محمود عبد الراضى يكتب: غارمات السجون أمهات بدرجة "سجينة".. آلاف السجينات حرمن من لمة رمضان بتهمة "الفقر".. سيدات دخلن الزنازين بسبب ثمن "ثلاجة".. ويبحثن عن أصحاب القلوب الرحيمة لانتشالهن من غيابات السجون

الخميس، 01 يونيو 2017 07:00 ص
محمود عبد الراضى يكتب: غارمات السجون أمهات بدرجة "سجينة".. آلاف السجينات حرمن من لمة رمضان بتهمة "الفقر".. سيدات دخلن الزنازين بسبب ثمن "ثلاجة".. ويبحثن عن أصحاب القلوب الرحيمة لانتشالهن من غيابات السجون محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أسوار عاتية، تحول بين أمهات وفلذات أكبادهن فى رمضان، وزنازين تعصف بأحلام الأمهات بالجلوس مع ذويهن فى "لمة رمضان"، بعدما أطاح الفقر بعشرات من السيدات الغارمات خلف أسوار السجون.

 

وبالرغم من المحاولات المستمرة ـ الرسمية والشعبية ـ لانتشال الغارمات من السجون، إلا أن الأعداد تتزايد باستمرار، بسبب الفقر وقلة الحيلة، وبالرغم من المبادرات التى قادتها الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال لسداد ديون الغارمات وخروج أكثر من 44 ألف من الغارمين والغارمات، إلا أن الآلاف منهن مازلن يمثلن أرقاماً صحيحة فى دفتر السجينات.

 

هنا.. داخل السجن، تجد السيدة الغارمة تتحرك بحياء وتتحدث بصوت منخفض، لا تكاد ترفع رأسها إلى السماء، إذا سألتها عن اسمها، تجيبك بصوت خافت: "فاطمة"، وتستحى أن تقوله ثلاثيًا، تحكى قصة جديدة من قصص الغارمات، تعود بذاكرتها إلى سنوات ماضية، عندما فوجئت بابنتها أصبحت "عروسة" وتبارى الشباب للزواج منها، لكن الفقر والحاجة يقفا حائلاً دون إتمام الفرحة، وتفشل الأسرة فى تجهيزها، وتحاول الأم أن تحمى فرحة ابنتها، فتذهب إلى شركة تبيع الأجهزة الكهربائية تشترى منها جهاز العروس، وتوقع إيصالات أمانة بعشرات أضعاف ثمن البضاعة ويحل موعد سداد الدين، فتعجز الأم عن الوفاء، ليكون السجن نهاية المطاف.. يطلقها زوجها وتفقد ابنتها العريس الذى رفض أن تكون حماته "رد سجون"، ويذهب كل شىء، ولا يتبقى سوى الحسرة والدموع، حتى يجمع ضباط الشرطة زكاة أموالهم ويسددون دينها لتخرج إلى الدنيا مرة أخرى.

 

العديد من القصص و"الحواديت" التى تحرك القلوب من أماكنها، رصدتها لدى عدة زيارات قمت بها لسجون طرة والقناطر، من خلال أحاديث مع الغارمات اللاتى حرمهن الفقر من الحرية والتمتع بالحياة الخاصة.

 

سيدة عجوز، تخاف أن تصافحها بقوة خشية أن تسقط منك على الأرض، تسبق دموعها حروفها، تتحدث معى عن "الثلاجة" التى أدخلتها السجن، عندما قررت أن تجهز ابنتها فتراكمت الديون، وهرع تاجر عديم الضمير لتحرير بلاغات ضدها بموجب ايصالات أمانة ضعف المبالغ الموجودة بها، لتجد نفسها بين أسوار السجن.

 

ووسط حالة الضعف والوهن الذى أصاب الغارمات داخل السجون، والحياء فى الكلام، تبارت سيدة عشرينية العمر، لتشرح أسباب دخولها السجن، عندما وجدت زوجها عاطل لا يجد فرصة عمل فاقترضت من أجل توفير مبلغ لشراء "توك توك " لزوجها ليأكل منه عيشاً، فتراكمت الأقساط ودخلت السجن، قائلة: "احنا مش تجار مخدرات ولا مشينا بطال لا سمح الله..احنا دخلنا السجن عشان ما حدش حاسس بينا..تعرف تهمتنا ايه !! تهمتنا "الفقر" يا أفندم".

 

هنا..مئات القصص والحكايات..لو كلفنا القلم بسردها لمل وما استطاع، هنا أمهات ينتظرن خلال شهر رمضان الكريم طاقة الأمل والرحمة لسداد ديونهن والخروج لأسرهن، وإعادة الحياة لأسرة بأكملها، من احياها فكأنما احيا الناس جميعاً.

 










مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

فية حل

الحل الصحيح العملي هو اننا نشوف الدول المتقدمة اللي عندها حقوق انسان بجد ورئيس مهموم بهم ضعفاء شعبة بجد هنجد الاتي انة لا سجن للغاريمين والفقراء يا سيادة الصحفي الحل العملي هو ايقاف سجن الغاريمين وايقاف العمل بهذا القانون اي كلام غير ذلك استهلاك للوقت وخص في المية ولا جديد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة