أكد الدكتور مشعل بن فهم السلمى، رئيس البرلمان العربى، خلال كلمته التى ألقاها اليوم الاثنين، أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الرابعة للبرلمان الأفريقى بميدراند - جنوب أفريقيا، أن هذه المشاركة تأتى انطلاقًا من عمق الروابط والمصالح المشتركة، والاعتبارات التاريخية والجغرافية والثقافية، بين العالم العربى وأفريقيا، فما يجمع الأمة العربية والشعوب الأفريقية تؤكده حقائق التاريخ المشترك، والتواصل الجغرافى، والتمازج الثقافى والحضارة، والتفاعل الحى، الممتد بين المجتمعات العربية والأفريقية، ويفرضه واقع انتماء نحو نصف الدول العربية إلى القارة الأفريقية، والعضوية المشتركة للبلدان العربية فيما بين البرلمانيين العربى والأفريقى، والنضال المشترك ضد الاستعمار قديمًا، وضد محاولات السيطرة والهيمنة والتفرقة والتفتيت حديثا، فضلاً عن المصالح المتبادلة.
وأشار رئيس البرلمان العربى إلى التحديات الكبرى، وفى مقدمتها التحديات الأمنية التى تهدد سلامة وأمن العالم العربى وأفريقيا، ومنها تمدد التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم داعش وبوكو حرام الإرهابيين، ونواجه التحديات التنموية المشتركة، وتبنى مواقف تسعى إلى إرساء شراكة إستراتيجية راسخة، وإلى نظام دولى عادل، من خلال إصلاح نظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، وزيادة المساعدات التنموية للدول النامية لاسيما الدول الأقل نموًا.
وأوضح الدكتور مشعل بن فهم السلمي أنه حرصًا من البرلمان العربي على تفعيل هذه العلاقة، وتقوية أواصر التعاون والتشاور الدائم والمستمر، والتنسيق في القضايا الاستراتيجية والكبرى والمصيرية التي تهم العرب والأفارقة، الأمر الذي تم ترسيخه من خلال مذكرة التفاهم بين البرلمان العربي والإفريقي، والتي اعتمدت في مثل هذا التوقيت قبل أربعة أعوام، وأرست أسس التنسيق والتعاون إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأثمرت عن عقد جلسة مشتركة في نهاية العام المنصرم بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، صدر عنها بيان مشترك تحت عنوان الشراكة الإستراتيجية الإفريقية العربية: دور البرلمانيين، وأكدت دور البرلمانين العربي والإفريقي في تفعيل التعاون في شتى المجالات، التي حددتها بوضوح قرارات القمم العربية الأفريقية، وآخرها القمة العربية الأفريقية الرابعة التي عقدت في غينيا الاستوائية، وحملت شعار التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي بين أفريقيا والعالم العربي، ونحن نتطلع إلى القمة العربية الأفريقية المقبلة الخامسة التي سوف تعقد في السعودية.
وقال رئيس البرلمان العربي إن علاقات الأخوة والجوار والمصير المشترك التى تربط العرب والأفارقة، وتاريخ النضال الطويل، والكفاح ضد الغزو والاستعمار، كل ذلك يدعونا لدفع مسيرة هذه العلاقات التاريخية إلى منتهاها، في شراكة حقيقية، تُجسد التلاحم والترابط بين الأمة العربية والقارة الإفريقية
وتابع: "إننا نعتز بأن الأمة العربية دولًا وشعوبًا، وقفت مع الدول والشعوب الأفريقية، وقدمت الدعم والمساندة في التحرر من الاستعمار البغيض، وهدم مشروع دولة الفصل العنصري "الأبارتيد" هنا في جنوب أفريقيا".
ووجه رئيس البرلمان العربي تحية إجلال وإكبار إلى الزعيم الراحل نيلسون مانديلا أحد أكبر رموز النضال والتحرر في العالم، الذى قاد شعب جنوب إفريقيا إلى زوال نظام الأبارتيد، مؤكدًا أن الشعب العربي يتطلع إلى موقف تاريخي من أفريقيا دولًا وشعوبًا لدعمه ومساندته في هدم مشروع الفصل العنصري "الأبارتيد" في فلسطين المحتلة، الذي يمثل تطبيقًا فعليًا لنظام الأبارتيد البغيض الذي طُبق هنا في جنوب إفريقيا، فالشعب الفلسطيني الصامد يتعرض لأقسى أنواع الاحتلال والظلم والتهجير ومصادرة الأراضي والاضطهاد العرقي والديني، ويناشد الضمير الإنساني، بالوقوف معه ضد ما تقوم به دولة الاحتلال إسرائيل، دولة تمتلك كل الأسلحة القاتلة ضد المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء، وإدانة هذه الجرائم اللا إنسانية، وجدار الفصل العنصري، وانتهاك حقوق الأسرى في سجون الاحتلال.
وشدد على أن طلب الشعب الفلسطيني والعربي هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م عاصمتها مدينة القدس الشرقية، وهو طلب يتفق مع مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.
وأوضح رئيس البرلمان العربي أنه أتى إلى البرلمان الأفريقي ممثلا للأمة العربية يحمل رسالة المحبة والمودة والسلام والتشاور والتعاون والتنسيق في كل القضايا الكبرى والمصيرية التي تمس أمن ومصالح وكرامة الشعوب العربية والأفريقية، متطلعًا لتحقيق هذه الشراكة مع الرئيس وأعضاء البرلمان الإفريقي من كل الدول الأفريقية، والتغلب على التحديات، وإزالة العقبات أمام تفعيل التعاون الأفريقي العربي وتطويره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة