تحظى الأزمة التى تتعرض لها قطر فى الوقت الراهن بعد المقاطعة العربية لها باهتمام الصحف ومراكز الأبحاث الأمريكية. فقال مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية الأمريكية أن تصرفات قطر فى الشرق الأوسط طالما كان تثير غضب جيرانها منذ سنوات، وكانت قناة الجزيرة سببا واضحا تماما لهذا.
وأشار المركز فى تقرير له تعليقا على الأزمة الأخيرة المتعلقة بقطر، أن قيادة الدوحة سعت إلى تحقيق مصالحا من خلال مثلث السعودية وإيران والولايات المتحدة وسعت الإمارة الصغيرة إلى تأمين مستقبلها بالتوازن بين القوى الكبرى.. لكنها فى العقد الأخير سعت لتفعيل دورها كطرف مستقل ولم تظهر فقط التعاطف مع جماعات الإسلام السياسى تحت ستار عم الديمقراطية، لكنها سعت تشع الانتفاضات التى اجتاحت العالم العربى عام 2011. وبينما كان آمنة فى حدودها، بدت قطر مستعدة لزرع الفوضى والخلافات فى الخارج.
وعن تأثير الأزمة الحالية، قال التقرير إن فترة استمرارية ومسار التوترات فى الخليج ستحدد تاثيرها على إمدادات النفط وأسعاره. ومن الناحيتين السياسية والدبلوماسية، فإن المستقبل غير مؤكد. حيث يبدو من الصعب إيجاد حل يحفظ ماء الوجه للجميع.
وأكد التقرير ختاما أن الطبيعة غير المسبوقة للتطورات الأخيرة أمر واضح. فعلى مدار 36 من تاريخه، كان مجلس التعاون الخليجى ناديا مريحا دفع دول المنطقة لمزيد من التكامل. والخلاف الحالى أعمق من أى شىء من قبل. وفى حين أنه من غير المرجح أن يؤدى إلى حرب، لكن من الصعب ألا نتخيل أن مجلس التعاون الخليجى الذى يخرج من هذه الأزمة ستكون مختلفا عما كان قبلها. وهو الأمر الذى سيكون له تداعياته على المجلس والولايات المتحدة على حد السواء.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن كبار الدبلوماسيين من قطر والدول العربية التى تشهد خلافا معها يتجهون إلى واشنطن فى محاولة لجذب الرئيس دونالد ترامب إلى مواقفهم بشأن مستقبل الدوحة، وهى القضية التى يمكن أن يكون لها تأثير كبير على المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين عرب وأمريكيين قولهم أن القطريين ضغطوا على البيت الأبيض هذا الأسبوع للتوسط مباشرة فى الخلاف مع السعودية والإمارات بعدما قامت بقطع علاقتها الدبلوماسية مع قطر. وقال متحدث باسم الحكومة القطرية عن التوسط المباشر لإنهاء النزاع "نأمل أن يحدث وأن تكون الولايات المتحدة شاهدة".
وعلى العكس، ضغط السعوديون والإماراتيون على البيت الأبيض لدعم حملة الضغط الاقتصاد على الدوحة، وقالوا إنها السبيل الوحيد لإجبار قطر على وقف تمويلها للإرهاب الدولى، وهو الاتهام الذى تنفيه الدوحة عن نفسها.
وكان سفير الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتبة، قد أشار هذا الأسبوع إلى سحب الولايات المتحدة قواتها من قاعدة العديد الجوية فى قطر. وكانت تلك المنشأة منصة الانطلاق لأغلب الضربات الجوية الأمريكية ضد داعش فى سوريا والعراق.
ويقول المسئولون الأمريكيون أن وصول الدبلوماسيون العرب إلى واشنطن هذا الأسبوع كان غير عادى. فقد التقى وزير الخارجية السعودى عادل الجبير بنظيره الأمريكى ريكس تيلرسون، وكذلك وزير الخارجى الإماراتى عبد الله بن زايد النهيان، الذى تناول العشاء مع تيلرسون الأربعاء.. والتقى وزير الدفاع القطرى خالد العطية بنظيره الأمريكى جيمس ماتيس لتوقيع اتفاق أسلحة بقيمة 12 مليار دولار.
ويقول مسئولون أمريكيون رفيعو المستوى أن ترامب وتيلرسون يسعيان للتوازن بين طلبات حلفاء أمريكا الثلاث، لكنهم يعترفون بأن المهمة ربما لا تكون ممكنة على المدى القصير. بينما قال دبلوماسيون عرب أن توجههم إلى واشنطن سببه جزئيا التصريحات المتباينة التى خرجت من إدارة ترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة