ضربت الأزمة القطرية الأخيرة التنظيم الدولى للإخوان، وأحدثت زلزالا واسعا بين فروعه، ففى الوقت الذى أعلن فيه إخوان مصر دعمهم لقطر، وتوعدهم الدول العربية بعد إعلان مقاطعتها للدوحة، وخروج بيانات من الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين يزعم فيه أن مقاطعة قطر حرام شرعا، خرج إخوان تونس ليعلنوا أنهم مع الموقف الرسمى للدولة، ولن يقفوا مع قطر ضد الدول الأخرى.
البداية عندما أعلن المتحدث الرسمى باسم حركة النهضة الإسلامية، عماد الخميرى، أن الحركة لن تعلن اصطفافها إلى جانب قطر، وستلتزم الحياد.
وقال فى تصريح أمس الثلاثاء، لإذاعة شمس إف إم التونسية، إن موقف الحركة لن يخرج عن الموقف الرسمى للدولة، وسيظل منسجما تماما مع منطق حماية المصالح العليا للدولة التونسية، قائلا: "نحن حزب مشارك فى الحكم ونعتقد أن السياسة الخارجية لا يجب أن تكون موضع خلاف بين الأحزاب السياسية".
وأشار إلى أن الحركة اكتفت بالتعبير عن انشغالها بالخلافات فى الخليج العربى، وأكدت أن ما يحدث يضر بالمصالح العربية ودعتهم للحوار وتغليب منطق العقل والتهدئة، وأبرز الخميرى أنه "فى الديمقراطية لا يوجد خلاف فى علاقة بالموضوع الدبلوماسى والقضايا الخارجية"، وشدد الخميرى على أن الموقف الذى يمليه المبدأ والمصلحة هو دعوة دول الخليج لفض مشاكلها بالحوار.
يأتى هذا البيان بعد 5 أيام من بيان جماعة الإخوان، تحت مسمى "تحالف الإخوان" أعلنت فيه دعم قطر ضد مصر وجميع الدول العربية. وأشارت الإخوان إلى أنها ستتجه إلى التصعيد ضد مصر والإمارات، معتبرة من وقف ضد قطر، يدعم الكيان الصهيونى، زاعمة أنها متمسكة بما وصفته السلمية.
وتعليقا على هذا الخلاف، قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن التنظيم الدولى انفرط عقده من فترة طويلة، وبقيت له بعض الآليات الدعائية مثل اتحاد علماء المسلمين واتحاد المنظمات الإسلامية وخرجت منه قوى كبرى كإخوان الأردن والمغرب وتونس والسودان والكويت.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن إخوان مصر فشلوا فى السيطرة على فروعه فى الخارج، وظهر هذا جليا فى حرب الخليج الأولى، وتعمقت الخلافات بعد تجربة إخوان مصر الفاشلة فى توليهم الحكم فى مصر وعدم إدارة المسألة بحنكة وحرفية، وأكبر دليل على ذلك هو افتراق حماس عنهم، والمواقف الأخيرة تثبت تفكك هذا التنظيم وعمق الأزمة التى يمر بها التنظيم الدولى.
وفى ذات السياق قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن هناك انقساما كبيرا يواجه التنظيم الدولى للإخوان فيما يتعلق بأزمة قطع العلاقات مع قطر، موضحا أن إخوان تونس لا يريدون أن يزج باسمهم فى الملف المقدم لمجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية التى تقدمه مصر الآن كدليل على دعم قطر للإرهاب.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن هناك أدلة ووثائق على تورط قيادات إخوانية تونسية بدعم الإرهاب فى ليبيا وتهريب أسلحة للمليشيات الإرهابية فى ليبيا عن طريق ميناء جرجيس التونسى، وهذه المعلومات سلمتها مصر للحكومة التونسية؛ ومن هنا يأتى الذعر الإخوانى فى تونس والقفز من سفينة قطر المحاصرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة