القرضاوى وقيادات حماس
القرضاوى ومشعل
القرضاوى
كواليس جديدة كشفتها قيادات إخوانية حول وثيقة حماس التى اعترفت بحدود فلسطين حتى عام 1967، وكذلك فك الارتباط مع جماعة الإخوان، حيث كشفت تلك القيادات أن الكثير من بنود تلك الوثيقة التى أعلنتها الحركة الفلسطينية، تمثل أراء يوسف القرضاوى، رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين"، كما أن الوثيقة تم إعلانها فى الدوحة وهى مقر إقامة القرضاوى.
قبل إعلان خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، الوثيقة الجديدة للحركة جمعت قيادات الحركة فى قطر اجتماعات عدة مع يوسف القرضاوى، حيث ألتقى مشعل أكثر من مرة خلال الشهور الأخيرة بالقرضاوى، وكذلك جمع لقاء إسماعيل هنية ورئيس اتحاد علماء المسلمين، بعد سفر هنية لقطر، وهو ما يربط إعلان حماس عن وثيقتها الجديدة، بتلك اللقاءات.
وفقا لتصريحات عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق فى مقال له على أحد المواقع التابعة للإخوان، فإن بنود حماس الجديدة بعضها يعود لرأى يوسف القرضاوى، قائلا: أصدرت حركة حماس منذ بضعة أيام وثيقة مهمة، قامت فيها بعدد من المراجعات، ولا شك أن الكثيرين من أهل السياسة والطرح الفكري قاموا بمناقشتها، وبخاصة المؤتمر الصحفي الذي عقد في الدوحة.
وأضاف فى مقاله أن ما أعلنته حماس كان أول من نبه لذلك، وامتلك الشجاعة لإعلانه، ومخالفة التوجه العام هو الشيخ يوسف القرضاوي، فقد كان مجمل رأيه الذي أعلنه في أكثر من موضع، وبخاصة في كتابه (القدس قضية كل مسلم) وفي محاضرات مختلفة، كان يقول: ليست المعركة بيننا وبين اليهود بوصفهم يهودا، بل بوصفهم معتدين، فليس في الإسلام حرب دينية على أساس دين المخالف.
وتابع: أسهب القرضاوي في عرض هذه الفكرة ، ورد على كل النصوص التي تجعل القتال لعلة الكفر، وإذا كان هذا حديثنا عن حماس، بما فيها من مراجعات، فما بالنا بالحديث عن الإخوان فى مصر ، فهل تعود إلى رأى القرضاوى، وتعي الدرس جيدا، وتعرف كيف يكون التفكير والمراجعة، وألا تستنكف عن ذلك؟.
تصريحات تليمة ألقت الضوء على ربط لقاءات حماس بالقرضاوى، وإعلانها فك ارتباطها مع جماعة الإخوان، ففى سبتمبر 2015، شهدت لقاء بين يوسف القرضاوى وعدد من قيادات حركة حماس يترأسهم خالد مشعل، ولم يعلن بيان اتحاد القرضاوى حينها تفاصيل اللقاء.
وفى يوليو 2016، ألتقى يوسف القرضاوى فى الدوحة بكل من حمود المخلافي القيادى بحزب التجمع اليمنى التابع للإخوان، وخالد مشعل ، ولم يتم الإعلان أيضا عن تفاصيل هذا اللقاء.
وفى سبتمبر 2016، نشر يوسف القرضاوى، صورة له تجمعه بكل من إسماعيل هنية، أحد قيادات حركة حماس، وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، فى مقر إقامته فى الدوحة، وقال يوسف القرضاوى فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "بين الأخوين، إسماعيل هنية، وخالد مشعل أمس.. أسأل الله أن يجمعنى بهما وبكم فى الأقصى".
وأكد مراقبون أن حماس راجعت يوسف القرضاوى، فى وثيقتها الجديدة، وهو أحد من نصحهم بفك الارتباط مع الجماعة بشكل المراوغة، حيث يقول الدكتور جمال المنشاوى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن حماس علي تواصل مستمر مع قادة الإخوان ومنهم بالطبع يوسف القرضاوي ولذا أخذت الحركة رأيه في هذا الأمر المتعلق بفك الارتباط مع الإخوان.
ويضيف المنشاوى لـ"اليوم السابع": لا استبعد أن يكون الأمر برمته تم التوافق عليه مع القيادة المركزية للإخوان لرفع الحرج عن حماس وإعطائها حرية حركه أكثر وللمحافظة علي علاقاتها مع مصر الداعم الاستراتيجي لحماس في أي مفاوضات مع اسرائيل والسعودية والإمارات الذين يشكلون روافد دعم مادي ضخم جدا ومعنوي لحماس.
وفى السياق ذاته يشير طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الوثيقة عكفت عليها عدة جهات حتى خرجت بهذه الصورة الملتبسة، و من يقرأ بدقة سيجد ان هناك جهات متعددة اشتركت فى اخراجها وواضح أن كل جهة من تلك الجهات وضعت فيها ما تريده.
ويتابع البشبيشى:القرضاوى يمكن أن يكون قد كتب الجزء الدينى والشرعى من وجهة نظر تنظيم الاخوان فى الوثيقة خاصة أن الوثيقة خرجت من قطر التى يستحوذ للقرضاوى نفوذ كبير داخلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة