شيخ الأزهر: الإسراف فى تكاليف الزواج "تبذير"

الأحد، 11 يونيو 2017 08:05 م
شيخ الأزهر: الإسراف فى تكاليف الزواج "تبذير" الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال فضيلة الإمام الأكبرالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن روح الإسلام تعبر عن عدم المغالاة في المهور، والأحاديث النبوية التي ذكرناها من قبلُ تدل على أن النبي –صلى الله عليه وسلم- يشجع على الاقتصاد في المهر، وبالنسبة للحد الأعلى للمهر؛ فهناك مَن استند لقوله تعالى: (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا) على أنه لا حد له، وقال آخرون: إن الآية الكريمة لا تدل على جواز المغالاة في المهور؛ لأن التمثيل بالقنطار في الآية هو على جهة المبالغة، وذلك مثل قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ".

وأضاف أن بناء مسجدٍ بهذه المساحة إنما هو على سبيل المبالغة؛ لأنه من المعلوم أن المسجد في الواقع لا يمكن أن يكون كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ (القطاة: طائر صغير، ومفحص قطاةٍ: موضعها الذي تخيم فيه وتبيض؛ لأنها تفحص عنه التراب)، لكن الدليل الأقوى على عدم جواز المغالاة في المهور هو النهي الصريح عن التبذير والإسراف في قوله تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) حتى إن السفيه يُحجر عليه، وفي هذا الإطار نستطيع أن نقول إن المهر إذا تجاوزَ الحد المعقول الذي هو متداول بين الناس عُدَّ في باب التبذير، ولا يستند للآية :(وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا) التي سِيقت في سياق المبالغة.

ونبه فضيلته في حديثه اليومي الذي يذاع قبل المغرب على الفضائية المصرية طوال شهر رمضان المعظم: إلى أن أحاديث النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كلها تحث على أن يكون المهر يسيرا، وهي في نفس الوقت تربط البركة في الزواج بيسر المهر، ومنها يُفهم أن المهر غير اليسير المبالغ فيه لا بركة في الزواج الذي يتم على أساسه، قال النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أكثرُهنَّ بركةً أقلُهنَّ مُهورًا" وقوله: "خيرهن (يقصد الزوجان) أيسرهن صداقًا"، وقوله: "خَيْرُهُنَّ أَيْسَرُهُنَّ صَدَاقًا"، وقوله: "إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ –الزواج- بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مُؤْنَةً" وقوله: "خَيْرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرَهُ"، وبالتالي فإن يسر التكاليف ويسر المؤنة يتبعه بركة تُكثِّر القليل، لكن للأسف الشديد الناس الآن تعيش زمنا كله صراع مادي من أوله لآخره، والتقييم يتم على أساس ورغبات مادية.

وتابع فضيلة الإمام الأكبر: التجربة تؤكد أن الأسرة التي تقوم على البساطة سواء في المهور أو الجهاز أو المسكن أسرة سعيدة؛ لأنها لا ترى سعادتها في المظهر أو المادة أو الأشياء المقتنية؛ لأنها لا تصنع شيئا، فمعظم الزيجات التي تتم في مصر أو العالم العربي بيوتها تُملأ بأشياء لا حاجة للزوجين لها على الإطلاق مثل حجرة الأطفال التي تنشأ أحيانًا خلافات مع أن الأطفال لم تأت بعدُ!، وكذلك أطقم الطعام والشراب التي يكفي فيها طقم واحد مكون من 6 قطع، لا طقم مكون من 90 قطعة!، وأيضا الملايين التي تنفق في حفل الزواج وهي تصلح لأن تزوج نحو 50 بنتًا، مؤكدًا أنه لا بد من تغيير مفهوم الزواج، والمسئول عن تبليغ هذه القيم للناس هو الإعلام والعلماء الذين يجب عليهم شرح هذه الأحاديث للناس مع بيان دلالاتها وكيف أن بركة الزواج مرتبطة باليسر، مشيرًا إلى ما عليه الناس في أوروبا من البساطة في المسكن والفرش والنفقة.

وأوضح فضيلته أن المهر ملكية خالصة للزوجة قال تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) أي عطية خالصة لله، منوِّهًا على أنه ليس من الإسلام أن يؤخذ المهر ويدخل في الجهاز إلا إذا سمحت بذلك الزوجة قال تعالى: (فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا)، ولا يحق لأي أحد أن يقترب من مهر البنت، لا الأب ولا الأخ ولا الأم؛ لأنه ملك خالص بها، إذ هو رمز أو تعبير عن المحبة متجه للزوجة وليس للأب ليأخذ منه، فالمهر رسالة محملة بمشاعر معينة هذه المشاعر متجهة إلى هذه الفتاة، وليس من حق الآخرين أن يشاركوها في هذا الرمز أو في هذه المشاعر التي جُعل المهر رمزًا لها.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة