام فى جامعة كاليفورنيا، وشارك والده تجارب العلاج التجريبى للسرطان على لحيوانات.
 
عاد الدكتور مصطفى السيد ليستكمل مشروعه فى مركز البحوث بمصر وبفريق مصرى وانتهى من المراحل التجريبية للعلاج على حيوانات التجارب والتى حققت نجاحا بنسبة 82.50 %، كما يشير د. أحمد عبدون، الأستاذ بمركز البحوث ورئيس الفريق البحثى لعلاج السرطان بجزيئات الذهب والذى ويعمل مع د. مصطفى منذ 4 سنوات، وتبقى فقط الإجراءات التنفيذية لتطبيق هذا العلاج على البشر، ليحقق طفرة فى العلاج خلال شهر ودون آثار جانبية.
 
يحظى الدكتور مصطفى السيد بحب كل من يتعامل معه ويتمتع ببشاشة وود شديد، لم تغير مدة بقائه فى أمريكا من طبيعته الشرقية وكرمه، يصفه د. عبدون بأنه أب حنون يتعامل مع فريقه، كما يتعامل مع أبنائه ولكن بما لا يؤثر على جدية العمل، لا ينسى أن أستاذه العالم الكبير أصر على استضافته فى بيته حين سافر إلى أمريكا ورفض أن ينزل عبدون فى فندق.
يؤكد كل من عمل مع د. مصطفى السيد، ومنهم د. عماد الأشقر الأستاذ بالمركز القومى للبحوث أن مرض زوجته ووفاتها كان حدثا مؤثرا فى حياته، وأنه كثيرا ما تحدث معهم عن العذاب الذى شهدته مع هذا المرض وكان يقول لهم دائما: «السرطان عدو لنا جميعا ويجب أن ننتصر عليه».
 
يقضى د. مصطفى السيد الذى ولد فى مدينة زفتى بمحافظة الغربية شهر رمضان الحالى فى أمريكا، حيث سافر منذ بداية العام الحالى، يلتقى بأبنائه وأحفاده الثمانية الذين يرتبط بهم ارتباطا شديدا، حيث يحرص على دفء الأسرة، وهو يفعله دائما عندما يكون فى مصر، حيث يحرص على قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع إخوته وأبنائهم وأحفادهم.
 
وبرغم طبيعته العلمية يتميز د. مصطفى السيد بالحنان الشديد على الأطفال، كما يتعامل بأبوة وود شديد مع تلامذته، وربما يعود ذلك لنشأته يتيما، حيث توفيت والدته وهو فى سن العاشرة وتوفى والده مدرس الرياضيات بعدها بعامين، وكان مصطفى أصغر إخوته السبعة، فرباه شقيقه محمد الذى كان يعمل محاميا وكان يكبره بـ25 عاما، حتى تخرج عام 1953 ليكون أول دفعته.
 
قابل د. مصطفى السيد عمر الشريف فى أمريكا نهاية الستينيات فى منزل صديق مشترك، وكان وقتها يعمل أستاذا بإحدى الجامعات المرموقة رغم صغر سنه، فسأله الفنان العالمى مندهشا: «أنا مش مصدق إنك أستاذ فى الجامعة فى السن ده؟»، ليرد عليه قائلا: «وأنا كمان مش مصدق إنك ممثل عالمى كبير فى السن ده؟».
 
حصل د. مصطفى السيد على عدد كبير من الجوائز العالمية، ومنها جائزة الملك فيصل للعلوم ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى وقلادة العلوم الوطنية الأمريكية، وحقق العديد من الإنجازات فى مجال الكيمياء على مستوى العالم، ومنها قانون حركة الإلكترونات الذى سمى باسمه ويمكن الاستفادة به فى مجالات كثيرة كالزراعة والطب وتخزين الطاقة الشمسية، ولكنه يرى أن مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب أهم مشروع بحثى فى حياته، ويقول عنه: فى هذا الاكتشاف بالذات لست مهتما بالجوائز ولا المكسب المادى، أنا يمكن أموت قبل ما العلاج ينتشر ويحقق فلوس ومكاسب، وكل هدفى رحمة الناس من عذاب المرض لأننى عشت تجربة مؤلمة مع زوجتى الراحلة».
 
يقضى أغلب وقته خلال هذه الفترة التى يوجد بها فى أمريكا فى المعامل والمدرجات بين تلاميذه فى جامعة جورجيا للتكنولوجيا حتى إنه يتناول معهم الطعام، ويؤكد أنه لا يشعر بالوحدة لأنه يعمل طوال اليوم ولا يعود إلى منزله قبل العاشرة مساء.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة