منذ أن بدأت الأزمة الدبلوماسية بين دول الخليج ومصر من ناحية وإمارة الإرهاب والفتنة من ناحية أخرى، وإعلان المقاطعة معها لدعمها للجماعات المتطرفة والإرهابية ماديا وعسكريا فى المنطقة، وموقف نظام الرئيس السودانى عمر حسن البشير "باهت"، ويمسك العصا من المنتصف، حتى يكسب جميع الأطراف وخاصة الطرف القطرى الذى يغدق عليه الملايين لخلق أزمات مع مصر سياسيا وإعلاميا.
ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهيه السفن، فقد كشفت وسائل إعلام سودانية محسوبة على تيارات المعارضة فى الخرطوم، عن إعفاء الفريق طه عثمان من مناصبه كمدير لمكاتب رئيس الجمهورية فى القصر الرئاسى وفى حزب المؤتمر الوطنى، وأشارت إلى اختيار اللواء محمد حسن بخيت، بديلا له، وتوقعت صدور القرار رسميا عقب عودة الفريق طه من خارج السودان.
وكشفت المصادر السودانية أن الفريق المقال طه متورط فى تسريب مكالمات بين البشير وبين شخصية محورية وأساسية فى معسكر الدول التى تقاطع قطر سياسيا ودبلوماسيا واقتصادياً، مشيرة إلى أن تركيا وقطر تمكنتا من رصد المكالمة الهاتفية، مما أدخل البشير فى الحرج، الأمر الذى قاده لاتخاذ قرار بإبعاد طه بمزاعم أنه من تورّط فى تسريب المكالمة.
وخلال الساعات القليلة الماضية انتشرت تسريبات إقالة طه بمواقع التواصل الاجتماعى، حيث قال العديد من النشطاء السودانيين، إنه تمت إقالة طه بضغط قطرى، وحاول البشير إرضاء الدوحة بإقالته، لافتة إلى أنه رجل المملكة العربية السعودية والإمارات الأول فى السودان.
وقالت مصادر إعلامية سودانية إن الرد جاء للبشير صاعقا من السعودية والإمارات بسبب إقالة طه، وطالبوه باتخاذ موقف واضح لا يحتمل أية حالة حيادية أما مع الحلف السعودى المصرى الإماراتى البحرينى أو مع قطر الداعمة للإرهاب.
بينما زعمت مصادر بحزب البشير، إن إعفاء الفريق طه يعود إلى تسريب وثائق ومستندات تتحدث عن تحويل مبلغ 30 مليون دولار إلى حساب الفريق طه، من دولة الإمارات العربية المتحدة، مدعية أن محافظ بنك السودان المركزى حازم إمام ضالع فى عمليات تسريب هذه الوثائق، الأمر الذى جعل جهاز امن البشير يقوم باعتقاله، بتوجيهات صارمة من جهات عليا فى قيادة الدولة، على حد قولهم.
وفى السياق نفسه، نشر الناشط والصحفى المعارض ناصف صلاح الدين فى صفحته على "الفيس بوك" منشورا أكد فيه إعفاء الفريق طه وتعين اللواء محمد حسن بخيت، خلفا له، مؤكدا أن السبب وراء إقالته تسريب مكالمة البشير.
وقالت صحيفة "الركوبة" السودانية، إن الأنباء تضاربت عن مكان وجود الفريق طه، ورجح صحفيون وناشطون ومقربون من حزب البشير أنه موجود فى واشنطن، بينما اعتقد آخرون بأنه فى الإمارات العربية، فيما جزم آخرون بانه فى السعودية.
فى وقت سابق، قال بخيت، على صفحته بالفيس بوك إن الفريق طه سافر خارج السودان دون استئذان الرئيس البشير أو إخطاره، وأنه قام بإغلاق هاتفه، وأضاف بخيت الذى تربطه صلة قرابة وثيقة بالرئيس البشير: "إن الفوضى تضرب فى قمة الهرم".
وأكد بخيت وهو شقيق الصحفى كمال حسن بخيت والموظف النافذ بمجلس الوزراء حاتم حسن بخيت والناطق السابق باسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم الدكتور المعز حسن بخيت، أن الاتصال انقطع بالفريق طه نتيجة لإغلاق هاتفه، وأضاف قائلا: "المعلومات المتوفرة حاليا أن طه وصل إلى الإمارات طالبا وساطة الشيخ محمد بن زايد فى فضيحته التى انكشفت، بعد أن قدّم مدير جهاز الأمن الفريق محمد عطا ملف الأموال والعقارات التى حاز عليها الفريق طه من السعوديين والإماراتيين، على حد زعمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة