"نفسنا فى مدرسة نعلم فيها ولادنا بدل الغلب اللى إحنا فيه..واشتكينا كتير ومفيش حد بيسأل فينا " هذه الكلمات تعبر عن شكوى أهالى قرية الطرح التابعة لمركز كفر الدوار بالبحيرة، بعد إزالة المدرسة الوحيدة بالقرية منذ أكثر منذ عامين وذلك لتصدعها، مما اضطر الأهالى إلى تحويل دار المناسبات بمسجد القرية إلى مدرسة ابتدائية أقرب إلى" الكتاب" من أجل تعليم أبنائهم ، حيث قاموا بتقسيم دار المناسبات وطرقات المسجد الكبير إلى فصول دارسية غير ادمية بإستخدام الواح الأخشاب لكى ينال أولادهم قسطا بسيطا من التعليم.
"اليوم السابع" حاولت الاقتراب من المشهد أكثر لرصد تلك المهزلة التعليمية والتعرف على أبعادها.
وأكد مصطفى قاسم رئيس جمعية تنمية المجتمع بالقرية ، على معاناة الأهالى الشديدة طوال عامين فى ظل عدم وجود مدرسة ابتدائية رغم تعداد سكانهم الذى ناهز 50 ألف نسمة ، مضيفا انهم فوجئوا بقرار إزالة المدرسة الوحيدة بالقرية عام 2015 ، نظرا لتصدعها ونقل التلاميذ إلى مدارس بعيدة عن قريتهم ، مما يهدد حياتهم بالخطر فاضطر الأهالى إلى استغلال دار المناسبات الخاصة بمسجد القرية وتحويلها إلى مدرسة بديلة وقسموا ساحة الدار إلى فصول ضيقه بفواصل خشبية لاستيعاب أكبر عدد من التلاميذ.
وأوضح قاسم ، أن أهالى القرية أرسلوا عدة شكاوى للمسئولين للمطالبة بإنشاء مدرسة ابتدائية ، كما تبرعوا بقطعة أرض لإنشاء مدرسة تعليم اساسى ولكن لا حياة لمن تنادى.
ويقول حسين خاطر - موظف- من اهالى القرية ، ان مايحدث لأهالى القرية هو كارثة بكل المقاييس فالمدرسة المقامة داخل المسجد تفتقد لأى معالم التعليم الصحيح ، مؤكدا أنه لأ يوجد فناء للمدرسة أومعامل للعلوم ولا مكتبة أو غرف للأنشطة ، بالإضافة إلى وجود دورة مياه واحدة لاتستوعب تلاميذ المدرسة والعاملين فيها ، مما يضطر الكثير من المدرسين والطلاب إلى اللجوء لمنازل المواطنين لقضاء حاجتهم.
وأضاف "خاطر" أن المدرسة الابتدائية هى الأساس لأى مجتمع متقدم وبالتالى فإن هذه المدرسة بصورتها الحالية ستخرج أجيالا من التلاميذ الجهلة المشوهين اللذين لا يفقهون أى شئ.
وطالب " خاطر " وزير التربية والتعليم ومحافظ البحيرة بالتحقيق في هذا الأمر وسرعة إنشاء مدرسة القرية حرصا على مستقبل هؤلاء الأطفال.
وأكدت مرزوقه عبد النبى - ربة منزل ، على معانتها الشديدة بعد إزالة المدرسة الوحيدة بالقرية ونقل أولادها الى مدرسة بعيدة عن القرية مما يكبدها مصاريف إضافية ، بالإضافة الى إرهاق أبنائها بشكل كبير.
وأضافت " نقلت ولادى لمدرسة بعيدة عن البلد علشان يتعلموا ورفضت وجودهم بمدرسة الجامع علشان مفيش فيها دراسة ولا تعليم وكله هرجله فى هرجلة ، وكل سنة يقولوا هيبنوا المدرسة ومفيش جديد بيحصل ..مش عارفين نعمل ايه..حسبى الله ونعم الوكيل".
فيما أكد سميح عبد الحميد كساب مدير مدرسة الطرح الابتدائية على تكثيف الجهود لتعليم التلاميذ بأقصى مجهود ممكن ، رغم أن دار المناسبات لا تصلح للعملية التعليمية على الإطلاق ، مضيفا ان نسبة التعليم فى المدرسة متدنية للغاية نظرا لسوء حالتها وعدم مطابقتها لأى معايير للجودة فهى أشبه ب "الكتاب "أكثر منها مدرسة.
وأوضح مدير مدرسة الطرح ، أن عدد التلاميذ يبلغون 680 تلميذا لا تستوعبهم فصول المدرسة المقسمة بالخشب فيما يشبه الأكشاك والذى يتداخل فيها اصوات شرح المدرسين مع بعضهم البعض بشكل واضح ، مما يؤدى إلى انعدام قدرة التلاميذ على استيعاب دروسهم وإهدار العملية التعليمة برمتها.
ومن جانبه قال محمد سعد محمد وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحيرة ،أن هذه المشكلة خارجة عن الإرادة وذلك لاصرار أهالى القرية على عدم نقل أبنائهم إلى مدارس أخرى بحجة ابتعادها عن أماكن اقامتهم ، مضيفا أنه تم مخاطبة هيئة الأبنية التعليمية لإدراج المدرسة التى صدر لها قرارا بإزالتها فى خطتها الحالية للعام الجارى حرصا على مستقبل تلاميذ القرية.
وأوضح وكيل وزارة التعليم أنه تم توجيه قيادات الإدارة التعليمية بمركز كفر الدوار بمتابعة سير العمل بالمدرسة المؤقته والمساعدة فى تزليل اى عقبات دراسية بقدر الإمكان.
تلاميذ مدرسة الطرح بكفر الدوارخلال خروجهم
اهالى الطرح بكفر الدوار يحولون دار المناسبات إلى مدرسة
ارض المدرسة القديمة التى صدر قرار بازالتها
تلاميذ المدرسة خلال وجودهم بدار المناسبات
جانب من تلاميذ مدرسة الطرح بكفر الدوار بعد إزالة مدرسته
مسجد قرية الطرح الذى تحول إلى مدرسة
حجرة إدارة المدرسة المقامة بطرقات دار المناسبات
الاهالى يقسمون دار المناسبات إلى فصول خشبية
احتجاجات الاهالى للمطالبة بإنشاء مدرسنة بالقرية
المدرسة القديمة بالقرية لم يبقى منها إلا بوابة حديدية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة