بوتيرة متسارعة تزايدت خلال أيام القليلة الماضية الدعوات الهادفة لإدراج جماعة الإخوان الإرهابية على قوائم الإرهاب، وذلك فى أعقاب اقدام كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة والبحرين وغيرها من الدول على مقاطعة قطر رسمياً لتمسكها بدعم الجماعة وتمويلها بخلاف الغطاء السياسى والمالى الذى توفره الإمارة المشبوهة لتنظيمى داعش والقاعدة.
وبعد أسبوع من قرار مقاطعة قطر، والذى امتد ليضم دولاً من بينها اليمن وليبيا وجزر المالديف لقائمة المقاطعين لإمارة الإرهاب، وما تبعه ذلك من دعوات مماثلة لملاحقة جماعة الإخوان الإرهابية، دعا بيتر هوكسترا، رئيس لجنة الاستخبارات السابق بمجلس النواب الأمريكى إلى ضرورة تصنيف جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب الأمريكية، وقال إنها تقدم دعما للمتطرفين والإرهابيين.
وفى مقال له اليوم الأحد، على موقع group state ، قال هوكسترا إن الإخوان تنظيم يسعى للإطاحة بالولايات المتحدة وقيمها. ووصف عضو الكونجرس السابق الإخوان بأنها منذ تأسيسها عام 1928 كانت مصدر إلهام وأساس روحى لإيديولوجية وعنف العديد من الجماعات الجهادية الراديكالية مثل حماس والقاعدة وداعش. وقال إن تنظيم الإخوان الذى يمثل قيمه الأساسية تعديدا خطيرا للأمن القومى الأمريكى، يجب أن تصنف كجماعة إرهابية مثلما هى بالفعل بشكل واضح.
واستطرد رئيس لجنة الاستخبارات السابق قائلاً إنه مع الهجمات المروعة الأخيرة فى لندن ومانشستر وكابول ومع انتشار العنف فى الفلبين وإندونيسيا، فلابد من تسليط الضوء على التهديد العالمى الذى يشكله الجهاديون الإسلاميون المتطرفون. ويتعين على الولايات المتحدة أن تحدد جماعات الإرهاب التى تسعى إلى زوالها وتقوم بكل خطوة قانونية لمواجهة واحتواء وفى النهاية هزيمة التهديد الذى يشكله الإخوان.
واعترف هوكسترا بأن تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية عملية صعبة وشاقة على وزارة الخارجية، إلا انه يقول إنه يجب إجراء تحليل دقيق ولاشك فى أن القائمين عليهم سيعلنون الإخوان جماعة إرهابية، مشيرا إلى أن الأدلة هائلة على ذلك. وقال إن الإخوان استخدمت إستراتيجيات متعددة من أجل تحقيق هدفها بتأسيس الخلافة، وتتبنى الجماعة مفهوم التقية الذى يسمح بالخداع كوسيلة لتحقيق مهمة المرء.
وشدد على مسئولية الخارجية الأمريكية فى العمل مع حلفاء أمريكا، مجتمع الاستخبارات لجمع المعلومات الضرورية لتصنيفها على قوائم الإرهاب، والذى يصفه بأنه ضرورى.
وقبل يومين ، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إن قطر لديها "تاريخ طويل" فى دعم الإرهاب والتطرف فى المنطقة ، داعياً إلى اتخاذ ما يلزم لوقف ذلك الدعم والتمويل ، مشيراً إلى أن الشعوب والدول المتحضرة عليه التصدى بقوة لمواجهة الفكر المتطرف والقضاء على الإرهاب.
وتكبدت قطر، الراعى الأول للتنظيمات الإرهابية وفى مقدمتها جماعة الإخوان خسائر فادحة على مدار الأسبوع الماضى وذلك فى أعقاب المقاطعة العربية، الأمر الذى سينعكس بطبيعة الحال على التمويل الذى توفره الدوحة للجماعة الإرهابية.
وفى تقرير لها اليوم ، قالت شبكة "بلومبرج" إن خسائر أصول قطر تتفاقم مع تزايد التوتر بين الدوحة والدول العربية، موضحة أن المستثمرين فى الأسهم والسندات والعملات الآجلة القطرية قد أرهقتهم الخسائر هذا الأسبوع مع دخول الإمارة الصغيرة فى مشاحنات غير مسبوقة مع جيرانها.
وتراجعت البورصة القطرية حوالى 11 مليار دولار يوم الثلاثاء الماضى وهو أكبر تراجع تشهده منذ عام 2010، بعدما قامت العديد من دول المنطقة منها السعودية ومصر والإمارات بقطع العلاقات معهم، وانخفضت السندات الأكثر سيولة فى البلاد خلال الأسبوع الماضى بعدم تم تخفيض تصنيفها السيادى، وارتفعت الرهانات ضد عملتها، ووصلت عقود الحماية من التعثر المحتمل لمستوى أعلى من ذلك الموجود فى بيرو وسلوفينيا.
وأنهى المؤشر الرئيسى فى قطر الأسبوع الماضى على تراجع بنسبة 7.1%، وهو أسوأ أداء أسبوعى منذ ديسمبر 2014، ومع تصاعد التوتر خلال الأسبوع الماضى، أصبح مؤشر البلاد صاحب أسوأ أداء على مستوى العالم هذا العام.
وكانت كلا من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين اتخذت قرارا بمقاطعة قطر وغلق الحدود المشتركة والمجال الجوى معها ردا على تمسك الدوحة بنهجهها الداعم للإخوان والتنظيمات الإرهابية، واتسعت دائرة مقاطعة قطر على مدار الأيام القليلة الماضية لتشمل دولا من بينها ليبيا واليمن وجزر المالديف وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة