لا تكاد تخرج من منزلها إلا قليلا خلال شهر رمضان، تنشغل بالمهام المنزلية والعبادات ولا تضيع وقتا فى غيرهما، حتى إنها لا ترد على هاتفها المحمول إلا فى أضيق الحدود.
تتفرغ للصلاة طوال الليل وتحييه بما يقرب من 20 ركعة فى صلاة القيام ومثلهم فى صلاج التهجد، وتختم القرآن أكثر من 4 مرات خلال الشهر.
قد لا يصدق الكثيرون أن هذا هو حال الفنانة المعتزلة والنجمة السابقة شمس البارودى.
لا تنشغل عن الذكر وقراءة القرآن والصلاة سوى بأداء مهام منزلها ورعاية شؤون أسرتها وزوجها الفنان حسن يوسف وأبنائها الأربعة، تتابع أخبار ابنتها ناريمان، التى تدرس بإنجلترا ومحمود الذى يعمل فى دبى، وتلبى طلبات عمر وعبدالله المقيمين معها فى المنزل وقبلهما طلبات الزوج حسن يوسف.
تعتبر الحاجة شمس هذه المهام أهم أهداف حياتها التى تغيرت منذ أكثر من 30 عاما حينما قررت الابتعاد عن الأضواء واعتزال الفن وارتداء الحجاب.
تعرضت لهجوم وانتقادات واسعة حاولت النيل منها والتشكيك فى صدق نيتها وتوبتها، خاصة أنها كانت أول فنانة تعتزل الفن وترتدى الحجاب وهى فى قمة شهرتها وشبابها.
أعلنت تبرؤها من أعمالها التى وجدتها لا تتفق مع قناعاتها الجديدة، وكان الهجوم عليها يشتد كلما اتخذت أى فنانة قرارا بالاعتزال، فتوجه الاتهامات لشمس بأنها تشجع الفنانات على اعتزال الفن، وأنها تلقت أموالا من بعض الجهات.
كانت تبكى وتدعو أن يثبتها الله على ما ارتضته لنفسها، ورفضت الكثير من الإغراءات التى حاولت إعادتها للأضواء، ومازالت هذه العروض مستمرة رغم مرور هذا السنوات الطويلة، حيث يعرض عليها أدوار دينية أو تقديم برامج اجتماعية أو حتى الحديث عن حياتها وتجربتها الشخصية مقابل الملايين ولكنها ترفض دائما.
كانت شمس تستعد لبطولة فيلم جديد عام 1982، واشترت الملابس من فرنسا، وقبل التصوير ذهبت لأداء العمرة، وبمجرد أن وقفت أمام الكعبة انهارت فى البكاء، وظلت تدعو الله بالهداية، وقررت وقتها أن تعتزل الفن وتتفرغ لأسرتها وعبادتها.
تقول: «شعرت أن الجمال والمال والشهرة إلى زوال ولن يبقى معى فى قبرى إلا عملى، فقررت الاعتزال بلا رجعة ودعوت الله أن يثبتنى لأتحمل الهجوم وأقاوم الإغراءات».
كانت النجمة المشهورة وقتها فى أواخر العشرينيات، وكانت قد تزوجت الفنان حسن يوسف وأنجبت ابنتها ناريمان وابنها محمود، مرت عليها ظروفا صعبة خاصة بعدما توقف زوجها لفترة عن العمل بالفن حتى أفتاه الشيخ الشعراوى بأن الفن حلاله حلال وحرامه حرام، تحملت شمس وهى الابنة المدللة كل الصعوبات التى مرت عليها، ولم تفكر يوما فى التراجع عن قرارها.
تؤكد أنها لم تكن تحب التمثيل وإلا ما استطاعت أن تبتعد عنه طوال هذه الفترة، وتقول: «لا أتخيل أن أقف أمام الكاميرا، لأننى أخشى فتنة الإعلام الذى يستلزم أن أنشغل بجمال وجهى ومظهرى».
تنتمى شمس الملوك جميل البارودى لعائلة البارودى ذات الأصول السورية، وينتهى نسبها للإمام الحسين، ووالدتها مصرية من أصل تركى، وتعلمت الباليه والجمباز، وفى إحدى الزيارات العائلية شاهدها المخرج إبراهيم شكرى، وكان يجهز مسلسل قطر الندى وكان عمرها 17 عاما فعرض على والدها أن تقوم ببطولة المسلسل، ولكنه رفض، ولكن شمس فرحت بالأضواء وألحت على والديها لقبول الفكرة، وبالفعل قامت ببطولة المسلسل وتصدرت صورها أغلفة المجلات وانهالت عليها العروض الفنية، حتى اتخذت قرارها بالاعتزال.
تؤكد الحاجة شمس أنه لم يكن للشيخ الشعراوى دور فى قرار اعتزالها وأنها التقته بعد هذا القرار بسنوات.
وتقول: «لم أبادر بدعوة أى فنانة لارتداء الحجاب أو الاعتزال، ولكن عندما فكرت الفنانة شادية فى الاعتزال تحدثت مع الشيخ الشعراوى وقال لها: «كلمى أختك شمس»، فاتصلت بى وتحدثت معى، ونشأت بينى وبينها علاقة قوية ووقفت إلى جوارى بعد وفاة أمى».
وأضافت: «وبعدما توالى اعتزال عدد من الفنانات زاد الهجوم علىّ فآثرت السلامة وتفرغت لبيتى وأولادى».
حفظت الحاجة شمس القرآن، وقرأت الكثير من كتب الفقه والتفسير، ولا تخرج من بيتها خلال شهر رمضان إلا عندما يريد زوجها وأبناؤها أن يريحوها من عناء تحضير الطعام يوميا فيدعونها للإفطار فى النادى مرة أو مرتين، تكتفى بعزومتين فقط خلال الشهر، واحدة لأسرتها والثانية لأسرة زوجها، وترفض أى دعوات للإفطار حتى تتفرغ للصلاة وقراءة القرآن وقيام الليل.
يحرص ابنها محمود وابنتها ناريمان على العودة من سفرهما لقضاء بعض أيام شهر رمضان مع الأسرة.
وتؤكد النجمة المعتزلة أنها تتقن أعمال المنزل والطهو لأن والدتها كانت تحرص على أن تكون بناتها «ستات بيوت» وتشير إلى أنها كانت تتحمل مسؤولية المنزل حتى قبل اعتزالها وكان زوجها حسن يوسف يتعجب من قدراتها على أداء هذه المهام.
دعوتها الدائمة فى شهر رمضان وغيره أن يحفظ زوجها وأبناءها ويرضى عنها وعنهم ولا يريها فيهم سوءًا، وأن يثبتها على الإيمان، ويحفظ مصر وجيشها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة